تشهد منطقة الشرق الاوسط حربا طائفية غير معلنة، بين العرب وايران وميليشياتها ،وهذه الحرب الطائفية اججتها ادارات امريكا منذ الاحتلال الامريكي للعراق ولحد الان ، بدعمها المشروع الايراني وتقاسم النفوذ مع ايران في العراق ، بعد تسليم العراق لها في عام 2011وانشاء الميليشيات المسلحة التي ترأسها نوري المالكي تمهيدا لاعلانها الحرس الثوري العراقي على غرار الحرس الثوري الايراني وباشرافه وتدريبه وتمويله وتسليحه ويترأسه قاسم سليماني، كما اعلن هذا بنفسه نوري المالكي ، وتبعها انشاء الحشد الشعبي بفتوى مرجعية النجف الكفائية ، وفي هذا الوقت بالذات، وردا على هذا التأسيس ظهرعلينا تنظيم الدولة الاسلامية داعش ، والذي كان يعمل في العراق تحت الارض ، وفي حواضن بعيدة عن بغداد والمدن العراقية ، متخذا صحراء الانبار ونينوى وصلاح الدين على الحدود مع سوريا اوكارا ومقرات له ، حينما قاد نوري المالكي حملته العسكرية بحجة محاربة داعش في صحراء الانباروفشل وهزم جيشه وعاد الى الانبار، لقتل المتظاهرين السلميين فيها وفي الموصل والانبار والحويجة وديالى وسامراء، وحرق خيامهم التي مضى عليها منصوبة في ساحات المدن اكثر من سنة دون استجابة لمطالبهم الشرعية والقانونية ، بعد ان وصف التظاهرات (بأنها فقاعة ونتنة وانهم جيش يزيد )والكثير من العبارات الطائفية المقيتة، والتصريحات التي عدت باعلانها حربا طائفية أهلية ، اليوم وبعد ان اتضحت السيناريوهات الايرانية والامريكية ، وثبت تخادم ادارة اوباما وايران في العراق وسوريا ، انتهى هذا التخادم السياسي بتوقيع الاتفاق النووي الايراني،بدأت الاوضاع تتغير كليا لصالح المشروع الايراني واطلقت امريكا يد ايران في المنطقة ، فظهر الحوثيين واسقطوا حكومة اليمن الشرعية، ثم اطاح حزب الله الرئيس اللبناني وعطل انتخاب رئيس للبلاد ، وفي العراق صعدت الحرب الطائفية الاهلية وتغولت ايران بحكومة عراقية تأتمر باوامر خامنئي ومرجعية النجف، واقصت المكون الاكبر في العراق، واغارت ميليشياتها على مدنه بالقتل والتهجير والاختطاف وحرق البيوت وتفجيرها ،حتى هرب اكثر من ثلاثة ملايين ونصف عراقي من مكون واحد بسبب اجرام الميليشيات الايرانية ،وتم توطين اكثر من مليون ايراني تبعي داخل العراق، وحتى المسيحيون لم يسلموا من التغيير الديموغرافي الميليشياوي المنظم والذي اشرفت عليه طهران ومازالت ماضية في تنفيذه كما حصل في المقدادية وومدن ديالى الاخرى وحزام بغداد وغيرها ، والحال نفسه جرى في مدن سوريا ، وبنفس السيناريو الايراني لتحقيق المشروع الايراني في التوسع والتمدد الايراني الشيعي الصفوي، هنا وبعد صحوة عربية ، قامت عاصفة الحزم بتحالف عربي تقوده السعودية ،لاعادة الشرعية لحكومة اليمن وايقاف التمدد الايراني هناك ، ولولا عاصفة الحزم التي انهت التمدد الايراني في اليمن ،لكانت المنطقة الان كلها تحت النفوذ الايراني ، ولكن لم تنته عاصفة الحزم ، وهي الان تنهي اخر جيوب الحوثيين لاستسلامهم وهزيمتهم ، وقبر المشروع الايراني هناك بانتصارات المقاومة والجيش اليمني الوطني ، وبعد تراخي وتماهل وتواطؤ ادارة اوباما وترك العراق وسوريا على الغارب الروسي والايراني ، وتماهيهها مع المشروع الايراني الفارسي ، في المنطقة ، كان لابد للعرب من مشروع يوقف الزحف الفارسي الصفوي وخطره السرطاني على الدول العربية، وما التهديدات الايرانية ومخططاتها في مكة وحرق السفارة وهجومات زعيم حزب الله اتلوقحة ضد السعودية وواصفا اياها بانها العدو الاول لايران ولحزب الله ، فكان التحالف الاسلامي العسكري، الرد الصاعق على الوقوف بوجه ايران واذرعها وميليشياتها في المنطقة ، والذي زلزل بمناوراته رعد الشمال عرش طغاة ايران وملاليها وميليشياتها واذرعها في لبنان واليمن والعراق، فكانت كلمة المعتوه ابراهيم الجعفري وزير خارجية ايران ، تاكيدا لما احدثته مناورات رعد الشمال من زعزعة لمعنويات ايران واتباعها ، وافقدتهم اعصابهم ، ومما زاد في اهمية التحالف الاسلامي العسكري انه يضم دولا مهمة جدا ومؤثرة كالباكستان وتركيا ومصر والسودان والاردن والامرات وقطر وغيرها ، وكانت اولى واهدافه التي اعلنها انه يهدف الى القضاء على الارهاب بكل اشكاله والوانه في المنطقة وفي المقدمة منهم تنظيم داعش والنصرة وميليشيات ايران وحزب الله اللبناني ، وهكذا اتخذ مجلس التعاون الخليجي قرارا باعتبارميليشيا حزب الله تنظيما ارهابيا ، وتبعه مجلس وزراء الداخلية العرب نفس القرار ، وحسم مجلس الجامعة العربية باتخاذه نفس القرار واعتبار حزب الله تنظيما ارهابيا ، وهذا اكبر ضربة لايران وحزب الله ، ثم توالت الاجراءات الخليجية بمنع التعامل مع حزب الله في دولها ، وطرد عناصره منها ، وهكذا اصبحت ايران وحزب الله وميليشيات ايران وحكومة العبادي التي انتقدت ورفضت قرار الاجماع العربي باعتبار حزب الله تنظيما ارهابيا ، في زاوية حرجة وموقف لايحسدون عليه ، ولم يبق امام ايران وميليشياتها الا ان تعلن الحرب على الدول العربية ، فهل نشهد هذه الحرب (السنية –الشيعية) بين العرب وايران ، كما تريدها امريكا ، التي ما زالت صامتة ازاء جرائم حزب الله وميليشيات ايران في العراق والحوثيين ، بل تدعمهم بوضوح وتنتقد موقف العرب والسعودية ارضاء لايران، وكلنا شاهد القنصل الامريكي في البصرة عندما زار جرحى الحشد الشعبي وكيف كال المديح لتضحياتهم وكيف اعلن دعم ادارة اوباما للحشد الشعبي ، وهي رسالة شديدة الوضوح على رعاية ودعم امريكا لحزب الله وميليشيات الحشد الشعبي ، وان انتقادها ماهو الا لذر الرماد في العيون ، والسبب هو التخادم بين واشنطن وطهران، والتقاء المشاريع والمصالح ، الاستراتيجية في المنطقة ،اعتقد ان الحرب بين العرب بقيادة المملكة العربية السعودية والدول الاسلامية في التحالف الاسلامي العسكري قادمة، ولن تأخذ شكل الحرب التقليدية المعلنة ، لسبب بسيط هو ان امريكا لاتريد ان تقف متفرجة ومحرجة مع حليفتها ايران او حلفائها العرب وتركيا والباكستان، بالرغم من انها تدعم وبقوة السعودية والتحالف الاسلامي ضد تنظيم داعش والنصرة في كل من سوريا والعراق، ولكنها لاتريد ان يستهدف التحالف الاسلامي حزب الله وميليشيات ايران في العراق (الحشد الشعبي )، لذلك ستكون الحرب تقصيص اجنحة واذرع حزب الله في سوريا واخراجه من سوريا وتحجيم دوره في لبنان وانهاؤه هناك، مع انهاء دور الميليشيات في العراق وحلها بفتوى او بقرار ايراني خوفا منى الهزيمة المؤكدة ، لان امريكا لاتريد ابدا زعزعة ثقة العرب والسعودية وتركيا بها ، وتفضل ان تمسك العصا من الوسط ، التحالف الاسلامي العسكري سيمضي الى النهاية بالقضاء على التنظيمات الاسلامية المتطرفة والارهابية ودواعش ايران ، وبالمناسبة ثبت قانونيا ان ايران كانت وراء هجمات 11 سبتمبر ودعمها لمنفذي الهجمات من عناصر القاعدة ،وقضت محكمة امريكية بتغريم ايران عشرة مليارات ونصف دولار، وهذه شهادة رسمية وقانونية تؤكد وتثبت بتورط ايران ودعمها ورعايتها للارهاب الدولي ، وايضا يؤكد حقيقة اخرى براءة العراق من علاقته بتنظيم القاعدة التي شن المجرم بوش حربه وغزوه للعراق باكذوبته المشهورة ، نعم ايران الان في اضعف حالاتها العسكرية ، وهي تستخدم اذرعها في المنطقة لشن هجمات عسكرية واعلامية لتنفيذ برنامجها الذي ولد ميتا وقبرته مناورات رعد الشمال الى الابد ، نعم العرب وايران في حالة حرب غير معلنة الان ، ولكن ستدفع ايران لاحقا ثمن زعزعتها امن واستقرار المنطقة ، وما فعلته ميليشياتها في العراق وسوريا من قتل وتهجير وحرق وخطف واغتيال ، هي من سيدفع ثمنه غاليا ، العرب تنبهوا للخطر الايراني واستشعروا به ولو متأخرا ، ولكنه استشعار حقيقي، وما الاجراءات والقرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية ووزراء الداخلية العرب الا دليل على ان العرب ماضون في مواجهة ايران الى النهاية ومهما تكن النتائج ، فالوضع العربي الان مهيء جدا لهزيمة ايران وميليشياتها وافشال خطرها ومشروعها التدميري على المنطقة ،ايران خسرت كل شيء في المنطقة والعالم واصبحت رمز وراعية للارهاب الدولي والاقليمي ، وعلى المجتمع الدولي التصدي لها ودعم من يقف بوجهها ….