20 ديسمبر، 2024 5:00 ص

العرب في نظر الفرس، والفرس في نظر العرب

العرب في نظر الفرس، والفرس في نظر العرب

1ـ 3
لم تختلف نظرة الفرس الى أعدائهم التقليديين العرب على مدى القرون، هي نفس النظرة قبل وبعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، وما ورد من نصوص في كتبهم سيما الشاهنامة والسفرنانة وغيرها يلقي الضوء الكامل على هذه النظرة الدونية للعرب، وهذا يعني ان الفتح الإسلامي لبلادهم، والنقلة النوعية لمعتقداتهم البائسة من ظلام الضلال الى نور الإيمان، ومن الخرافات والدجل الى التقوى واليقين، ومن المجوسية والزرادشتية الى رحاب الإسلام، كانت وبالا ونقمة عليهم كما يتبين من كتبهم وسلوكهم، وليس فتحا إسلاميا مرحبا به، والا كيف يمكن تفسير نقمتهم وحقدهم على العرب، واللغة العربية، والعروبة تلك الكلمة التي تؤرق مضاجعهم؟ بل كيف نفسر حقدهم على عمر الفاروق الذي نقلهم من دهاليز المجوسية الى رحاب الإسلام؟ هم يوصفونه بصفات مخجلة لا يمكن أن يقبلها مسلم حقيقي نور الإسلام قلبه وطهره من شوائب الشرك والضلال والحقد والكراهية.
التأريخ مواعظ وعبر، ومن لا يعتبر به لا إعتبار له وسيندم على تجاهله، يحدثنا التأريخ كيف مزق كسرى رسالة النبي محمد (ص) فمزق الله تعالى ملكه، وجاء في رسالة يزجرد الثالث الى عمر بن الخطاب خليفة المسلمين ” العُرف والفن جزء من حياة الفرس منذ سنوات عديدة. عندما كنا نحن من صُنّاع العادات الفضيلة وحُسن الضيافة وحاملي راية (التفكير الحسن، القول الحسن، الفعل الحسن)، كنتم أنتم تأكلون السحلية والحشرات، لأنه لم يكن لكم ما تاكلون غيرها، وكنتم تدفنون بناتكم البريئات. إن العرب لا يحترمون الإنسان، أنتم تذبحون مخلوقات الرب، بل حتّى أنكم تذبحون الأسرى وتعتدون على النساء وتدفنون بناتكم أحياءً وأنتم قطّاع طرق القوافل، تقتلون وتغنمون وتغتصبون أموال الناس. إن قلبكم من حجر. إننا نرفض كل هذه التصرفات الجنونية. كيف لكم أن تجدوا لنا إلهاً وأنتم تقومون بكل هذه الجرائم. أنت تقول لي بأن لا أسجد للنار! أقترح عليك ان تجمع جيشك وترجعوا الى صحرائك، المكان الذي كنتم تعيشون فيه، المكان الذي لا توجد فيه ثقافة غير الخوف من النار (نار جهنم)، المكان الذي تحكمه القبائل و يأكلون قمقموك (الجراد). أنا لا أقبل أن يعيش جيشك في بلادنا الخيّرة”.
وبعد أربعة عشر قرنا من موت يزجرد، ذكر المفكّر الإيراني (صادق زيبا) “أعتقد أن الكثير منا سواء أكان متديناً أو علمانياً يكره العرب. كما أن الكثير من العرب يكرهوننا أيضاً. للأسف أنا واثق من أن الكثير منا – نحن الإيرانيين- عنصريون، فلو نظرتم بإمعان إلى ثقافات الشعوب الأخرى تجاه سائر القوميات والشعوب والإثنيات وأخذتم ظاهرة النكت كمقياس لوجدتم أننا أكثر إساءة من خلال النكت، فانظروا كيف نسيء إلى الترك واللور، أعتقد أن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال. وأضاف” منذ الحقبة الملكية كان الأمر على هذا المنوال، حيث كانت تسود إيران نظرة تحطّ من شأن العرب، وهي مستمرة إلى يومنا هذا، فأنا أريد أن أؤكد أكثر من ذلك، فأقول إن الدوافع من وراء تأسيس مجمع اللغة الفارسية كانت طرد الكلمات والمصطلحات العربية من الفارسية، وهذا يدل على حقدنا تجاه العرب”.
قارن بين قول يزجرد الثالث وقول خلفه زيبا، لتدرك بأن زمان ومقدارالكراهية لم يتغيرا منذ عهد يزدجر الى الخامنئي. كما أن زعمائهم ورجال الدين يكيلون الإتهامات للعرب والحقد من فتوحاتهم ويمجدون الساسانية وملكوهم المجوس ويتسمون بإسمائهم لحد الآن.
لا يوجد فرق مطلقا! نفس النظرة الإستعلائية الموجهة فقط للعرب منذ اكثر من 14 قرنا! الفرس يظنون لنه كانت لهم حضارة كبيرة، فهم يعتبروا الحروب حضارة! وان كانوا يعتقدون ان حدودهم السابقة مصدر فخر لهم وعنوان لحضارتهم، فأن الأسكندر المقدوني والدولة العثمانية والمانيا الهتلرية كان لهما ما يضاهي حدود الدولة الفارسية. ولا أحد يذكر امبراطورية عثمانية ولا امبراطورية مقدونية، ولم يتسمى الأسكندر المقدوني ولا آل عثمان بلقب امبراطور ولا شاهنشاه (ملك الملوك). ان الحروب تناقض الحضارة الإنسانية، ولا يمكن حصر الحضارة بالحروب.
لأن الموضوع طويل وقد كتبنا عنه دراسة طويلة ستنشر لاحقا بشكل كتاب مستقل فيه تفاصيل كثيرة، فلذا سنتوقف عند كلمة رددها الأكاسرة وخلفهم ووردت في كتابهم المقدس (الشاهنامة) بشأن إمتهان العرب لأنهم يأكلون السحالي والجراد وغيرها من الحشرات، وأن حال الكلب في إصفهان أفضل من حال العربي لأنه ـ أي الكلب ـ يشرب الماء البارد على حد زعم الفردوسي.
هل كان حال العرب فعلا هكذا؟
باديء ي بدء، هناك سوء نوايا واضح في عدم التفريق ما بين العرب والأعراب، وهذا ما وضحه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فالعرب غير الأعراب، مع ان الأعراب لهم مزايا جيدة كما قال عمر بن عبد العزيز” ما قوم اشبه بالسلف من الأعراب، لولا جفاء فيهم”. (البيان والتبيين). وقول الثعالبي” فطنة الْأَعْرَاب: يضْرب بهَا الْمثل وَذَلِكَ لصفاء أذهانهم وجودة قرائحهم”. (ثمار القلوب).
بين الأَزهري هذا الفرق لغويا بقوله” رَجُلٌ أَعْرَابيٌّ، بالأَلف، إِذا كَانَ بَدَوِياً، صاحبَ نَجْعَةٍ وانْتواءٍ وارْتيادٍ للكلإِ، وتَتَبُّعٍ لمَساقِطِ الغَيْث، وَسَوَاءٌ كَانَ مِنَ العَرَب أَو مِنَ مَواليهم. ويُجْمَعُ الأَعرابيُّ عَلَى الأَعْراب والأَعارِيب. والأَعْرابيُّ إِذا قِيلَ لَهُ: يَا عَرَبيُّ! فَرِحَ بِذَلِكَ وهَشَّ لَهُ. والعَرَبيُّ إِذا قِيلَ لَهُ: يَا أَعْرابيُّ! غَضِبَ لَهُ. فَمَن نَزَل الْبَادِيَةَ، أَو جاوَرَ البَادِينَ وظعَنَ بظَعْنِهم، وانْتَوَى بانْتِوائهِم: فَهُمْ أَعْرابٌ، ومَن نَزَلَ بلادَ الرِّيفِ واسْتَوْطَنَ المُدُنَ والقُرى العَربيةَ وَغَيْرَهَا مِمَّنْ يَنْتمِي إِلى العَرَب: فَهُمْ عَرَب، وإِن لَمْ يَكُونُوا فُصَحاءَ. وَقَوْلُ اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ في سورة الحجرات/14(( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا، وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم))، فَهؤُلاء قَوْمٌ مِنْ بَوادي العَرَب قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، المدينةَ، طَمَعاً فِي الصَّدَقات، لَا رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، فَسَمَّاهُمُ اللَّه تَعَالَى الأَعْرابَ، وَمِثْلُهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّه فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ/97 (( الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)). وقال القرطبي في تفسيره لهذه الآية ما ملخص” إن العرب جيل من الناس، والنسبة إليهم عربيّ، وهم أهل الأمصار، والأعراب منهم سكان البادية خاصة، وجاء في الشعر الفصيح “أعاريب” والنسبة إلى الأعراب أعرابي؛ لأنه لا واحد له، وليس الأعراب جمعًا للعرب، كما كان الأنباط جمعا لنبط، وإنما العرب اسم جنس، والعرب العاربة هم الخُلَّص منهم، والمستعربة هم الذين ليسوا بخُلَّص، وكذلك المتعرِّبة”. (تفسير القرطبي).
ووضع الأَزهري اصبعه على الجرح من خلال بيان سبب الخلط بين المفهومين” َالَّذِي لَا يَفْرِقُ بَيْنَ العَرَبِ والأَعْراب والعَرَبيِّ والأَعْرابيِّ، رُبَّمَا تَحامَلَ عَلَى العَرَب بِمَا يتأَوّله فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَهُوَ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ العَرَبِ والأَعْراب، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ للمهاجرين والأَنصار أَعرابٌ، إِنما هُمْ عَرَبٌ”. (لسان العرب). لذا العاقل لا يمكن أن يعقل ان تكون خير أمة أخرجت للناس هي أمة من لم يؤمنوا وكانوا أشد كفرا ونفاقا، لكن للشعوبيين أهدافهم الخبيثة والتي صارت مكشوفة.
لذا كان الأعراب وليس العرب هم الذين يأكلون الجراد والسحالي عند الفاقة، وهذه ظاهرة لا تقتصر على الأعراب فحسب، الكثير من الشعوب إضطرت في أحوال المجاعات والحروب والفقر الى أكل الجرذان والقطط وغيرها بما في ذلك الفرس أنفسهم كما سنبين لاحقا. لذا ليس من العدل أن يقتصر وصف هذه الظاهرة على الأعراب دون بقية الأقوام. بل حتى الآن هناك شعوبا في آسيا تأكل الكلاب والقطط والعقارب والخنافس والسحالي والضفادع وغيرها مما تقرف النفس منه.
إهتم العرب إهتماما كبير بالطعام ووضعوا مراسما خاصة لتناوله، وتفننوا في أعداده وتنوعه، ولكن للأسف الشديد الكثير من العرب لا يعرفون هذه الحقيقة، فما بالك بالفرس؟ وهناك المئات من أصناف الطعام والحلوى العربية المميزة والقديمة مع ان البعض يظن إنها مستحدثة، وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا. قال ابن عبد ربه” الوليمة: طعام العرس. والنّقيعة: طعام الإملاك. والإعذار: طعام الختان والخرس: طعام الولادة. والعقيقة: طعام سابع الولادة. والنقيعة: طعام يصنع عند قدوم الرجل من سفره، ويقال: أنقعت إنقاعا. والوكيرة: طعام يصنع عند البناء يبنيه الرجل في داره. والمأدبة: كل طعام يصنع لدعوة، يقال: آدبت أودب إيدابا، وأدبت أدبا. والجفلى: دعوة العامة. والنّقرى: دعوة الخاصة. والسّلفة: طعام يعلل به قبل الغداء. والقفيّ: الطعام الذي يكرم به الرجل يقال منه: قفوته فأنا أقفوه قفوا؛ والقفاوة”. (العقد الفريد).
بعتبر الثريد من أهم وأشهر المأكولات العربية، وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: سيّد الطعام الثريد. ومثل عائشة في النساء، مثل الثريد في الطعام. ولعظم صفة الثريد في أعين قريش، سمّوا عمرو بن عبد مناف بهاشم، حين هشم الخبز، واتخذ منه الثريد، حتى غلب عليه الاسم المشتق له من ذلك”. (البخلاء/106). وذكر ابو هلال العسكري” عاب بعض الشعوبية العرب باتخاذ الثريد وقال: لابد أن يفضل من العرب اذا أكلوا فضلة مرق تجعل لمسكين قال: فأرادت العرب ألا يبطل عليهم ذلك فثردوا فيه قال: وليس من طعام العجم. واحتج بما أخبرنا به أبو أحمد بن الحسين بن عبد الله ابن سعيد عن الجلودى عن محمد بن زكريا عن محمد بن عبيد الله بن محمد بن على قال: قال حصين لفيروز أحب أن أتغذى عندك، قال: فما تشتهى؟ قال: ثريدا: قال: انى أكره أن أضع على مائدتى طعام الكلاب ولكنى أتحمل ذلك لك. وعلق ابو هلال على المسألة بقوله” قال أبو هلال:- أيده الله تعالى-: لو كان الثريد طعاما خبيثا مكروها لكان ما يقال فيه شائعا، فأما وهو طعام مشتهى طيب فلا اعتراض على العرب فى اتخاذ طعام طيب، وليس ترك العجم اياه قدحا فيه فكم من شىء مختار قد تركته العجم غفلة عنه أو جهلا به، وليس ثردهم فى المرق يدل على أنهم أرادوا منع ما يفضل منه”. (الأوائل). ولأن الحديث يطول سنكتفي في هذا المبحث الإشارة الى الخبز فقط لأنه سيد المائدة قديما وحديثا. قال الثعالبي” أم الطَّعَام: هى الْحِنْطَة لِأَن لَهَا فضلا على سَائِر الْحُبُوب، وَمن أَبْيَات كتاب الحماسة:
ربيته وَهُوَ مثل الفرخ أطْعمهُ أم الطَّعَام ترى فى جلده زغبا
(ثمار القلوب).
بعض من أنواع الخبز العربي:
خبز العليث
قال ابن منظور” أَي الخُبْزِ المَخْبوز مِنَ الشَّعير والسُّلْتِ. والعَلْثُ والعُلاثَةُ: الخَلْطُ. والعَلَثُ والعَلِيثة: الطعامُ الْمَخْلُوطُ بِالشَّعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا شَبِعَ أَهلُه مِنَ الخَمير العَلِيثِ”. (لسان العرب)
خبز الغليث
قال ابن منظور” فلانٌ يأْكل الغَلِيثَ. والغَلِيثُ: الخُبْز المخلوطُ مِنَ الحِنْطة وَالشَّعِيرِ . وعن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَانَ يأْكُلُ السَّمْنَ مَغْلُوثاً إِلّا بإِهالَةٍ، وَلَا البُرَّ إِلَّا مَغْلوثاً بِالشَّعِيرِ”. (لسان العرب)
خبز الارز بالسمسم والزعفران
قال ابن خلّاد في خبز الأرز والملح:
إذا الطابقُ المنصوبُ ألقى ثيابهُ وقدت جيوبُ الخبز شبرين في شبرِ
رغيف بملح طيّبِ النشر خلطة خوارجه تغنيك عن أرج العطر
عليهِ من الشونيزِ آثارُ كاتب وجلبابُ وَرَاق ينقطُ بالحبر
ومن سمسم قد زعفروهُ كأنهُ قراضةُ تبرٍ في لجينية غر
(ديوان المعاني)
خبز البزماورد: نوع من الخبز يحشى بالشواء. قال الشاعر:
فتفضّل على العميد بيــــوم جد بوصل يكبت به أعدائي
وتفضّل على الكئيب ببز ما ورد وصل يشفي من الأدواء
(الرسائل الأدبية للجاحظ)

خبز الرقائق (الركاك)
قال أبو هلال العسكري” الرُّقَاقُ ما رقِّقَ منَ الخبزِ، الواحدةُ رقاقةٌ. ولا يُقالُ رقاقٌ، إنَّما الرَّقاقُ جمعُ رقيقٍ منَ الثَّيابِ وغيرها. وتقولُ: فلانٌ يخبزُ الرَّقيقَ والغليظَ. فإذا قلتَ: يخبزُ الجرادقَ، قلتَ: والرُّقاقُ، هكَذَا كلامُ العرب”.(التلخيص في معرفة الاشياء). وقال اليغموري” أول من خبز الرُقاق نمرود بن كنعان”.(نور القبس) وأحسن ما قيل في الرقاق قول ابن الرومي:
ما أنسَ لا أنسَ خبازاً مررتُ بهِ يدحو الرقاقةَ وشك للمح البصر
ما بينَ رؤيتها في كفهِ كــــــــرَةً وبينَ رؤيتها قوراء كالقمرِ
(ديوان المعاني)
خبز المليل
قال أبو هلال العسكري” المليلُ الخبزُ الَّذِي يخبزُ فِي الملَّةِ، وهوَ أنْ توقدَ النَّارُ فِي حفيرةٍ منَ الأرضِ، ويجعلَ العجينُ فيها، فيصيرَ خبزاً. فموضعُ النَّارِ والرَّمادِ الملَّةُ، والخبزُ مليلٌ ومملولٌ”.(التلخيص في معرفة الاشياء).
خبز البلوط
قال المقدسي ورأيت تقوّتهم بالبلّوط ثمرة على مقدار التمر مرّ يفلق ويحلى ثم يطحن وثمّ شعير برىّ يخلط به”. (هامش أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم). وجاء في نسخة أخرى” اما الجبل الشريفة فجبل لبنان وجبل الجولان فيهم عبّاد عند عيون ضعيفة قد بنوا ثم اخصاصا من القصب والحلفاء يتقوّتون بشيء يقال له البلّوط على مقدار التمر عليه قشر وهو مرّ الّا انهم يلقونه في الماء حتّى يحلو ثم إذا جفّ طحنوه وخبزوه واخلطوا عليه شيئا من الشعير”.
الفطير
قال أبو هلال العسكري” الفطيرُ معروفٌ. وأظنُّ اشتقاقَهُ منْ قولهمْ: انفطرَ الشَّيءُ إِذَا انشقَّ، لأنَّ منْ عادةِ الفطيرِ منَ العجينِ أنْ يتشقَّقَ. أوْ قيلَ لهُ: فطيرٌ، لأنَّهُ بقيَ على حالتِهِ الأولى، منْ قولكَ: فطرتُ الشَّيءَ، إِذَا ابتدأتُهُ. وهذا أجودُ الوجهيِنْ. قالَ أبُو بكرِ ابن دريدٍ: المحلاجُ الَّذِي يوسعُ بهِ الخبزُ. والَّذي بينَ الفطيرِ والخميرِ خبيزٌ”.(التلخيص في معرفة الاشياء). هذا بما يتعلق بالخبز فقط! وسنتحدث في الجزء الثاني عن المأكولات والحلوى العربية القديمة التي يفتقر اليها الفرس وبقية الشعوب. وسوف نخصص الجزء الثالث بعون الله عما كان الفرس يأكلونه ويعيبون العرب عليه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات