الإعلام الصادق هومرآة ومنارة وشجرة وافر بالعطاء وصبوة الخيول الجامحة وصوت الحق والموقف الشريف فإن خرج عن المصداقية ذهبت العلاقات إلى مزالق وابتليت بصواعق وأصيبت بالمآزق في زمن الإعلام الذي أصبح سلاح ذو حدين ودورة الدم التي تجري في العروق، واذا صفت صفا الجسد ونما نمواً طبيعياً، والثاني مكدر يهزل الجسد ويتهالك ويهوى صريع الأمراض والعلل. وواجب الإعلامي الشريف أن يكون مع الحق في سرائه وضرائه وأن يكون صوته المجلجل في الآفاق لردع الشائبة ومنع الخائبة من النواعق والصواعق التي لا تريد لأوطاننا غير الخراب والدمار.. الاعلام الواقعي والسليم والملتزم بميثاق يخط طريقه ويقنن اجراءاته ويتحمل اي اخطاء قد تنتج عن سير عمله.
يلتزم بعدم اثارة النعرات الطائفية إلا القلة القليلة المريضة او الإساءة لأرباب الشرائع والرسل والانبياء والصحابة الاجلاء وهو الذي يبني متابعة الناس ويجدد ثقتهم به ويوحدهم باتجاهه من خلال ما يقدمه من عطاءات خيرة تلم المجتمع و بالإمكان ان يخط دربه باتجاه يكون به نبراسا يستمد منه اصحاب العقول كل معلومة صادقة، وبعدم الخضوع للواقع المعوج ويهتم بنشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تغير وعي كل طبقات المجتمع نحو الامن والسلام وتأخذ بأيديهم إلى الرقي والتقدم في كل المجالات.
من حق الإعلامي أن ينتقد وأن يقدم الملاحظات النيرة وأن يكون عيناً ساهرة مبصرة تتابع الخلل أينما حل، ومن واجبه أيضاً أن يكون سداً منيعاً لدرء الأخطار عن الاوطان، وان يكون العين الساهرة لحماية البلدان لا ان يخطط من اجل اعادة الزمن المرة كما فعلته قناة العربية في سلسلة لقاءات مع ابنة الطاغية صدام حسين بوجهها القبيح في سبق اعلامي باهت كما تتصوره وفارغ من الاخلاق والقيم لترش الملح على الجروح الشعب العراقي وفي محاولة لتبيض وجه حزب البعث الحالم بالعودة ونظامه المجرم بعد تهجر اكثر من 600 الف عراقي من ارضه وسحب جميع المستمسكات الرسمية والاموال المنقولة والغير منقولة منهم ليتركوا في مناطق وعرة وفي اجواء باردة ومثلجة بين السماء والارض بتهم باطلة وقتل اولادهم بعد زجهم في السجون دون اي حق وثم الى المقابر الجماعية، والعدوان على الجمهورية الاسلامية ، واحتلال الكويت، وتجفيف الاهوار واستعمال الاسلحة الكيمياوية ضد ابناء شعبة كما هي حلبجة الشهيدة ، وضحايا الانفال والانتفاضة الشعبانية وحلبجه الشهيدة وتثريم اجسادهم في مثارم المخابرات والامن التي كان يشرف عليها طاغيتهم وعملائه ،
كان على القناة العربية ان تقف معهم للخروج من شرنقة التوترات والازمات الاقتصادية الإعلامية ( بروح عربية ) لا بروح الجهل والحقد الدفين وكما وصفهم الإمام علي (ع) “همج رعاع ينعقون مع كل ناعق يميلون حيثما تميل الريح”، اقلام خبيثة حاقدة ومحترفة مدعوما من قبل جهات خارجية وداخلية معروفة بخبثها وحقدها وحبها للدم كل عراقي شريف يراق واسكات اصحاب الحق،
الاعلام الاعلام العربي وبالذات ” قناة العربية ” المطلوب منه ان يفحص ويمحص ويشخص الحالة العراقية الراهنة بدراية وعناية وحماية شعبه الذي هو في امس الحاجة لمن يقف الى جانبة من اخوانه في ” القومية والدين “، بلا غواية أو الخضوع لإشاعات أو افتراءات أو هراءات. وان أن يكون عقلاً للدفع نحو التحاور مع الآخر بمنطق الأشياء الواقعية ويجاور الحقيقة أينما حلت وارتحلت، وألا تأخذه لومة لائم في فضح الأكاذيب والأغراض ذات النفعية والأنانية. وأن يواجه معه التشويه والتشويش والتهويش بالمعلومة الصارمة و أن يقارع الآخر نداً لند دون انتقاص أو نقصان أو خذلان. ولدينا في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وعقول تمتلك من قوة التصدي وحجة المواجهة وبرهان الحق وبيان الاستحقاق، ولدينا ما نقوله ونرد التضليل و أن نقول ما يفيد.