17 نوفمبر، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

العرب والأكراد شعب واحد في مواجهة التحديات

العرب والأكراد شعب واحد في مواجهة التحديات

في البدء يجب التذكير والتفريق بين قادة الامم ومصالحهم، وبين مصالح الامم وتطلعاتها، وإن الأمة الكردية ،او شعبنا الكردي هو أمة عظيمة وقوية وعنيدة لا تنكسر، حيث يمتلك الأكراد من الإصرار والتحدي ما يستطيعون به قهر الكثير من التحديات، وكان لهذه الأمة البصمة العتيدة في نشر الدين الإسلامي، ولعظمة هذه الأمة الممتدة تاريخيا منذ مايقارب الالاف من السنين وأنجبت من صناديد الأمة الإسلامية الكثير ولهم التضحيات والمواقف الوطنية التي تعلوا شموخا بتاريخ هذه الامة ومنجزاتها وتضحياتها من اجل الوطن والدين والدفاع عن المقدسات في صورة تجسد مدى جمال الأمة الموحدة وووحدتها وانصهارها في المجتمع العربي الاسلامي وتعطي جوابا للمتصيدين والسياسيين الطائفين والعنصريين على خلق فجوة وتفرقة بين ابناء الشعب الواحد بغض النظر عن الهوية القومية فامتدادها وجذورها ووحدتها وتأخيها مع الشعب العربي تجعل من خصائصها ومبادئها قوية ورصينة وراسخة في القيم الاجتماعية والاسلامية

لقد عانت المنطقة العربية ومنذ تفكك الدولة العثمانية نزاعات وصراعات دينية وقومية وحتى قبلية تنشب بين الحين والأخر، مما جعلها منطقة ملتهبة، ويعتبر “الصراع العربي الكردي السياسي ” إحدى هذه النزاعات التي تعاني منها المنطقة خصوصا في شمال العراق حيث يعيش خمسة ملايين كردي – حسب حكومة إقليم كردستان العراق- يتركزون في محافظة السليمانية ودهوك وأربيل التي تعتبر أكبر المحافظات الكردية وعاصمة للإقليم، كما يوجد عدد منهم يعيشون في نينوى وصلاح الدين وغيرها من المناطق، يمتلك الأكراد جذور تاريخية تمتد لقرون عديدة كما تشير بقايا الآثار التاريخية وأشهرها منطقة القلعة التي يبلغ عمرها حوالي خمس آلاف سنة حسب بعض المصادر.

كما أن سوريا تحتوي تجمع للأكراد يتركز في مناطق شمال شرق البلاد، يسميها الأكراد كردستان سوريا، وهي تعيش ظروف صعبة واضطرابات بليغة ومعاناة متعددة كحال بقية الشعب السوري،

بالإضافة إلى سوريا فتركيا هي الأخرى تحتوي أكبر تجمع كردي حيث يبلغ خمسة عشر مليون نسمة وهم يعيشون أوضاع غير مستقرة في ظل خلافات نشبت منذ تولي أتاتورك زمام أمور الحكم في تركيا ونشب على أثر تلك الخلافات مواجهات دامية استمرت لنحو قرن من الزمن. وفي إيران الدولة الأولى في معدل أعداد الإعدامات في العالم تكمن معاناة الشعب الكردي، حيث تواصل السلطات الإيرانية كحالها من الحكومات السياسية القمعية عملية القمع الممنهج ضد الأكراد في شمال غرب البلاد،

ان كافة المناطق أعلاه تمثل ما يسمى بكردستان الكبرى، وهي الدولة التي يريد الأكراد تشكيلها ويعتبر بمثابة الحلم الأسطوري والأمنية الحتمية لتلك الأمة.

واليوم يعيش الأكراد في ظروف غير مستقرة لأنهم يعيشون حياة وطموح يختلف عن واقعهم، حيث أن توزيع الدول والحدود التي رسمت على الرمال شتت الأمة الكردية وجعلتها متجزئة في أقليات عرقية في دول عديدة وهو ما جعلها قضية معقدة كونها تتداخل مع سيادة وطموحات دول مهمة كتركيا والعراق وإيران وسوريا. ولهذا دخل الأكراد في صراعات دموية مع حكومات تلك الدول منذ اتفاق سايكس بيكو حتى اليوم. حيث أن تلك الحدود التي خطت على الرمال استثنت الأمة الكردية وجعلت المنطقة تعيش على الهاوية كأنها قنبلة موقوتة.

حتى ان بعض القوى الكردية اعتبرت وأعلنت ضدهم الكفاح المسلح لتثبيت حقوقهم ،واليوم يحاول الأكراد أن يجدوا لأنفسهم متنفسا في خضم الأحداث المتسارعة والمتغيرات التي عصفت بالمنطقة مؤخرا، فالقضية الكردية باتت قضية مساومات أكثر من قضية شعب أو قضية أمة، فالقادة الكرد يحاولون توجيه فكر الأمة الكردية نحو أمور مغايرة للواقع، فهم يخوضون في مخاض لا يقرب للقضية الكردية بشيء، وغالبا ما ينظرون للقضية الكردية من منظور الاضطهاد العربي بل بعضهم يطلق تسمية الاحتلال العربي للأراضي الكردية في سوريا والعراق، وغالبا ما يحمل القادة الكرد العرب مسؤولية سلب حريتهم ويعتبرون العرب حجرة العثرة التي تقف في طريقهم نحو إعلان الدولة الكردية المستقلة أو كردستان الكبرى كما يسمونها.

ومن هنا يجب أن نلفت انتباه الكرد والعرب والأتراك والعالم إلى قضية مهمة وهي أن الأمة الكردية تمتلك من مقومات التاريخ والحضارة والجغرافيا ما يؤهلها لتكون دولة في طليعة دول العالم وهذا أمر لا يقبل الشك، ولكن القادة الأكراد لا يستحقون قيادة أمة عظيمة كتلك الأمة، فهم يضعون أيديهم في أيدي جهات تزعم مساندتها للقضية الكردية وهي في كل مرة تتخلى عن القضية الكردية وتضع الأكراد في فوهة المدفع، وهذا ما رأيناه حينما تخلت أمريكا وفرنسا عن أكراد العراق إبان الخلافات الأخيرة التي نشبت بينها وبين الحكومة المركزية، وأيضا تخلت أمريكا عن أكراد عفرين وتركتهم في مواجهة آلة الحرب التركية بعد أن دعمتهم وسلحتهم، وقبلها تخلت عنهم أيضا في عملية درع الفرات.

واخيرا يبقى تقرير المصير ارادة شعب وامة تكافح من اجل الوصول الى غاياتها المشروعة بالطرق السلمية والاخلاقية،

وندين اي سلوك او تصرف او اعتداء على اخواننا من الشعب الكردي الكريم ، فانهم شركائنا في الوطن والدين والتاريخ العربي الممتد عبر شواهد التاريخ، وعلينا كواجب شعب واحد مواجهة التحديات والازمات وقفة رجل واحد ولائه للوطن وللدين كما هي المواقف دائما وشواهدها عبر التاريخ في وحدتنا وصمودنا في وجه المستعمرين والظالمين.

كما بدورنا ننصح قادة وسياسين الاكراد ان يتجنبوا الخوض في المهاترات والخطابات السياسية والطائفية والقومية وان يكونوا سندا ودعما للقضية الوطنية الكبرى التي تسمو فوق كل المصالح القومية الضيقة والتي لن تخدم الموقف الوطني ومصالح الامة بشقيها العربي_الكردي وستزيده تعقيدا وارباكا على المشهد السياسي والجماهيري.

أحدث المقالات