أن يعدل لي احد ويقول اجعل العنوان (المسلمون والمهدي …) اقول لا لم يكن خطأ مني ، كان مقصودا، فالمسلمون في بقاع الارض في حال طيبة ..تركيا ماليزيا اندونيسيا واقلية في سنغافورة وهكذا ..حتى ايران بشكل ما، ان حسبنا التقدم الداخلي والتاثير (التخريب الخارجي) الذي حققته.
أما العرب ، وفي كل شهر يتحفونا بمهدي منتظر جديد ! حتى عاد الانتظار نكتة فنحن الان ننتظر ان لايخرج لنا مهدي مخلص..فصار المهدي حاضرا معنا وانما ننتظر من يخلصنا منه .! حتى النساء صار لهن نصيب فقد ظهرت مراة اخيرا في تونس تقول انها المهدي ..(متحول يعني) transgender ..رغم انها مغنية ومتحررة.
بل اننا ننتظر من يخلصنا من الأحباط الذي زرع انتظار المهدي في نفوسنا ،نعم المهدي المنتظر عقيدة اسلامية (صحت ام لم تصح ..اختلف ام اتفق عليها) هذا شأن الفقهاء والمحدثين وليس نحن من يفتي . ولكن ..!
مايحدث جرّاءها هو شأننا ، فقد احبط العرب وانحدروا الى الحد الذي جعلهم يدعون المهدوية كل عام بل كل شهر ، وفي كل بلد ..حتى مكة . او لربما هم جنّوا فماعاد يكفيهم ادعاء الشعر والاعلام والادب وحصد الجوائز الوهمية والمؤتمرات التافهه غير ذات القيمة العلمية ولا الادبية ، فلجأوا الى ادعاءٍ اعلى .!
العرب يبحثون عن مهدي في كل مكان ، فما عاد لهم امل الا هو ليخلصهم من حكامهم التابعين وسياسييهم الفاسدين ومثقفيهم العاطلين ! ليخلص (العالم ) من الفوضى والظلم ! نسي العرب ان المهدي انما يظهر ليخلص العالم كله من الظلم والفوضى والشر(حسب المعتقد) ..ففاتهم ان الظلم والشر والفوضى انما هي في منطقتهم فقط ، وفي بلدانهم فقط ، وان العالم اليوم من حولنا يعيش ابهى عصوره واكثرها عدلا ونظاما حتى انك تود ان لاتموت ابدا اذا ما أكرمك حظك ان تكون مواطنا اوربيا او امريكيا او يابانيا ..او هنديا حتى! بل ان المهدي نفسه اذا ظهر في المانيا او النمسا فانه سيطلب اللجوء والجنسية ويعيش بأمن وسلام .
يظن العرب ان العالم ينحدر الى الظلمات وانه بحاجة الى مهدي لينقذه ، والحق ان العالم اذا كان بحاجة الى مهدي فانما كان ذلك في العصور الوسطى وعصور الظلام ..وماظهر !
نعم العرب “وحدهم” بحاجة الى ( مهدي ) بل (وهادي) جديد ! فلا تعجب لظهور مهدي كل حين فالعرب بحاجة اليه كل يوم وفي كل بلد وفي كل مدينة وقرية ..فقد نخر الفساد ثرواتهم ونخر الجهل عقولهم ونخر الظلم أمنهم ونخرت التبعية كرامتهم ونخر الكسل مثقفيهم ونخر الاسفاف شعرائهم ونخر الوهم علماءهم ونخر الذل حكامهم..فلا أمل …الا المهدي .