23 ديسمبر، 2024 12:17 م

العرب وأيران تقاطع شعوب أم تقاطع أنظمة ؟

العرب وأيران تقاطع شعوب أم تقاطع أنظمة ؟

العربي من تكلم العربية – حديث شريف –
كان للفرس قديما أمبراطورية تسمى بالكسروية نسبة لكسرى ملك الفرس وكان له أيوان يطل على نهر دجلة سمي بأيوان كسرى الذي أصابه ألآنشقاق والتصدع بعد ظهور ولادة النبي محمد بن عبدالله “ص” ولذلك قال ألآمام علي بن أبي طالب مخاطبا العرب : لقد زاحتكم ألآمم من ألآكاسرة والقياصرة عن بحر العراق” ويقصد به الخليج ” وخضرة ألآفاق , فعشتم في أرض ليس فيها ألآ نبات الشيح ومهب الريح , في بيوت مهزوزة , وأصنام معبودة , وبنات مؤدة , حتى نزل عليكم الوحي , فأصبحتم أهل خراج , ودخلتم دواوين ألآمم والملوك , فأذا تركتم ما أنزل عليكم رجعتم الى ما كنتم فيه ” ؟

واليوم عصابات داعش تعمل على أعادة العرب الى التخلف وألآفلاس الحضاري , وألآ ماذا يمكن تسمية هذا القتل على الهوية ؟ وما يسمى هذا الخراب المتعمد للبنية التحتية ؟ هل سمع أحدكم أن عصابات داعش ومن معها من التكفيريين قد قاموا بمشروع صناعي أو زراعي أو علمي تعليمي , أم أنهم يتباهون بتعليم ألآطفال الكراهية والعنف , ويتباهون بعلاقاتهم مع أسرائيل , ولا ننسى صيحاتهم المنكرة بالتهليل للصواريخ ألآسرائيلية التي ضربت جمرايا بالقرب من دمشق , وضرب جمرايا هو ليس ضربا لبشار ألآسد كما قد يتصور السذج من الناس وفيهم من العراقيين ممن لايهمهم سوى أثارة روح العنصرية والعقد الطائفية بين العرب وأيران , ولو كان هؤلاء الذين ينفخون ببوق الفتنة يحترمون شعوبهم لما قاموا بذلك , لآن المراقب المتتبع يرى ملايين العراقيين يتجهون لآيران سعيا وراء شفاء مرضاهم تارة وتارة أخرى سعيا وراء ألآستجمام والراحة بعد أن سدت في وجوههم أبواب أنظمة العربان الذين راح من يمثلهم بعيدا عن التمثيل الرسمي للقاء الصهاينة علنا كما فعل أنور عشقي الضابط المخابراتي السابق في السعودية .

ومع العراقيين هناك مئات ألآلوف من الخليجيين وملايين المسلمين ممن يزورون أيران على مدار السنة بعيدا عن مواقف أنظمتهم التي أصبحت في شرنق شراك المحور التوراتي , فماذا يعني ذلك ؟

أن ذلك يعني ببساطة أنه لايوجد تقاطع بين الشعب العراقي والعربي وبين الشعب ألآيراني , ثم ماذا نقول عن الخمسة ألآف زائر أيراني يزورون العراق يوميا , وهؤلاء يدفعون ثمن الفيزا مثلما يشكلون دفعا لحركة السوق العراقي على مستوى النقل والمطاعم والفنادق ومحلات التجارة , فهل يمكن لعاقل يحب وطنه أن يزهد بمثل هذه الحركة ألآقتصادية وألآجتماعية , وماذا نقول عن مئات ألآلوف من ألآيرانيين الذين يتوجهون على مدار السنة للحج والعمرة الى السعودية ؟

أن نقصا في فهم الجيوسياسية أقتصادية يعاني منها من يدمن الكتابة ضد أيران وشعب أيران , وأن نقصا في الفهم العقائدي ألآسلامي يعاني منه الذين ينفخون ببوق العداء لآيران , والشعب ألآيراني اليوم هو شعب مسلم , والجمهورية ألآسلامية ألآيرانية هي من أعتبرت فلسطين قضية مركزية لها وبرهنت ذلك بدعم فصائل المقاومة من التي لم تستسلم لما يسمى بالصلح والسلام مع أسرائيل الكاذبين؟

والذين يحلو لهم الكتابة عن أيران والعرب وهم لازالوا يستعملوا مصطلح ” الملالي ” ضد علماء أيران , وهؤلاء يخطأوا مرتين مرة لآنهم لايعرفوا معنى ومدلول كلمة ” الملة ” في اللغة الفارسية وتعني ” المعمم , وطالب العلم ” ومرة لآنهم يكرروا نوايا وخطاب أنظمة العربان المحتلة من قبل أمريكا ومعها كل الحضور الصهيوني , أما الذين يحلو لهم الكتابة عن أيران وهم لازالوا يترحموا على صدام حسين ويسمونه الرئيس القائد , فهؤلاء لم يعرفوا معنى الرحمة أسلاميا  ولم يعرفوا معنى القيادة سياسيا وعقائديا , ولم يعرفوا مفهوم الحداثة للدولة والمجتمع .

أن أنظمة التبعية العربية التي أصبحت تغرد في جانب المحور التوراتي ولكن صوتها يشبه بشاعة صوت الطاووس الذي لم ينفعه ألوان ريشه الزاهية للتخفيف من بشاعة صوته المنكر الذي يجفل منه السامع كما يجفل المراقب الذي يرى سباق الهجن , أو لعبة السيف عند ملوك وأمراء السعودية الذين جعلوا العسكر السعوديين لايقدروا على حماية ثكناتهم الحدودية أمام هجمات اليمنين المتضررين من غارات الطيران السعودي ألآمريكي .

أن العقل المنفتح للعراقي والعربي الحريص على أمن بلده ومنطقته والعالم هو الذي ينظر للآيرانيين نظرة الجوار والمصالح المشتركة ونظرة ألآجتماع ألآنساني , لانظرة التعصب والتمذهب والطائفية التي أصبحت مزرعة لداعش وكل عصابات التكفير ومعها المتزلفين والفاسدين والفاشلين والمنافقين .

أن دعاية ما يسمى بالتمدد ألآيراني هو شراك أمريكي صهيوني لآقناع من هم تبعية لهم بأستمرار الصراع في المنطقة وأستنزاف خيراتها وطاقتها , ومما يكشف زيف هذا المصطلح والمدعى هو وجود التمدد ألآمريكي الحقيقي عبر قواعده في البحرين وقطر والكويت والسعودية وألآمارات , ومعه التمدد الصهيوني في البحر ألآحمر حيث توجد ثلاث مدمرات أسرائيلية فلماذا لايسمى هذا تمددا , ويقال عن التمدد ألآيراني الذي ليس له من واقع حقيقي سوى ما يتراءى للحاقدين وأصحاب العقد العنصرية , ثم لماذا لايصار الى التحذير من عمل أسرائيل في سد النهضة ألاثيوبي لمنع تدفق المياه بكمياتها وحصصها الى مصر والسودان ؟ ولما لايصار الى الحديث عن التمدد الفرنسي في المنطقة وبأي مفهوم ومبرر سياسي يحضر هولاند الرئيس الفرنسي قمة الدول الخليجية في الرياض ؟ وأذا كان يحلو للبعض النفخ ببوق ما يسمى بالتمدد ألآيراني , فماذا يقال عن التحرك السعودي الوهابي في باكستان وأفغانسان ودول جنوب شرق أسيا المسلمة , وكيف تفسر زيارة وزير ألآوقاف السعودي لباكستان لحشد الدعم والمشاركة في ضرب شعب اليمن ؟

وماذا يسمى تدخل السعودية في لبنان ورفضها ترشح مشيل عون للرئاسة وهو أقوى مسيحي ماروني في لبنان وله كتلة نيابية كبيرة ؟

أما الذين يحلو لهم أعتبار ماتقوم به أيران من مساعد حكومة العراق في حربها ضد داعش فهؤلاء هم الرتل الخامس والطابور الداعشي الخفي , الذين لايريدون للعراق ألآنتصار على داعش وعصابات ألآرهاب ومقولاتهم المشبوهة من يوم كانوا يرفضون دخول الجيش العراقي لمدن ألآنبار وصلاح الدين وديالى لمطاردة ألآرهابيين , وكل من كان وراء تلك الدعوات هم دواعش وأن لم ينتظموا علنا , ثم أن حكومة العراق طلبت المساعدة من جميع دول العالم وهذا ليس عيبا , ثم لماذا لايتحدث هؤلاء عن الوجود ألآمريكي في العراق ولماذا لايسمونه تدخلالا وتمددا وللآمريكيين ثلاثة ألاف مستشار وهم جنود عسكريين ولهم قواعد ولهم أكبر سفارة في العالم وهم يقومون عمدا بتأخير وصول السلاح المتفق عليه الى العراق وهم يتدخلون فيما يسمونه المصالحة وما يسمونه تسليح العشائر السنية ؟ ومتى كان ألآمريكيون حريصون على العشائر السنية ؟. سؤال برسم الجميع وبرسم من يحلو لهم الكتابة بروح طائفية وهم ليسوا كتابا ولكن فوضى الكتابة هذه ألآيام جعلت منهم أن يكونوا كتابا وهم ليسوا كذلك بشروط الكتابة الملتزمة.