أطلق ناشطون عراقيون فور صدور تقرير تشيلكوت الأخير عن حرب العراق والذي جاء متناغما مع تقرير ، بيكر- هاملتون ، الصادر عام 2006، محملا إدارة رئيس وزراء بريطانيا السابق ، توني بلير ،عبر معلومات مضللة وتقييمات خاطئة وقرارات مستعجلة وغير مخطط لها ولا لعواقبها الكارثية مسؤولية توريط المملكة المتحدة التي خرجت توا من الاتحاد الأوربي على خلفية مخاوف نقدية واقتصادية من سيطرة دول منطقة اليورو الـ 19 على مجريات اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي ، اضافة الى فضائح كبرى تناقلتها بعض وسائل الإعلام لم تتأكد صجتها بعد تتعلق بالأسرة المالكة وابرزها موافقة ولي العهد الامير ويليام وكيت ميدلتون على تصوير فيلم اباحي وإعتراض المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ، على ذلك عبر مكالمة هاتفية مع ملكة بريطانيا الشمطاء ، اليزابيث الثانية ، تدعوها فيه باسم الزعماء الأوربيين الى الكف عن الفضائح التي تخص العائلة المالكة الأمر الذي أغضب الأخيرة وحاشيتها جدا فوجدتها فرصة مؤاتية لإجراء إستفتاء على خروج مملكتها غير مأسوف عليه من الاتحاد بعد 15 عاما على تأسيسه بحسب ما أشيع ، وعقب خروج بريطانيا المذل من بطولة أمم أوربا كذلك بنتيجة 2-1 امام ايسلندا ،ومطالبة اسكتلندا بالانفصال و بدء محادثات فورية مع بروكسل لحماية مكانتها في الاتحاد وكذلك مطالبة ايرلندا الشمالية بانفصال مماثل عن المملكة العجوز ، أطلق عراقيون على مواقع التواصل الإجتماعي هاشتاجا خجولا جدا ، مفاده #العراق_مطالب_بمقاضاة_بلير ،داعين فيه الى إعلانها مدوية وعلى المستويات كافة لإعادة الإعتبار ولو لمرة واحدة كل عقد من الزمن الى هذا الشعب المظلوم ، إذ من غير الممكن ان ينسى هذا الشعب إعتباره بالمرة وقتلاه من جراء هذه الحرب غير المتكافئة التي أعقبت حصارا ظالما امتد لـ 13 عاما ، اكثر من مليون ونصف المليون اضافة الى 3 ملايين جريح ومعاق، و6 ملايين نازح ومهجر ولاجئ داخل العراق وخارجه فضلا عن 10 ملايين عراقي تحت خط الفقر بواقع 32 % من مجمل السكان وسرقة 1000مليار دولار من خزينته !! وقاضوني كل سنة مرة ، حرام تنسوني بالمرة ، حرام وهشتكنا وبشتكنا ياااااريس ..ياااااريس !! مع الإعتذار لمطرب الثائرين ، سيد درويش .
نعم العراق مطالب اليوم بمقاضاة بريطانيا عن الحرب العبثية التي أشعلت أتونها بمعية ، أميركا ، وقيادتها الجمهورية غير الحكيمة آنذاك بزعامة ثلاثي المرح أمام الكاميرات ، ثلاثي الشر الى حد اللعنة على ظهور حاملات الطائرات ” بوش ، تشيني ، رامسفيلد ” وبما أن ساسة العراق الحاليين ممن وصل أغلبهم الى سدة السلطة ببركة هذا الغزو الغاشم المبني على أوهام بحسب تشيلكوت ومابني على باطل فهو باطل وبما ان بعضهم – قد لبس النعال بعد ان كان يمشي حافي القدمين متعثر الخطى بين أكوام النفايات ذات يوم ملكا – لن يخطوا مثل هذه الخطوة الجبارة او مجرد التفكير بها برغم إنسانيتها وأخلاقيتها وعدالتها ، لذا فأن ضحايا هذا العدوان الغاشم وهم بالملايين مطالبين اليوم برفع دعاوى قضائية على طوني او توني او سوني بلا .. لير في أروقة المحاكم الدولية !! أعلم يقينا بأن تلكم المحاكم خاضعة لسطوتهم ونفوذهم إلا أن معظم النيران من مستصغر الشرر ولابأس بالمحاولة ، فكم من حصاة صغيرة حطمت زجاجا كبيرا .
وفيما قدم زعيم حزب العمال البريطاني ، جريمي كوربين ، إعتذاره في أعقاب نشر التقرير الذي يقع في 12 جزءا تتضمن 2.6 مليون كلمة بشأن الحرب على العراق ، مضيفا ، ان ” الاعتذار يستحقه أولًا شعب العراق الذي فقد مئات الآلاف من الأرواح ولا تزال البلاد تعيش عواقب مدمرة للحرب كونها اخطر كارثة في السياسة الخارجية خلال السنوات الـ60 الماضية ، ان قرار خوض الحرب كان وصمة عار على حزبنا وبلدنا” ، اكتفى – مشعول الصفحة والصحيفة – توني بلير بالاعتذار لـ 197 علجا بريطانيا نفقوا في العراق رافضا الاعتذار للعراقيين !! .
وبينما استعرضت اذاعة ،مونت كارلو ، نماذج من تغريدات العشرات من العرب والفرنسيين المطالبة بمحاكمة بوش وبلير عن حرب العراق ، لفت انتباهي أكثر وأرعبني أكثر وأكثر حقيقة لا توهما حجم اليأس الذي وصل اليه العراقيون بمختلف شرائحهم ومدى الإحباط الذي تملكهم عقب نشر التقرير والهاشتاج الذي تلاه ، حيث رصدت مئات التعليقات لمثقفين واعلاميين وأكاديميين عراقيين على الهاشتاج الخجول معظمها كان يؤكد إستحالة مقاضاة بلير وبوش وبقية شلة – الجماجم والعظام – وعدم جدوى مقاضاتهم بعد فوات الآوان، في مفارقة عجيبة وغريبة ، إذ كيف يتسنى لنخب تمثل شعبا ظلم كل هذا الظلم الساحق الماحق الذي لم يشهد له التأريخ مثيلا قط ان تقول مثل هذا الكلام المثير للجدل ، المتشح بالحزن والخنوع في آن واحد .
ومما رصدته من تعليقات النخب الصادمة : ” بعيد اللبن عن وجه مرزوك ، انهم يعاملون هذه الشعوب كعبيد ، فهل سيستمعون الى اصوات العبيد ؟!!” و ” شعبنا لم يصل الى هذه المرحلة بعد ” و” هو اكو شرفاء حتى يحاكمون؟” و” فعلا انها أحلام العصافير ولكن لا بأس بأن نحلم ونتمنى بمحاكمة زيد وعبيد وبلير ولكن الاولى بنا محاكمة سبب دمارنا.. واعني بذلك ساستنا !!” و” هذا يا شريف يسويها.. الشعب جاهل بحقوقه” و ” من الذي يقاضي ، بريطانيو الجنسية في سدة حكم العراق ؟!” و” ليحاسب الشعب ويقاضي من سرق البلاد وفجر العباد وفخخ وزرع الفتن بينهم اولا ومن ثم يقاضي بلير!!” و ” هذا حلم ، ليتنا نحاكم أنفسنا قبل كل شئ !” و” من الذي سيقاضي، من سرق أموال النازحين أم الذي شفط وبدد 1000 مليار دولار؟؟ ” .واحد من أجمل التعليقات التي وصلتني من أحد الناشطين المهتمين بمحاكمة بلير وبوش بخلاف من ذكرت آنفا كان وبرغم سخريته الظاهرة ، صادقا في بعض جزئياته ومحفزا كذلك خلاصته : ” عزيزي الشعب – العوووراقي – العظيم بحاجة للتثقيف بمن هو توني بلير أولاً!” .
رددت على المخذلين ولا أقول المتخاذلين وعلى اليائسين والمئيسين ولا أقول الفارين ، لنبدأ ببلير أولا كي نثبت للعالم بأننا شعب حي لم يمت بعد برغم كم الدمار الهائل الذي لحق به وسنقاضيهم تباعا ، اليوم بلير وغدا مقاضاة الآخرين لأننا ان لم نبدأ الان وليس غدا بذلك فلن يقاضى أحد بعد اليوم على الإطلاق وذلك لعمري بمثابة كفر بواح بكل القيم والمبادئ والمثل الوضعية والأنسانية والسماوية ، من سيحاكم بلير ليس الإنتهازيون والوصوليون والنفعيون ، قطعا لا ، من سيحاكمه ذوو الضحايا المغرر بهم وبالأخص اذا ما علموا ” وأقولها بمنتهى الأسى والأسف الشديدين ” انهم سيحصلون على ملايين الدولارات من جرائها كما هو متعارف عليه دوليا في حالات مماثلة حول العالم ، توكلوا على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، المحامون والحقوقيون والناشطون في مجال حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني دورهم مهم جدا في هذه المحاكمة العادلة ، يباركهم الرب ومن ثم يحفزهم ولا اقول يساندهم تقرير تشيلكوت الأخير الذي لم يترك مساحة او يفسح مجالا لمقاضاة – ذئبه الأشقر المتورط بدماء العراقيين ..موووو عيب الخال وابن اخته – وماضاع حق وراءه مطالب ياخلق الله ، صدقوني وليسمع العالم . اودعناكم اغاتي
