18 ديسمبر، 2024 7:47 م

العرب مصائبهم في حكّامهم وجامعتهم

العرب مصائبهم في حكّامهم وجامعتهم

الحدث طويل وعريض ومثار للقهر والسخرية في هذا الموضوع . ينطبق عليه تماماً المثل الأنكليزي او الفكرة المقتنعين بها المستعمرون ويستثمرونها ويعملون عليها وبها الى اقصاها . وهي ” العرب يريدون الامارة ولو على حجارة ” وتعني هذه المقولة ألأنانية وعدم نكران الذات في سبيل الآخرين . يتجسد ذلك في أغلب القيادات والزعامات العربية على مدى تاريخهم , عند قراءة بنود ومقررات الجامعة العربية وقوانينها التي تخص العرب عامّة ومصالحهم المشتركة وحاضرهم ومستقبلهم تشعرك كعربي بفخر وزهو وقوة وامل كبير , مثل الدفاع المشترك والتكامل الاقتصادي وتوحيد المواقف السياسية تجاه المصالح العربية , لكن كل ذلك يثبت لنا وللعالم بأن المساهمين في خلق كيان الجامعة العربية يعملون منقسمين بشكل متكرر ومعتاد عليه . فحواه إن الجامعة العربية بدون برنامج اومنهاج مُلزِم متفق عليه مقبول . تنقصهم الجدية في تنفيذ القرارات التي يتفقون عليها . وحالهم متمثل في اصرارهم على” نتفرّق كي يسودنا الآخرين “الجامعة العربية منذ بداية تاسيسها والى آخر اجتماعاتها قبل ايام في الاردن والخط البياني المؤشر لها الهابط المستمر الذي يدعو الى الاسف واليأس والاحباط وعدم الامل في تحسين صورة العرب كدول وحكومات لها سياساتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع . قبل كل اجتماع للجامعة العربية تبرز المقولة الشهيرة التي اختصرت فحوى ومضمون معانات العرب كدول لها مصالح مشتركة ومصير معروف ثابت غير مجهول , مرسوم في اذهان الساسة والقادة والمفكرين الذين تنقصهم الارادة المتوحدة الصادقة الثابتة التي اساسها الثقة بقدرات شعوبهم وامكانياتهم الذاتية المتاحة والمتوقعة وهي ” اتفق العرب على ان لا يتفقوا ” وعند مناقشة الفرد العربي لأفكاره مع نفسه ومع الآخرين كسياسي أو زعيم او مفكّر أو مواطن عادي , يعرف تماماً مصادر القوة الكامنة واشكالها وما يعيقها , مؤشرات واضحة وضوح الشمس . الكل بكل مستوياتهم الفكرية والثقافية والقيادية المختلفة مقتنعين بأن الفارق كبير بين محاولة ” كسر العصا المنفردة ومجموعة العصيّ ” ويعرفون ويدركون معنى ” لايغير الله ما بقوم مالم يغييروا ما بأنفسهم ” و . و . الكثير من هذه المفاهيم لكن اين نحن مما نعتقد ونفهم ونقتنع ونعمل بهذه المفاهيم التي نعرفها ولا نمتلك الجرأة على العمل بها . أين تكمن العلة ..؟ لماذا لا يتفق العرب كحكّام على مفهوم ان الشعب العربي هو الغاية والوسيلة والمصدرالرئيس للسلطات ويحددوا مصالحه والعمل بجد على حمايتها والدفاع عنها ولماذا لا يؤشرون على من هم اعداء العرب الحقيقين وكيفية التعامل معهم ” المعاملة بالمثل “. هذه الحقائق يجب ولا اقول ينبغي أن تكون ثوابت ومثابات تحتم على الجميع العمل بها تجاه كل دول وشعوب العالم , عند هذا الحال ستكون الدول العربية لها شأن كبير في العالم وسيحسبون حساباً خاصاً له معنى حاد عند تعاملهم مع اية دولة عربية مهما كانت صغيرة او كبيرة قوية باقتصادها ومواردها المادية وقوتها العسكرية ام صغيرة وفقيرة في هذه الجوانب . بدأت المشاكل منذ بداية مواجهة العرب للمشكلة الكبرى ” اغتصاب فلسطين ” وذبح وتشريد شعبها وحرب 1948 مع عصابات الصهاينة وموقف الدول العربية المختلف والمتذبذب , فكانت الشرارة الأولى التي اضرمت النار نار الخلاف والمشاكل التي تفاقمت وتعاظمت على العرب وكما يقولون ” إن اعظم النار من مستصغر الشررِ ” بعدها كانت الخلافات الغريبة العجيبة العالمية التي تجسدت في صميم دول العرب وحكوماتهم . الصراعات بين النظريات والافكار مثل الشيوعية والرأسمالية القومية والقطرية الوحدوية والانفصالية العلمانية والدينية وتجسدت هذه الخلافات ولا تزال في كل محيط الدول العربية على كل مستوياتها وبشكل متذبذب ومتباين في المجالات الاقتصادية والسياسة والعسكرية والحروب العربية مع اسرائيل وغيرها والحرب الايرانية العراقية ومشكلة العراق مع الكويت والحرب العراقية العالمية بالقيادة الاميركية لأخراج العراق من الكويت والحرب الاميركية على العراق واحتلاله , والموقف العربي السلبي من كل هذا المتمثل بكوارث العدوان المزدوج المتكرر من قِبَل اميركا ومواليها اسرائيل وايران وبريطانيا وفرنسا وعملائهم , وابتزازهم للعرب والمضحك انقلابهم على حلفائهم الاستراتيجين من العرب والتخلي عنهم في ضرفهم الصعب اثر التهديد الاسرائيلي الايراني الاميركي الروسي لهم المتمثلين بحكومات دول الخليج الذين خاضوا حروبهم واشتركوا فيها بأمكانياتهم المختلفة وخاصة الاقتصادية في السر والعلن ضد القوى والتيارات التي كانت في الخنادق المتقاطعة ضد اعداء العرب , ولو على مستوى الاعلام والدعم السياسي .

المهم ما هو موقف العرب من محنة العراق وسوريا واليمن وليبيا وما يتعرض له شعبهم من دمار عام في كل شيء والابادة الجماعية التي يتعرضون لها من قِبَل اميركا وحلفائها مثل روسيا وايران واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وعملائهم . ابادة جماعية للمدنين المسالمين العزّل في كل سوريا والعراق حلب والموصل ابادة جماعية طائفية لم يحدث مثيلها في التاريخ حتى زمن هولاكو لم تكن كذلك . وشعاراتهم الكاذبة المضحكة واعذارهم الواهية السخيفة الغير مقنعة ” الخطئ الغير متعمد وقواعد الاشتباك والحرب على الارهاب وبرنامج حرب داعش وتداعياتها ” وهكذا من هذا الكذب والافتراء , اميركا تحاول ذر الرماد في العيون . نسأل اميركا عن ادعائها العمل بالانسانية في حروبها الاجرامية وعدم الضرر بالمدنيين وقواعد الاشتباك والالتزام بالقوانين وقواعد الحيطة والحذر في توخي الضرر بالمدنيين المسالمين اين مصداقية اميركا وحلفائها من كل هذا عند ضربها اليابان بالقنابل الذرية وفيتنام بكل الاسلحة الكميائية التي استخدمت ضد الانسان والحيوان والنبات وجريمتها النكراء في ضربها ملجئ العامرية في بغداد وجرائمها المخزية عند احتلالها للعراق وذبحها الآلاف وآخرهم المدنين في مجزرة الكرادة في بغداد والموصل وحلب من قِبَلها ومن قِبَل روسيا العدوانية وسابقاً في الكثير من دول العالم اثباتات موثقة واعترافات بجرائمهم . صنعوا القاعدة والحركة الشعوبية الخمينية وداعش والاحزاب وميليشياتها الشيعية المرتبطة بالحركة الشعوبية الخمينية التي لا تختلف عن سابقاتها ومثيلاتها عبر التاريخ , في صراع اليهود والصليبين والفرس المجوس المتعصبين ضد المسلمين المتجسدين بالعرب وأغلب حكّام العرب لا يحسنون ولا يجيدون التصرف والاستشراف للمستقبل السيء الخطر ولا يحسنون غير الصراع فيمابينهم ومع شعوبهم , وخدمة من هم السبب في العدوان على مصالح شعوبهم واوطانهم يأثرون كرسيَّ الحكم على ذلك كلّه . انهم العرب الغنيمة السهلة والفريسة التي يستأنسون بأكلها ألأعداء .

حكام العرب الذين تركوا وتخلّوا عن ثوابت القوة التي انعمَ بها الله عليهم , غير مدركين لها رغم معرفتهم بها وبشواهدها الملموسة . مثل الكثافة السكانية واتساع الرقعة الجغرافية والثروات الطبيعية الهائلة النفطية والمائية وغيرها من المصادر والمواقع الاستراتيجية كممرات مائية وموانئ ومواقع سياحية وانسيابية جغرافية تسهل الاتصال بكل دول العالم . على العرب كحكومات ودول واحزاب وقوى مدنية . العمل على تحديد المصالح العربية ككل متكامل غير مجزّئ والعمل بها ومن اجلِها في المجال السياسي والاقتصادي والعسكري والصناعي والزراعي والسياحي والعلاقات الدولية وتعزيز وتوحيد مناهج التطوّرالحضاري على الصعيد الداخلي في مجالات التربية والتعليم والاتصالات والمواصلات البرية والبحرية والجوية والثقافة والنهج السياسي الداخلي للأحزاب والمنظمات المدنية الفاعلة المؤثّرة على المساحة الاجتماعية عمودياً وافقياً وبلورة وصياغة الكوامن الانسانية والوطنية في المجال الديني لجميع الاديان السماوية وحالة التآخي ورفض التناقض المظر بذلك . على أن يتظمن فحوى هذا الحال قرار جماعي لمن يريد العمل بهذه الثوابت في دساتير الدول العربية كفلسفة وثقافة وكمنهج سياسي واجتماعي ثابت وكقوانين عامة تصب بهذا المصب . وأذكّرهم وأركز على هذا ” للسرّية فضل على الجهرية ” اذا لم يوسس العرب ويرسمون لهذه الصورة ويجدّون بسعيهم فيها , سيبقى الحال من سيء الى اسوئ سيذل وسيطيح بالجميع حكام وشعوب ودول.( وذَكّر فإن الذِكرى تنفعُ المُؤمنينَ ) الذاريات 55 . و( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ) الاعراف 129ـ ومن يسعى بهذا الاتجاه من الحكّام العرب والاحزاب والمنظمات والمؤثرات الاجتماعية دينية وغيرها ومن لم يستجب لهم ليعلنوها للجميع ويكرروها بأستمرار ليفضحوا المتخاذلين الكاذبين الغير صادقين . وليلتزموا بقوله تعالى ( فتول عنهم فما أنتَ بملوم ) الذاريات 54 . اللهم يلّغت اللهم فأشهد ؛ اللهم بلّغت اللهم فأشهد . شكري وتقديري العالي للجهة الناشرة للمقال وللقارئ الكريم:عبد القادر ابو عيسى. كاتب ومحلل سياسي حر مستقل