23 ديسمبر، 2024 12:56 م

العرب وخيار سلاح النفط 

العرب وخيار سلاح النفط 

العرب اليوم ،في اضعف حالاتهم ،عسكريا ،سياسيا،دوليا ، وهذا الوضع ناتج عن عدة اعتبارات واسباب ،يأتي في مقدمتها اخراج العراق من خانة التوازن الدولي والاقليمي،وهذا اصبح واقعا ملموسا لانقاش فيه،واصبح ظهر العرب مكشوفا بسببه،ونرى ما تفعله ايران وذيولها وخلاياها وعملاؤها في العالم عموما ،وفي المنطقة خصوصا،جراء هذا الفراغ والغياب القاتل للعراق،اذن كل ما خلفه الاحتلال الامريكي –الايراني للعراق ،من زوال انظمة القذافي وعلي عبد الله صالح وغيرهم واحلال الفوضى في الدول العربية التي يسميها (البعض المغفل )الربيع العربي ،في مصر وتونس واليمن ولبنان وسوريا وليبياوغيرها ،هو انعكاس احتلال وتدمير العراق جيشا وبنية تحتية وتهجير شعبه وقتله واشعال الحرب الطائفية الاهلية فيه واحتلاله من قبل ايران وميليشياتها ،من قبل الولايات المتحدة الامريكية ،وهذا ليس شيء من عندياتي وانما هو ،واقع معاش على الارض ،لاتخطئه العين ،وهكذا تمضي امريكا وحليفتها في المصالح ايران ،في تفتيت وتفكيك وتدمير المنطقة كما هو مخطط لها في مشاريع برنارد لويس-جو بايدن ،وما يحصل الان في سوريا واليمن تحديدا هو مثال صارخ على ما نقول ،اما في العراق ،فالصورة اوضح مما يتصورها الاخر ،فالفوضى في ابشع صورها من القتل والتهجير والحرب الاهلية الطائفية في المحافظات السنية تحديدا بحجة محاربة ما تسميه امريكا وايران(خطر داعش)،حيث كل من يعارض الحكومة ويطالب بحقوقه المشروعه واعادة التوازن هو ارهابي داعشي، تنبطق عليه تهمة(4سنة او 4 ارهاب)،
اليس هذا مايحدث في هذه المحافظات التي تظاهرت لاكثر من سنة سلميا في ساحات يشرف الجيش والشرطة والاجهزة الامنية،اليوم تغيرت الصورة واصبحت الحرب الطائفية علنية وبسلاح ايراني وقادة وميليشيات ايرانية وكل العالم يرى هذا ويتباهى به قادة ايران وملاليها ،وكل العالم شاهد فضيحة دخول اكثر من نصف مليون ايراني بدون اي اوراق ثبوتية او تاشيرة دخول بحجة زيارة الاربعين ،وهم في الحقيقة عناصر الحرس الثوري وفيلق القدس ومتطوعي حشد كفائي ايراني ،ولم نر او نسمع ولو تصريحا خجولا من اي قزم في الحكومة والبرلمان عن هذا الخرق السيادي كما يزعمون ويتبجحون ،والاكثر ان سيارات بلدية طهران واعلام ايران ترفرف على اسطح العمارات في كربلاء وغيرها ،دون ان يعترض اي نائب او وزير او رئيس حكومة او مسؤول يدعى انه عراقي لهذا الانتهاك المخجل والمهين لكرامة وكبرياء وسيادة العراق ،بل شاهدنا ترحيبا من عناصر الاحزاب العميلة لايران ،اليوم نحن امام استحقاقات مصيرية فرضها الواقع العراقي وظهور قوة مقابل الحكومة والميليشيات الايرانية والتدخلات الايرانية بالحرس الثوري وفيلق القدس ،كرد فعل موازي  له واقصد به تنظيمات وعناصر الدولة الاسلامية التي دخلت الموصل بعد هروب جيش المالكي منها ،وتسليمها له بدون قتال ،فالمعركة اصبحت اوسع مما يتصورها الامريكان والايرانيون معا ،فهم في ورطة الان في العراق ،ورطة كبيرة جدا سيدفعون ثمنها غاليا في الاجل القريب ،فاول تصريح لرفسنجاني الذي يبدي تخوفه واعترافه من هذه القوة الخارقة قوله(ان ظهور الدولة الاسلامية جاء بسبب تطرف الشيعة وميليشياتها في العراق وسوريا في سب عمر وابوبكر وعائشة رضي الله عنهم )،وهذا اعتراف خطير لرفسنجاني الذي يتخوف من ان هذا الخطر سوف يصل الى العمق الايراني ،كما هو تخوف امريكا من وصول خطر الدولة الاسلامية الى عقر دارها ،اذن الخوف المزدوج لامريكا وايران،جعلهما يتوحدان لمواجهة هذا الخطر ،ويقرران القضاء عليه في العراق وفي الموصل تحديدا،ويجشان جيوش العالم ضده في تحالف عسكري يصل الى 60دولة بضمنها بعض الدول العربية ،التي خوفتها امريكا من وصول خطر (داعش) لكي تدخل   تحالفها وتموله ،ولكن هل يستطيع هذا التحالف من تحقيق مآربه  العسكرية في القضاء على داعش بهذه الطريقة ،قطعا لايمكنه ذلك ابدا (وانا هنا احلل من ارض الواقع لا امدح ولااقدح باحد) ولكن كل الدلائل تشير الى فشل التحالف الامريكي ،وسابين لماذا وكيف ،لقد علمنا ان الكونغرس الامريكي ودول التحالف لاتقبل بارسال جيوشها الى العراق لمحاربة الدولة الاسلامية ،وترفض هذا رفضا مطلقا،وتكتفي بالمشاركة في الطيران والقصف الجوي ،ماذا يعني هذا يعني ان الجيش (العراقي والميليشيات والحشد الطائفي والحرس الثوري وفيلق القدس الايراني وغيرهم)من بشمركة وحرس اثيل النجيفي وقواته ،لايمكنها دخول الموصل بريا رغم الغطاء الجوي الذي سيوفره لهم التحالف الامريكي ،والسبب ان هؤلاء لهم ليسوا لهم تجارب حرب المدن التي تحتاج قواات قتالية خاصة مدربة لحرب المدن ،ثم تحصن عناصر الدولة الاسلامية في داخل المدينة بشكل لايمكنهم تعقبهم بسهولة ،اضافة الى ان القوة المهاجمة ليست كالقوة المدافعة ،ناهيك عن امتلاك عناصر الدولة الاسلامية الاف الاستشهاديين الذين سيمنعون هذه القوات من دخول المدينة وتقديم خسائر بشرية هائلة في صفوفهم في التفجيرات والاستقتال من اجل منع دخول الجيش والميليشيات الى المدينة مهما كلفهم الامر من تضحيات ،هذا المشهد هو من تخطط له امريكا وتعمل عليه لايقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر بين الطرفين ،واضعاف قدريتهما العسكرية،لضرب عصفورين بحجر واحد ،لان خطر ايران وميليشياتها الطائفية هو اخطرعلى امريكا ومصالحها، من خطر الدولة الاسلامية حسب تصريح هنري كيسنجر عراب السياسة  الامريكية ،من هنا تبرز اهداف التحالف الامريكي ،وكل العالم يرى خطر ايران على العالم باصرارها على اكمال برنامجها النووي العسكري الذي يهدد العالم والمنطقة ،اضافة الى توسعها وتمددها في المنطقة وسيطرتها على اربع عواصم عربية كبرى هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ،ونشرها التشيع الصفوي فيها بالقوة ،والدول العربية الاخرى وفي مقدمتها الدول الخليجية ليست بعيدة عن هذا التوسع والتمدد الايراني الصفوي ،لتنفيذ مشروعها الكوني (التشيع الصفوي )والامبراطورية الفارسية،لهذا خرجت دول الخليج في اجتماع مجلس التعاون الخليجي بقرارات مهمة جدا ارعبت النظام الايراني وفي مقدمتها ،تخفيض الانتاج النفطي وتخفيض اسعارالنفط عالميا، اصاب كبد النظام بالهلع،والتراجع في سياسته العدائية ضد هذه الدول ،وهناك قرارات خليجية اخرى في المجالات العسكرية لم تفصح عنها وكلها تصب في مواجهة خطر ايران وميليشياتها ،ومنها توحيد الجيوش والتسليح والمواقف السياسية وغيرها،باختصار هناك انطلاقة عربية خليجية وصحوة عربية ولو متاخرة من خطر ايران والارهاب الدولي التي ترعاه وتصنعه امريكا ،في استخدام النفط كسلاح في المعركة التي تواججها الامة العربية ، في ظرف عصيب وخطر داهم لمستقبل العرب ،لذلك يمكن القول ان خطوة مجلس التعاون الخليجي هي في الاتجاه الصحيح وندعو الى مساندته وتجسيير الهوة بين الدول العربية ودول الخليج ،كما حصل من تقارب قطر –مصر وغيرها ،وهنا نؤكد ان العرب لايمتلكون الا سلاح النفط يواجهون به ايران وغيرها ،وهذا يحتاج الى اصرار وتوحيد الجهود لانجاح مهمة مجلس الدول الخليجية لاستخدام النفط كسلاح في معركة الامة العربية ضد توجهات وتدخلات ايران وامريكا في المنطقة ………..