23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

العرب والعراقيين وامراض الثقافة العامة

العرب والعراقيين وامراض الثقافة العامة

اود هنا ان اغير نمط الكتابة المتتالية للاخوة الكتاب الذين يتعبون ويرهقون وهم يحاولوا ايصال شيء من المعرفة لعموم الناس ليجعلوهم ينظروا للامور بصورتها الصحيحة غير المزوقة والتي بهذه الرؤيا يمكن ايجاد الحلول المناسبة لكل امر وفي اي وقت وزمان ,ولكن مااحسسته ان الجميع وصل الى درجة الملل من هذا الجو والسبب هو عدم وجود تفاعل وفهم من قبل الطبقة الحاكمة لما يكتب وبالتالي بقاء الاوضاع على حالبها بلا تغيير ,لذلك كله ارتايت ان الخص ماتمر به الثقافة العربية والعراقية من امراض واسبابها لنعرف الى اين نحن سائرون.
ابتلى الجسد الثقافي العربي بجملة امراض اعطبت من منظومته جانبا كبيرا وعطلت قنوات الفهم والتواصل والبناء . وتعود اغلب تلك الامراض الى منافذ افساد حياتية متنوعة ذات منشا خارجي ينعكس بالمحصلة على التكوين الداخلي لذهنية افراد المجتمع بنحو تتابعي من خلال :
الهيمنه السياسية على كل ماهو معرفي ,وتقترن مباركته برضا صاحب السلطان.
سياسة التجهيل التي يعمل بها ذلك المهيمن بمحرك خارجي بنحو تآمري , او بمحرك ذاتي بنحو يامل به استمرار سلطته على رعايا اميين يسهل انقيادهم كانقياد القطيع لراعيه .تفشي المعرفة البديلة التي يسعى اليها الانسان بفطرته الباحثة عن منافذ المعرفة المديرة لشؤون حياته عبر فهم الحياة والكون .ففقدان الوسيلة السوية لاميتهم ,تحل الاسطورة والذهنية الخرافية محلها فتسيطر على قنوات فهمه ذاك ,ناهيك عن معالجتهم لبناء العقل والنتاج المادي منه او المعنوي .
نمو الادعياء في هذه البيئات البدائية مهما امتدت تاريخية وجودها على المعمورة ,لان انصاف المثقفين او ارباعهم هم المنتشرون كخيوط العنكبوت في مفاصل البيت الثقافي الذي يغريك بسيطرته وقوته وهو واهن لايكاد يصمد امام اولى خطوات التجربة والمساءلة .
اقصاء المثقف الحقيقي او المثقف الطامح للوعي عبر قنوات الفهم السوي لكل ماحوله بروية وخطوات وئيدة تتحكم بها اليات التامل والتفكر ,لبناء منظومة ثقافية تستطيع النهوض بالجسد المتهرىء .
لذلك كله نحن بحاجة ماسة لكل نفس من انفاس ذلك المثقف المقصي قسرا ام طوعا خشية اختناقه بادران تلك البيئة المحكومة بازمات عصابية تجعل ممن يعانيها مازوما يحارب كل صحيح .
ولانزعم ان ثقافتنا هي العلاج الامثل لتلك الامراض ,فلعلها مصابة بالتهويم ايضا, لكنها محاولة تضاف الى محاولات سبقتها ولحقتها من مثقفين استشعروا خطورة تلك الامراض التي نخرت جسد الثقافة في المجتمع وحاولوا معالجتها قبل تحولها الى وباء مستشر يصعب معالجته بزمن يسير او بداءات يسيرة.
ان من صحيح القول اننا كمجتمع جميعا نعاني من مشاكل شتى ولانستشرف حلولا في الطريق ولكن من اخطر امراضنا هو سوء الفهم وغياب الواقعية عن المجتمع وهما آفتان اكلتا منا الكثير الكثير حتى اصبحنا كهشيم تذره الرياح ,ولايقاف هذا التداعي الخطير علينا الاعتراف بالخطر اولا ثم ايجاد الحلول اللازمة وتسليم مقادة الامر الى الفاعل الحقيقي والصحيح وهو ليس ببعيد او غريب ,فهوا بيننا عقلنا الذي يميز الخطا من الصح اذا ماوصلنا به الى مرضاة الله عز وجل.