18 ديسمبر، 2024 7:19 م

العرب وأهون الشرين ! بايدن ام ترامب (1)

العرب وأهون الشرين ! بايدن ام ترامب (1)

(اغلب الناس عند السلطة يصبحون اشرارا ) افلاطون
المقدمة : هل سيغني محمد ابن سلمان ومحمد ابن زايد ل بايدن ؟ كما غنوا لترامب وكوشنر . ضجت الساحة الدولية والاقليمية والعربية بصخب غير مسبوق في حدته وحيثياته ( ساسة والاعلام ومراكز بحوث) بشأن الانتخابات الامريكية واحتلت شاشات التلفاز خبراء وغير خبراء وامتلأت اذاننا بكلام كثير عن العدويين ترامب ( الجمهوري ) وبايدن ( الديمقراطي )عمن سيفوز وحظوظ كل منهما الي ان حسم الامر بايدن والضجيج نفسه لم يغادر اسماع العالم بدءا من الداخل الامريكي حيث الانقسام المجتمعي الذي بدى حادا .. لايعنينا من هذه السطور ماذا ستكون المواقف الدولية او الاقليمية فليس غرضي من هذا الحديث تلك المواقف بل سؤالي ماهي حساباتكم ياعرب الخليج وساسة العراق ؟؟ هل سيسمعكم بايدن ؟ كلا لسبب بسيط ان صوتكم غير مسموع ولا يصل إلى اذن السامع لان من له صوت مسموع يجب ان يكون له وزن وقيمة وموقف وانتم لاوزن لكم ولا موقف بل اقصى ما تقدرون عليه هو انكم تختمون على الاوراق التي يكتبها الامريكي سواء كان ترامب او بوش او غدا بايدن المشكلة لديكم انكم تنظرون بدونية لانفسكم مع هذا الكابوي الامريكي وهو ينظر اليكم بفوقية ونرجسية متورمة ويعاملكم كما عامل الهندي الاحمر السياسة عندكم حسابات انية وليست استراتيجية ورؤية . لديكم ربح وخسارة وبورصة اموال وتقبيل لحى وخنوع وركض وراء سراب فليس لديكم رؤية واذا كانت فلا تتجاوز انوفكم .. لايوجد بلد يريد بناء سياسة خارجية تحفظ مصالحه ويحترمها العالم ويضع وزنا لبلده اذا لم يكن ذلك البلد لديه موقف ثابت واستراتيجية بهذا الشان ( الماساة اننا كعرب ليس لدينا رؤية للتعامل حتى فيما بيننا ).. هل تعرفون لماذا تكالب العالم على العراق لأسقاط نظام الحكم الوطني فيه لسبب بسيط ان العراق كان له استرايجية واضحة وكان يتعامل مع الولايات الماحدة ومع اوروبا كند لهم ولايسمح لاحد ان يتجاوز على العراق لا بل والاكثر من ذلك كان لايسمح لاحد ان يتجاوز على اي دولة عربية حتى وان لم تكن علاقته جيدة مع حاكمها .. لهذا السبب تقرر التخلص من نظام العراق الوطني بأي ثمن كان وحصل ما لم يحصل في التاريخ ولن يحصل من ظلم وتدمير للعراق ليأتي حثالات البشر ليتحكموا بالعراق والعالم العربي ولهدف واحد هو حماية امن اسرائيل والتطبيع معها ..كان العراق دولة عملاقة في المنطقة وفي العالم جيش قوي اقتصاد ثابت رجال دولة نسبة التعليم عالية جدا وهذه اخطر مافي الامر نعم هذا اخطر شيء عمله العراق اقتصاد قوي صناعة قوية .. اذن يجب التخلص من العراق وهو ماتم

متى سيكون لكم وزن ؟؟ سيكون لكم وزن عندما تفهم امارات وعروش المنطقة العربية ان المهم ليس بايدن او ترامب بل الاساس ان تكون لكم رؤيتكم واستراتيجيتكم ( التي تحفظ كرامتكم وبلدانكم )عند التعامل مع السياسة الخارجية الامريكية سياسة تضع المصلحة الوطنية والقومية لشعوبكم وتكون تلك المصلحة على راس ابجديات سياستكم .. من ياتي للبيت الابيض لايحترمكم فانتم في نظره مجموعة ارقام تضاف او تحذف في حسابات الميزانية الامريكية(ترامب مثلا) وبقرة حلوب لتغذية مصانع السلاح الامريكي وبيادق في رقعة الشطرنج الامريكي للمنطقة وادوات لتنفيذ السياسة الامريكية او قربكم او مدى خدمتكم للكيان الصهيوني سواء كان ساكن البيت الابيض بايدن او ترامب او او .. انتم ياعرب من رباط الفتح وحتى بصرة السندباد افهموا حقيقة هي كعين الشمس ان الدول لاتحترمنا سواء صغيرها او كبيرها اذا لم تكن لدينا رؤية وموقف نتمسك بهما ونحارب ونفاوض بهما فكيف تريدون او ترددون ان اميركا ستحترمنا وهي دولة عظمى لها حساباتها ولعل ضياعنا واضح في هذا الشأن مع قضيتنا الاولى القضية الفلسطينية والتردي الذي عرفته وتراجع الاهتمام دوليا بها حتى غدت عند بعض العرب ثانوية .. فمنذ اتفاقية كامب ديفيد التي قادها السادات ثم اتفاقية اوسلو التي وقعت دون ان نقرأ مافيها اصبح للقضية الفلسطينية اكثر من منبر واكثر من راعي واصبحت المواقف تباع وتشترى والحال حال السفينة التي فقدت ربانها وشارفت على الغرق حتى بتنا نتغنى بصفقة القرن ( التطبيع او التحالف الاماراتي البحراني) وجاءت السودان لتسير في الدرب نفسه .. جاء بايدن وطارت حسابات السعودية ادراج الرياح وطارت مليارات السعودية بعد ان حلبهم ترامب واين سيضع محمد بن زايد مزاميره بعد ان يغادر ترامب وكوشنر؟ وهل سيغني العرب لبايدن كما غنوا لترامب (طبعا بعض العرب ) نعم سيغنون ولكن لن يسمع غنائهم احد لانهم لايجيدون العزف ولايفقهون شيئا من السلم الموسيقي السياسي ولايفهمون مافيه ان هؤلاء عالة على شعوبهم وارضهم وعلى حاضرهم ومستقبلهم عرب واي عرب رحم الله المتنبي عندما قال

ياامة ضحكت من جهلها الامم وما تفلح عرب ملوكها عجم

فذكر لعل الذكرى تنفع من يسمعها

وعلى الارض السلام

انتهى الجزء الاول