16 أبريل، 2024 4:30 ص
Search
Close this search box.

العرب والإسلام شماعة فشل شعوب منطقة الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

اصبح العرب شماعة يعلق عليها كل فاشل فشله في الحياة وفي دورة التاريخ منذ القِدم لغاية الساعه..
ففي كل مناسبه وحتى دونها يقوم البعض من غير العرب وبعد 14 قرنا من الزمان بإلقاء اللوم على العرب على انهم (اي العرب) سبب تخلف هذا (البعض) وسبب تراجعهم وسبب الكوارث التي يعيشونها..
وهؤلاء غير العرب هم من سكنة الشرق الأوسط الذين يقولون ان العرب ومنذ 14 قرنا حين احتلوا المنطقه قضوا على الحضارات القائمه حينها, وان العرب ارغموهم على اعتناق الإسلام بقوة السيف وعاملوهم كعبيد وقمعوهم واضطهدوهم وجعلوا أعزة اهلهم اذله والى غير ذلك..
ولابد من القول ان الإسلام وحُكم العرب على تلك المناطق انما كان زمناً محددا وانقضى.. اي انه لم يستمر منذ 14 قرنا لغاية الساعه, فقد جاء بعد حكمهم اقوام اخرى حكمت المنطقه التي خضعت لتغييرات كثيره مثل احتلال المغول امتدادا الى تسلط القبائل التركيه الى حكم العثمانيين ثم الإحتلال البريطاني..
والسؤال هو لماذا لم تحاول تلك الشعوب التي تقول انها كانت مضطهده من قِبل الحكم العربي الإسلامي ان تثور على هذا الحكم حينها؟؟
وبعد ان تحررت من الحكم العربي التسلطي كما يقولون, لماذا لم يحاولوا تطوير انفسهم والعوده لما كانوا عليه ايام العلم والحضاره ؟؟
كما ان هذه الأقوام تدّعي اليوم انها صاحبة الفضل في التطور الذي شهدته الدوله العربيه الإسلاميه في كافة المجالات العلميه والثقافيه والأدبيه حينها, وان هذه الأقوام غير العربيه انما هي صاحبة الفضل في الحفاظ حتى على اللغه العربيه من الإندثار متجاهلين فضل الإسلام عليهم في انتشالهم من الجهل والظلام الذي كانوا يعيشونه بعد سقوط آخر الإمبراطوريات في العراق والمنطقه بعد احتلال الفرس وكذلك الرومان وهيمنتهم الطويله حتى مجيئ الإسلام الذي انقذ هذه الأقوام من عبودية الفرس والرومان وانتشلهم من الوحل وهم في الحقيقه اي هذه الأقوام كانت تسجل للعرب والمسلمين كل الشكر والعرفان حينها, فهم عرفوا ان الإسلام صاحب الفضل عليهم وان علمائهم انما اصبحوا اعلاما بفضل هذا الدين حيث لم تشهد هذه الأقوام عالما واحدا او فضلاً على الإنسانيه او انجازا ما يمكن ان يذكره التاريخ بين الفتره المحصوره بين سقوط اخر الإمبراطوريات لغاية وصول العرب والمسلمين الى المنطقه…
 كما لابد من السؤال ايضا انه وبعد تحرر هذه الأقوام من الحكم العربي الإسلامي المتسلط كما يقولون لماذا لم تعد هذه الأقوام الى استخدام لغتها بالكامل او تقوم بتنقيتها من مادخل عليها من كلمات عربيه كثيره؟
ثم لماذا لازالت هذه الأقوام تتحدث العربيه دون لغاتها الأصليه, ولماذا لازالت متمسكه بهذه اللغه؟
واليوم نجد الهجمه على العرب والمسلمين التي تصورهم اُمه وحشيه توسعت بالسيف والقتل والدماء وهي في الحقيقه هجمه شرسه تجدها في كل كتاب ومقال وحوار.. ولكن السؤال هو هل بقية الأمم والأقوام والشعوب انتشرت وتوسعت حدودها برشق الحلوى والورود ياترى؟؟؟
فقديما كانت الامم تتوسع حدودها وتكبر على حساب الأمم والشعوب المجاوره التي كانت تقاتل وتغزو بعضها البعض.. فلو اخذنا الأشوريون والبابليون والأكديون والكلدان والعرب والفرس والترك والروم واليونان كلها شعوب وأمم توسعت يوما على حساب الأمم المجاوره عن طريق الحروب المدمره الوحشيه التي هتكت الأعراض واستعبدت الناس وقتلت الأبرياء واحرقت الأخضر واليابس… اذن العرب ليسوا بإستثناء, وهنا يشترك الجميع في الوحشيه والهمجيه ان صح هذا الوصف في اطلاقه على العرب والمسلمين فيصح ان نطلقه على الأمم الأخرى ايضا..
ثم من المفيد القول انه هناك فكره متداوله بين بعض الشعوب في المنطقه يدّعون ان العرب قد ابادوهم عن بكرة ابيهم او ارغموهم على تغيير انتمائهم القومي.. فالغير عربي اصبح عربيا وغير المسلم اصبح مسلما بالإكراه وبقوة ووحشية العرب المسلمين.. ولكن إن كان الأمر كذلك فكيف نجد اليوم اقواما غير عربيه وكيف نجد هناك غير مسملون يعيشون في هذه المنطقه اي الشرق الأوسط؟؟؟
اي ان هذه الفكره التي تقول ان الدين الإسلامي انما انتشر بحد السيف على العكس من الدين المسيحي الذي انتشر بالتسامح فهي فكره مردود عليها بالرغم من ان فيها بعض الصحه ولكن لكل حاله ظروفها الخاصه..
فالدين المسيحي حين جاء به السيد المسيح عليه السلام انما ظهر في وقت حُكم الرومان الذين كانوا يسيطرون سيطره تامه على المنطقه التي حكموها بالقوه حيث كانت دوله حقيقيه قائمه اي كانت دولة مؤسسات كما هو التعريف المتداول اليوم..
اي ان السيد المسيح لم يكن يريد تخريب الدوله القائمه المنظمه لنشر دعوته والا سيكون مُفسداً لاداعياً للإصلاح والتسامح..
اما الحال فهو مختلف مع النبي محمد (ص).. فقد جاء في وقت كانت المنطقه كلها خصوصا الجزيره العربيه في تلك الفتره عباره عن قبائل متحاربه تغزو الواحده الأخرى ولم يكن هناك نظاماً قائماً ولا دوله قائمه بل فوضى يأكل فيها القوى الضعيف ناهيك عن تسلط الفرس والروم على المنطقه, فكان حكم السيف هو الناطق الأوحد ولغته هي السائده, اي انه لم يكن نافعا ان يدعو محمد (ص) كل هؤلاء المتحاربون بغير القوه حيث ناصبوه العداء حفاظا على مصالحهم ومكتسباتهم, ولكن هذه الامور لايتم ذكرها ومناقشتها لأن الهدف هو تسقيط العرب والإسلام بأي صوره..فهناك هجمه غير مسبوقه على العرب والمسلمين كل هدفها تسقيطهم واعتبارهم سبب مأساة شعوب الشرق الأوسط دون تقديم دليلاً مقنعاً على ذلك.
 
فمحاولات تسقيط العرب والمسلمون تجري على قدم وساق واصبح الحوار فيها أمراً مملاً خصوصا ان الكل يستشهد بمصطلح العرب العاربه والعرب المستعربه على اساس ان هناك عرباً اصليون وقوم اصبحوا عرباً بالإختلاط اي مثل الجنسيه المكتسبه حسب مصطلحات اليوم..
ولربما هذا القول صحيح.. فليس من الممكن ان نجد ان العربي منذ الاف السنين هو نفسه العربي اليوم.. فلابد من خلال التاريخ نجد ان قوماً ما استعربوا بعد اختلاطهم بالعرب وهذا امر جائز جدا..
ولكن هل هذا الامر خاص بالعرب فقط؟؟
هل بقية الأقوام يمكن اعتبارها خالصه نقيه بقرار إلهي مثلا؟
هل يثبت الفارسي والكردي والتركي والآشوري والسرياني والكلداني ان احدهم سليل اجداده منذ الاف السنين دون ان يشوب نسبه او قومه اي خلط من قوم اخرين؟؟
بالطبع هذا كلام لايمكن ان يعقله عاقل فهو ضرب من المستحيل, فليس يمكن اثبات ان العربي اليوم هو سليل العرب قبل 1000 عام.. والأمر نفسه مع بقية الأقوام.. فلماذا الإفتراء فقط على العرب بهذه الصوره؟
اي انه ان كان في العرب عرب عاربه ومستعربه ففي الكرد ايضا كرد مستكرده وفي الفرس مستفرسه وفي الترك متتركه وغير ذلك في الأشوريين والكلدان والسريان وغير ذلك.

وللإمعان في تسفيه العرب خرج الينا بعض الفطاحل بمقولة انه لايوجد هناك شيئ اسمه قوميه عربيه او قوم عرب.. بل هناك لغه عربيه فقط تتحدث بها بعض الأقوام.. ولكن ياللعجب!! كل الأقوام في العالم لديها لغات وكل اللغات هي لأقوام, فالكردي والتركي والفارسي والآشوري والكلداني والسرياني وكل الأقوام في العالم لها لغه خاصه بها الا العرب فهم قوم لاوجود لهم!!

ولأبد من الإشاره الى ان التاريخ الذي وصلنا فإن البعض ينتقي منه مايريد ويطرح مايريد مع علمه بتزييف التاريخ ليأتي البعض ويستغل ذلك في سبيل النيل من العرب والإسلام فيختار هو الآخر مايشتهي منه ومايوافق اهدافه.. 
فالحاقدون على العرب والإسلام لم يقرأوا من التاريخ سوى انه دين فُرض بالسيف .. ولم يقرأوا كل التاريخ الذي فيه العصر الذهبي وانتشار العلوم والمعرفه وحين اصبحت بغداد وكذلك دمشق والقاهره بفضل العرب والإسلام قبلة العالم اجمع..
وكذلك البعض لايقرأ من التاريخ الا مايشين الطرف الآخر.. فمثلا الفرس وبداعي الطائفيه لايعرفوا من التاريخ الا ماجاء في صفحات البخاري مثلا في عدة فصول فيها تشويه للإسلام ليتخذوا ذلك دليلا على العرب واهل السنه, في وقت هم لايعترفون اصلا بهذا الكتاب.. فكيف اصبح اذن دليلا لهم؟
كذلك التاريخ نقل الينا اكاذيب لم ينزل الله بها من سلطان للإمعان في تشويه صورة العرب..
فمثلا ذُكر ان هارون الرشيد حين اشتد به المرض آخر ايامه كان يصعد الى سريره على اثداء النساء!! عجبا وكيف سيتم وقوف النساء وفي اي وضع ستجلس النساء؟ ولماذا اصلا يصعد على اثداء النساء ومالغايه من ذلك؟ بل من له الرغبه في ان يفعل ذلك وهو في شدة المرض؟
ويقولون ان المتوكل كانت لديه عشرة الاف جاريه نكحهن جميعا..!!؟؟
ولكن إن علمنا ان فترة حكم المتوكل هي 14 عاما اي 5110 يوما فإننا نصل الى نتيجه الى ان المتوكل اذا كان قد نكح كل هذا الكم الهائل من النساء فإنه كان يمارس العمليه مرتين يوميا خلال 14 عاما, وهذا بالطبع غير زوجاته اللواتي لهن حق عليه.. اي ان الرجل كان يحمل بروستات حديديه لامثيل لها في التاريخ..
فالتاريخ مليئ بترهات تم نقلها من اناس موتورين لم ينقلوا لنا الا مايشين بل ازادوا عليه الإفتراء والبهتان..
فالإغريق قالوا عن حرب داحس والغبراء انها استمرت 5 سنين مابين 583 الى 587 ميلادية بينما التاريخ المنقول الينا يقول انها استمرت 40 عاما..
كذلك حرب البسوس قيل انها استمرت 40 عاما ولكن مكتوب عند الإغريق انها حصلت مابين 572 الى 576 ميلاديه.
هذه بضعة امثله فقط على التاريخ المزيف الذي وصلنا وهناك بالطبع الكثير جدا من الأمثله التي ذكرت في التاريخ حول تشويه صورة العرب..
فالسذاجه والغباء هو في اختزال العرب جميعا وبتاريخهم كله ببضعة عرب فاسدين اوببضعة حكام اكثر فسادا ليتم الحكم بالمطلق على كل العرب حتى وجدنا بعض العرب انفسهم وهم يخجلون اليوم من ان ينتموا الى القوميه العربيه بما حصلت عليه من صفات سيئه مجانيه من قبل بعض الأقوام التي حسبت حساباتها بشكل خاطئ لتأتي وتضع اللوم على كل العرب للأسف, اذ ان هؤلاء كإنما تم تنويمهم مغناطيسيا ليتقبلوا اي ايحاء في هذا الشأن دون ان يتعبوا انفسهم في البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقه..
نعم هناك نقاط سوداء في تاريخ العرب والمسلمين ولكن تقابلها نقاط بيضاء وهذا هو حال الأمم والشعوب جميعا.. فالذي يبحث في التاريخ لم ولن يجد شعبا او قوما كان كل تاريخهم منذ الأزل الى اليوم ابيضا ناصعا او اسودا قاتما لأن ذلك عكس القوانين الطبيعيه والحياتيه.. فالشر موجود والخير موجود عند الجميع لأننا بشر وهذه هي الطبيعه البشريه .. ومن يخالف هذا الكلام فعليه مراجعة طبيب نفسي او اللجوء الى اقرب مصحه عقليه..
19 كانون الثاني 2016

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب