هناك من يقول ان سبب ما حصل بالعراق من دمار منذ اكثر من خمسة وأربعين عاما ، هم العرب السنة في العراق ، ففي الوقت الذي كان فيه السنة الكرد يقاتلون النظام البعثي ، ولسنوات طويلة ، وفي الوقت الذي كان فيه الشيعة ينتفضون بين فترة وأخرى ،وحين امتلأت السجون بهم ، وحين بطش بهم طاغية العراق ، الشيعة والكرد ، كان العرب السنة اما مساندين او لا اباليين بما يجري من ظلم كبير لأغلبية الشعب العراقي ، وحين سقطت ثلاث عشرة محافظة بيد الثوار من الشيعة والكردي عام ١٩٩١، لم يتحرك السنة لنصرة إخوانهم ، فظلوا متفرجين على أحسن حال ، بل ان بعضهم شمت بهم وناصر ظالمهم…،لو وضع العرب السنة اياديهم بأيدي بعضهم وتشاركوا مع بقية الشعب العراقي ، لما حدث للعراق ما حدث من دمار ، ولسقط النظام بأقل الخسائر ، ولكنهم فضلوا الثروة التي كان يتمتع بها بعضهم ، من هبات صدام ، وسماحه لهم بحرية العمل والتجارة ، دون غيرهم من أبناء العراق، كما فضلوا الراحة والسلامة ، ان الحرب التي قام بها الطاغية ضد الكويت لم تحرك فيهم نزعة الرفض لاقتحامه دولة مسالمة سنية ، وليست صفوية كما في ايران ، لم يوحدوا صفوفهم في يوم ما ، لأجل معركة ضد اي عدو، حتى عندما دخل الأمريكان الرمادي لأول مرة والمحافظات السنية الاخرى ولليوم هناك من يبرر اعتداءات صدام عل الدول المجاورة في مكابرة بدوية سخيفة ، لو ساندوا الآخرين ، لما كانت داعش اليوم في سورية والعراق ، ولما كان هناك احتلال أمريكي للعراق، ان البحث عن السلامة عند سنة الموصل حين كانت داعش وقبلها القاعدة تأخذ منهم الإتاوات لسنوات ، ولم يحركوا ساكنا، ولم يساندواالجيش العراقي ،هي التي مهدت لسقوط الموصل بيد الإرهاب الأعمى الذي يكفر الجميع ، كانوا يريدون ابقاء الامر كما هو عليه ولا يسوء اكثر ، الجميع يرى ان هذا ليس من شانه ،ولكن ماحصل بعد ان احتلت داعش المناطق الغربية من العراق ، ان صاروا اول المتضررين ، لقد احتلت مدنهم وخربت البنى التحتية لها، وهجروا ولا يبدوا ان الامر سينتهي قريبا ، فهل سيجمعون صفوفهم ليحاربوا داعش وأخواتها ، ام سيظلون ينتظرون نجدة إخوانهم الشيعة والكرد ، في انتظار ان يحررهم الآخرون .. ، ليتمتعوا بالحرية التي صنعها الآخرون لهم ، الم يظلوا سنة يهتفون ضد السلطة في بغداد بحرية ، من صنع لهم هذه الحرية ، هل صنعها لهم صدام لو داعش ، ام صنعها الحكم الذي يرأسه رئيس جمهورية كردي ، ورئيس وزراء شيعي ؟، على العرب السنة ان يعيدوا قراءة تاريخهم القريب ليستعيدوا دورهم المهم في تحرير مناطقهم،ولا يريد منهم الآخرون شيئا غير هذا ، لان مناطقهم أصبحت ملا ذات آمنة للإرهابيين ينطلقون منها لغزو مناطق الأقليات ، وترويع أبناء الشعب العراقي بكامله، لا احد يريد تهميش دورهم ، عليهم فقط ان يكونوا بمستوى الحدث وينتفضوا ضد الهمجية الخلطية ، التي هي بعيدة عن سنة الرسول (ص).فهل سنشهد هذه الصحوة الحقيقية؟! ، مع كل احترامنا ، لشهدائهم الذين سقطوا في مقاومة صدام والإرهاب ، لكن مانريدة هو التوحد لأجل معرفة العدو الحقيقي لهم ، وتجاوز عقد التاريخ والتحلي بروح الانفتاح والتسامح مع الأديان والمذاهب والقوميات.