اصبح العرب يجيدون فن التهديد والوعيد في خطاباتهم الرنانة اكثر من معرفتهم فنون السياسة والدفاع عن انفسهم..
لقد اصبحنا اشبه بقطعان الاغنام التي تسرح وتمرح في البراري دون ان يقودها الراعي الأمين وتفترس بعضها الوحوش اينما تجدها… ويبقى بقية القطيع يدافع عن نفسه بالثقاء واصوات الباع الغير مخيفة…
فاين نحن ايها العروبيين اليوم من الأمس وهل خاب زمانكم حتى اصبحتم تغلقون ابواب بيوتكم وتحرسونها خوفا من الثعالب بعد ان كان اجدادكم ينظرون اليها على انها قطط برية لا اكثر…
اين مهابة العقال العربي ويظهر معه في الصورة برميل البترول والعصا التي فيها لنا مآرب أخرى…
هل اصبحت امة العرب تجيد الفن والعزف على اوتار الآلات الموسيقية وترقص على انغامها ولاتجيد لغة السيف والفنون المتعلقة به…
اين مهابتكم يا احفاد الاحرار الذين لم يعرفوا ماهي العبودية عندما كان الانسان يباع ويشترى في سوق النخاسين في بقاع الارض الاخرى…
اسئلة كثيرة يطرحها قلمي الالكتروني ولكن بلا جواب شافي لأننا نعيش اليوم امة عليلة ينخرها الصراعات الطائفية ويقتلها ابناءها بحجة العار والعادات والتقاليد وفي حقيقة الامر هم من جلبوا لها ذلك الذل والهوان…
متى نصحوا وتصحوا معنا ضمائرنا التي ماتت مع عاديات الزمن واصبحت تعيش حياة اللهو والليالي الداجنة مع الابراج العالية وليالي الف ليلة وليلة وكؤوس الخمور المعتقة ونحن نرتدي ذلك الزي التقليدي ونحمل الخنجر العربي بقبضته البرونزية وفي ايادينا سبحة من حجر الكهرب والزمرد لنكمل بها كذبة الرجولة ولنتكلم امام الناس باننا من اصحاب التاريخ وعشاق التراث واصحاب المجتمعات الذكورية…
متى ومتى ومتى… الاولى هل يوجد لدينا بصيص من الأمل لنعيد امجادنا المنسية والثانية ماذا استفادينا نحن ابناء بلاد البترول من هذه الثروة الطبيعية التي منحها الله لنا سلاح ذو حدين… والثالثة هل اعمانا الدهر في اختيار حكامنا الاجلاء الذين منحناهم صفة اصحاب الجلالة والفخامة…
ايها العرب ايها المستعمرون فكرا وعنوانا لقد وصل الذل الى المضاجع واصبح اعدائكم يسقونكم السم الرعاف في عقر داركم واصبحتم تقلدونهم حتى في فراش منامكم ومع نسائكم وفي تربية ابنائكم وبناتكم.. واصبحتم عبيدا لأموالكم لا تفقهون من لغة العلم الا تقليد المناهج وتكرار الحروف والكلمات والجُمل فاين انتم ياابناء الصحراء والجبل..
اما زلتم تستخدمون سلاح التهديد وسلاح التصريحات التي لا يفقه بها سوى الضعفاء على الارض… لماذا تركتم وحدتكم واضعفتم امتكم من اجل كراسي السلطة اللعينة ومازلتم تعيشون منقسمين فيما بينكم على اوتار القومية والطائفية وانتم تعيشون في عصر التكنولوجيا الحديثة… اصحوا من غفلتكم فالذئاب البريئة التي اكلت يوسف تعيش حولكم اليوم ولكنها تحولت الى وحوش كاسرة….ومازلتم تجيدون فنون المسكنة والتمثيل بالمحبة والسلام وانتم قساة القلوب فيما بينكم. ومازال اعدائكم يطالبونكم بثأرهم القديم فأين المفر وانتم قد عودتم انفسكم على حياة البذخ والرفاهية والاستبداد ضد شعوبكم والخنوع لا عدائكم..