18 ديسمبر، 2024 8:21 م

العرب واسرائيل والحمل الثقيل

العرب واسرائيل والحمل الثقيل

يتصاعد الانتقاد والرفض على مواقع التواصل الاجتماعي للاتفاق بين الامارات العربية والكيان الصهيوني الاسرائيلي على موضوع ” التطبيع ” وصورة هذا تدل على امرين مهمين الامر الاول استمرار الرفض الشعبي العام ” لاغتصاب فلسطين ” وزيادته واتساعه والامر الثاني هو دليل على خور قوة وقناعة يهود اسرائيل بخطئهم الاختصابي لفلسطين وحتمية انهيارهم الاكيد فيحاولون تأخير هذا الموعود الى ما يستطيعونه . يعرفونه المفكرين والمدركين في المجتمع اليهودي العالمي العام و الاسرائلي الخاص ويعرفه العربي والاسلامي والعالم . وينطوي تحت حالة ” العرب واسرائيل والحمل الثقيل ” كل المعطيات تؤشر على ذلك السكانية والجغرافية والاقتصادية والتطور العلمي التقني والتطور العسكري . اسرائيل في مأزق خطره في تصاعد مستمر لايمكن ايقافه او تحجيمه . ومن العبث ايجاد طريق ناجع للخروج منه . الدهاء البريطاني الاستعماري خطط لاغتصاب فلسطين فشكّلوا فيها ” قاعدة سكانية عسكرية ذا ادامة وتمويل ذاتي ” ورطوا قسم من اليهود فيها بحجج واهية كاذبة غير منطقية ولا انسانية مرتكزين على العنصرية والشيفونية الدينية . و إلا هل من المعقول المطالبة بشيء كان قبل اكثر من ثلاثة آلاف عام وهذا الشيء ان صح ذلك فهو مغتصب من اسلافهم . كلنا نعرف قصة النبي موسى عليه السلام وكيف قاد اليهود هاربا من مصر وادخلهم الى فلسطين واغتصبوها من سكانها الاصليين وعاشوا واستقروا فيها . ولم يكونوا العرب الفلسطينيون هم من اخرجهم منها وهم يعرفونهم جيدا . القيادات الدينية اليهودية الرأسية كانت مجندة مخابراتيا لبريطانيا حتى من خلاها تستطيع بريطانيا تضليل اليهود والحصول على معلومات من كل العالم . مثل مناحيم بيغن البولوني الاصل المتهم بالتعاون والعمالة للمخابرات البريطانية ومثل موشي دايان الذي كان ضابط في الجيش الانكليزي . الانكليز الذين يلقبهم العراقييون ” بأبو ناجي ” دهائهم هذا وما فعلوه مبني على اسس منطقية مهمة في مفهومهم كمستعمرون سراق غاياتهم لصوصية هدفها السيطرة على العالم فعملوا على ابعاد اليهود او اغلبهم من اوربا بسبب كره المجتمعات الاوربية لهم كون اجدادهم قاموا بقتل نبيهم عيسى هذا احد الاسباب والثاني كرههم لليهود لسيطرتهم على اقتصاد اوربا وإعلامها ومصارفها . والسبب الآخر هو انشاء هذه القاعدة السكانية وبهذا الشكل لتكون الضمانة الاكيدة بيد دول الاستعمار والاحتلال للسيطرة على منابع النفط في المنطقة العربية واسواقها وتأخير تطور شعوبها . ومن يسيطر على منابع النفط يسيطر على العالم . مفكري العالم ومثقفيه يعرفون كل هذا وبالمقابل يعرفون ان هذا الاغتصاب حال غير دائم وغير مستقر ولن يستقر ابدا . من هذا كله يتضح وبشكل جلي بان هذا الكيان المغتَصِب والمجتمع المتواجد فيه ومن يحميه يدركون تماما ” عدم استمراريته ككيان بشكله الحالي ” فيحاولون جهد امكانهم ” تأجيل نفوقه ” وتخفيف اختناقه و تهدئة القلق المستمر المتصاعد الذي يعيشه المتواجدون فيه من اليهود خصوصا . لذلك اصبح التطبيع مع الدول العربية والاسلامية حالة اساسية مهمة في حياة هذا الكيان وسياسيه وقادته يتفاخرون ويعتبرونه انجاز مهم في حال نجاحهم في ذلك مع اية جهة ممن ذكرناهم حتى ولو كانت ليست ذا تأثير على هذا الكيان . الاعلام الصهيوني والاوربي الذي هو بالاساس صهيوني يروّج له كثرا . الامارات العربية لم تكن ذا تاثير ملموس ومعلوم على مدا حالات الصراع العربي الاسرائيلي حيث لا يمكن مقارنتها بالدول المحيطة باسرائيل او العراق .. ما يقلق الكيان الصهيوني ” القاعدة السكانية العدوانية الاستعمارية ” وداعميه . ان الشعوب العربية والاسلامية تعتبر هذه القضية ” اغتصاب فلسطين ” قضية عدوان مصيرية تعيش في ضمائرهم ووجدانهم لابد من تصحيحها ورفع الحيف عن الشعب الفلسطيني المظلوم والخلاص من هذا الكيان الغريب بكل الطرق والوسائل . الخالقين المؤسسين لهذا الكيان من الدول الاستعمارية والداعمين له يدركون حقيقة مشاعر وارادة شعوب المنطقة , كذلك حكام هذه الشعوب يدركونها . الدول الاستعمارية الداعمة لهذا الكيان تلعب على حكام المنطقة بهذه الورقة والحاكم العربي محتار واقع بين مجموعة من الخيارات الخطيرة يسعى للتوفيق بينها بغية الحفاظ على موقعه في السلطة . ارضاء الدول العدوانية الاستعمارية القوية المتمكّنة و اقناع شعبه في محيط هذا الموضوع ويراهن على الزمن المستقبلي ، قَلِق ويخشى الثورة الداخلية المتوقعة لكنه يبقى متشبثا بالسلطة ويخالف ارادة شعبه نتيجة الضغوط الخارجية التي تحدد مصيره وتهدد شعبه . وهذا الحال وهذه الصورة لمسناها وعشناها ونعيشها منذ بداية تاسيس الكيان الصهيوني الى اليوم . الدول الاستعمارية تعمل المستحيل وتخطط لاهدافها السياسية لعشرات السنين وتعمل جاهدة لتنفيذ هذه الاهداف بكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة ارهابية عدوانية لايعني ذلك شيء . فالتاريخ شاهد على سلوكهم في كل العالم وتجاه كل الدول . وعرفنا ايضا ان لا حل لطمعهم هذا غير المقاومة والمقاطعة وعدم التعاون معهم والاستعداد والاتحاد لمنازلتهم في المنطقة وكل العالم . آخر ما فعلوه في هذا المجال ” التخريب في المنطقة العربية والاسلامية ” هو خلقهم وتاسيسهم للحركة ” الخمينية ” والعمل تحت شعارها . تصدير الثورة ( التخريب ) . وخلقهم ” داعش ” والنصرة و قبلهم القاعدة والعديد من الحركات والميليشيات الدينية الطائفية والعنصرية القومية والاثنية . وهدف هذه كلها التخريب في الجسم العربي والاسلامي . وهذه الادواة هي عبارة عن وسائل مهمة واساسية في الحروب ” الصفرية والهجينة ” التي تشنها الدول الاستعمارية بتاريخها المخزي ايام السطوة البريطانية الفرنسية وحاليا السطوة الامريكية زعيمة ووريثة الاستعمار العالمي الحالي . سلوك هذه المجاميع والحركات العدوانية السرطانية تدفع الكثير من حكومات الدول العربية والاسلامية وحتى العالمية للجنوح للجانب الاستعماري العدواني اللصوصي الصهيوني . ” للاحتماء به من هذه المؤثرات الخطيرة التي يتحكم بها المستعمرون المعتدون . فهذه الحقيقة المعتمدة حاليا والتي نعيشها من المحتم فضحها ومقاومتها ورفضها . بالنتيجة التي ممكن ان نتعامل بها ، هي اعتبار كل ما ذكرناه عن هذه السرطانات كحركات شعوبية باطنية ميليشياوية طائفية عنصرية امريكية بريطانية فرنسية اسرائيلية * حالة واحدة متوحدة اهدافها مشتركة ” التخريب والتدمير وتعطيل التطور والنمو في المجتمعات العربية والاسلامية “