23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

العرب أُمَّةٌ أًمَة؟!.

العرب أُمَّةٌ أًمَة؟!.

“لقد مات العدل, وتقُطعت السبل, وأُخفَّي البرِّ, وظهر الشر, ونما الفساد, واستفحل ألعناد,” يُعَزًّ الظالم, ويُذَلُّ المظلوم, ويموت الائتلاف, ويعيش الاختلاف, ويضعف الإيمان, بأكذوبة الأيمان, فينقلب الميزان؛ ليُعَبدَ الشيطان, في زمن الطمع والجشع, وتجارة الحزن والوجع, لشعوبٍ كل ذنبها أنها حرة ولكن؟.
أُسترخِص الإنسان, بأبخسِ الأثمان, في وقت ليس فيه للعدل وجود, والصدق فيه قد تلاشى, وترحل الوعود, يا سادة البترول؛ اتقوا الخالق الجبار, بأُمةِ المختار.
العراق تتمزق أوصاله, على أيدي الدواعش التكفيريين؛ ودواعش الكراسي والمناصب, تُفجَر الجوامع وأضرحة الأنبياء والصالحين, وتختفي الحضارة ويظهر التخلف, وتنتشر الفوضى, ساعين سعيهم الاهوج, ليفرقوا بين دجلة والفرات, ويرسموا للعراق صورة قبيحة, بريشةٍ خبيثة, فتباً لكم يا عبدة الدينار.
 فلسطين تُسحَق بأقدام الصهاينة, أمام أعين الأُمة, ويُقتَل الأطفال؛ وتُحرَق النساء, وتُهدَم المنازل, على رؤوس ساكنيها, وتُهجَر العوائل, ها هي غزة, تحت نيران المحتل الملتهبة تكابر, وهي تعاني من كارثة إنسانية, إنها تصرخ (هل من حاكمٍ ينصفني, وألا من مغيث ينجدني), لا يسمعون, لا يفقهون, أذانهم صماء, عيونهم عمياء, فتباُ لكم يا عبيد الصهاينة.
سوريا تمزقت, ودُورها تهدمت, وأزقتها تاهت, وملامحها تلاشت؛ وهرب أبنائها للنجاة بحياتهم, من بطش داعش, والنصرة, والحرّ, ومن تخبط حكومتها, فأصبحت الأشباح تسكن مدنها, حتى أمست مخيفة مرعبة, فنُصِبت الخيام قرب حدود الدول تستقبل اللاجئين, ليعيشوا في مستنقع الذل, بعد أن كانوا رحماء فيما بينهم, أشداء على أعدائهم, كرماء بضيافتهم, فانقلبت الموازين؛ وصاروا يبحثون عن ثلاثة أمتار من القماش( الخيمة), لتحميهم من ظلم الطبيعة, وبطش القنابل, فتباً لكم يا عشاق الكراسي.
اليمن ليست بعيدة في صورتها عن العراق, فالتقسيم آت لا محالة, الحوثيون يريدون استرجاع كرامتهم المفقودة؛ بأي صورةٍ, فقاتلوا من اجل المبدأ والعقيدة, لكن الحربَ ثمنها غالٍ, ففيها يَقتُل ويُقتَل الشعب, وقادتها غير مبالين, ولا تقل البقاع الأُخرى شأناً, (تونس – ليبيا – الجزائر – لبنان – مصر ), فالحكام فيها يعيشون نشوة السلطة, لا يدركون حجم خسارتهم, وأبناء شعوبهم تُباد بالجملة, وثرواتهم تنهب, وأعراضهم تهتك, فتباً لكم يا عملاء الاستكبار.
أُمة العرب حرّة أبية, نشأت على مبادئ الإسلام, ولكنها لم تدرك, أن هنالك مخططٌ كبيرٌ ومتقنٌ, يسعى له الحاقدون, ليجعلوا منها ذليلة مغلوبٌ على امرها.
تراجيديا غريبة, كُتِبت بدماء الأبرياء, أبطالها حكام غرزوا في جسدنا, بفعل القوى الاستكبارية, فأصبحوا ناراً, وقودها الناس, والدكتاتورية ثمنها الخنوع, والخضوع بالذل المُذِّل, والاستهانة بإرادة الشعوب, كي يصنعوا منا, (أُمَّةٌ أًمَة), مستعبدة مطيعة لسيدها, تُباع في سوق النخاسين, لمَنْ يدفع أكثر!.