23 ديسمبر، 2024 3:37 م

العرب ام إيران ام تركيا

العرب ام إيران ام تركيا

سمعناها جميعا …ايهما افضل الأخ ام الصديق ، وكانت الإجابة الأخ اذا كان صديقا ، ..لنطبق هذا القول على عنوان موضوعنا ونسأل ايهما افضل لنا كعراقيين ..العربي ام المسلم ولعل الإجابة واضحة وهي : المسلم ان كان عربيا
كلنا يعلم ان الإسلام ككل الأديان هو عقيدة سماوية ، وبما اننا نكتسبها دون اختيار (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه)) صدق رسول الله (صلعم).. ويمكن الذهاب الى ابعد من ذلك في القول ان ابواه يمذهبانه أيضا فلا يوجد دين بلا مذاهب اجتهادية من صنع البشر الخطاؤون ، وهذا الاجتهادات الإنسانية أحيانا وفي كل الأديان تقلل من أهمية النبي لأنه عادة ما يكون رمزا لوحدة الدين وتشدد التركيز على غيره الى حد التأليه وبالتالي تقودنا الى انشقاقات مدمرة تصل حد ان يقتل ابناء الدين الواحد بعضهم بعضا رغم ان لا احد منهم اختار دينه او مذهبه على الاطلاق الا في حالة تدخل الملوك بالترهيب والترغيب ((الناس على دين ملوكهم ))
هذا عن الدين والذي هو عقيدة وفكر (ثقافة) أما القومية التي يسميها الاخوان المسلمون جاهلية فهي ليست فكر وليست عقيدة كما حاولت الأحزاب القومية تصويرها.. انها بالحقيقة واقع حي لا يحتج الى تنضير او برامج الا انها ثقافة حقيقية كون الثقافة لغة واللغة ثقافة لأن لا ثقافة مشتركة دون لغة مشتركة فالعرب يقرأون قصة يوسف ع بينما غيرهم يقرأه جوزيف والعرب يقرأون ((ان الله لا يستحي…..)) والأتراك يقرؤونها ((الله حياسز…)) ويقولون (( هسبي الله ونعم الوكيل)) ومعظمهم لا يعرفوا معناها الحقيقي رغم انهم في عقيدة واحدة مع العرب المسلمين …سنجد غير ذلك الكثير فليس هناك ادب مسلم او فن مسلم بل هناك ادب تركي وادب عربي وفن إيراني وفن عربي فأم كلثوم وحسين الجسمي لا يطربون المسلمين بل يطربون العرب فقط والمسلم الإيراني لا يعتز بالقائد عمر المختار بقدر ما يعتز به العربي أينما كان والنعمان ابن المنذر هو ليس النعمان الذي يراه الفرس او الترك ..انها باختصار امة عربية وعالم إسلامي ، وأمة المانية وعالم مسيحي امة روسية وعالم شيوعي ..والفرق بين الامة والعالم ان قضايا الامة العربية مثلا لا يشاركها فيها عالمها الإسلامي كقضية فلسطين حيث دخل العرب حروب اربع مع إسرائيل ولم تدخل معها اية جهة إسلامية غير عربية عدا حزب الله اللبناني والذي هو وقائده عرب رغم الدعم الإسلامي الإيراني
في عصر الطائفية وضعف الدولة العراقية حانت الفرص الذهبية فأصبحت تركيا صاحبة الدستور الذي لم يذكر فيه الدين والإسلام ولو مرة واحدة مسلمة سنية للغاية وقام سنة العراق بتأليف الاساطير عن اردوغان المنقذ ونشروا انه عندما اصبح رئيسا قام بتقبيل قدم امه فاعترضت كونه رئيس فأجابها وهل ان الرؤساء محرومون من الجنة؟ وعندما تبحث تجد ان امه توفيت قبل ترأسه بسنين ثلاث …اما شيعة العراق فعاف قسم منهم المراجع العظام واتبعوا مرجعية السيد الخامنئي واعتبروه ولي الله في الأرض وبالتالي فأن مرجعية النجف الاشرف ينبغي لها ان تدين بالولاء له ونسى أهلنا شيعة وسنة العراق انهم يتعاملون مع امبراطوريتين سالفتين وانهما دولتي مشروع والمشروع قومي مهما القيت عليه من عباءات الدين والمذهب
اين العراق من كل هذا ؟؟يجيبنا الدستور بأنه ((بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب)) و((يجب الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي)) وكأن غالبية الشعب العراقي ليسوا عربا أيضا وكأن العراق ليس بلدا ذو هوية عربية.. عليه الهدف هو نزع عروبتنا وبالتالي ينبغي ان نحذر ونتمسك بهذه الهوية كهوية وانتماء فبها نتوحد وبها ننتصر على الطائفية فنحن عرب أولا ومسلمون ثانيا امتنا عربية كهويتنا وعالمنا إسلامي ذلك العالم الذي ان تشرف بالإسلام فعليه ان يتشرف بعروبة محمد وآله وصحبه وبعروبة قرآنه الكريم
ولعل هذا الفهم للأمور يتطلب اول ما يتطلب ان لا نترك أحدا كائن من كان ان يبعدنا عن محيطنا العربي تحت اية حجة من الحجج دينية كانت او مذهبية فهو المحيط الذي ان لم نتفاعل معه سنخسر هويتنا ووحدتنا العراقية.. وتبقى عراقيتنا هي الاقدس والتي لن نحافظ عليها طالما فقدنا محيطنا العربي وليتقول من يتقول على الدول العربية فالأمة كالأم لا يمكن طلاقها حتى ولو كانت عاهرا وحاشا امتنا العربية التي انجبت اجدادنا محمدا العربي وآله العرب وصحبه العرب ان تكون كذلك.. فلنفهم ان هؤلاء اجدادنا نحن وليس اجداد الترك او الفرس ونحن العرب من نقل الرسالة اليهم تحت ظلال سيوفنا وبالتالي يعلمونا من هو علي ومن هو عمر ؟؟ يعلمونا سنة محمد وحب آل بيته وصحبه؟؟؟ افي هذا شيء من المنطق يا اهلي العراقيين؟؟ لا والله فلنصحى من غفوتنا فقد طالت.. نعم انهما امبراطوريتان بتأريخ عريق وشعوب متحضرة راقية وقد نتعلم منهم كل شيء ولكننا غير مستعدين لأن يعلمونا الإسلام والسنة والشيعة فنحن أهلها وسبق ان علمناهم إياها وسنبقى نعلمهم لأن الولاية للعرب
اما عراقيتنا فلا يعلو عليها انتماء آخر.. عراقيتنا بمحيطها الطبيعي العربي.. فبها نكون رقما واحدا وسنتمكن حينذاك من التفاعل تفاعلا حيا ومتوازنا مع محيطنا العربي ومع الترك والفرس وغيرهم بأعراف الجيرة والمصالح المتبادلة.. لا نتدخل في شؤونهم ولا يتدخلون في شؤوننا وستولي حالات التدخل والنفوذ وستصبح وحدة العراق حقيقة حية كما كانت وستبقى وسيكون ما فعلناه ببعضنا خدمة للأجنبي تأريخا مخجلا لنا ننسخه بحاضر ومستقبل عظيم