23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

مُتَجَمِّعَاً بَينَ اِرْتِعَاشِ الْقلبِ وَالذِكرى
وآهاتِ المَراثي والضَياعْ
كَنْتَ اختَصَرتَ مَسافةَ الصُّبحِ الْعَفِيفِ مُزنّراً
بعناقِ مَن وَلجَ اللهيبَ مُحَمحِماً
وبيان مَن بَلُغَت رؤاهُ شهادةً للمبصرين
لتعدّ من لَدُنِ الجراحِ قوائماً
للكاشفينَ عَزاءَهم
والواقفينَ اليكَ حّدَّ الانتظار
فلا تطعْ مَن أوقدوا فينا القِلى*
او تَستَديرَ الى سلالةِ إفْكِهِم
بنبوءةٍ مَنْ تُرَّهَاتِ حُروبِهِم
او مِن مكائدِ سِحرِهم
او ما تَدلّى مِن رَبابَةِ جَهلِهِم
كي يرفعوا ثوب المهانة مصحفاً
جهراً وكل رعاتها
“صُمٌّ ذوو اسماعٍ
بكمٌ ذوو اقوالٍ
عُميٌ ذوو ابصارٍ”*
2
سَقَطَ العَويلُ فلا تُرَمِّمَ ضائِعا
وتُخيطَ مِن اِرثِ الرَّمادِ صوامعا
عَلَّ العُبورَ الى الضِّفافِ الحانِياتِ مكيدةٌ
لكن مَعدنَكَ المُبَللُ بِالدماء
فَيضا يَفيضُ على تُخومِ الارجوان
كيما يُضرجَ صُبحَهُ
بِمديحِ غابٍ مِن أمانْ
قد كنتَ في نَصلِ الصباحِ وميضَهُ
فارفَع الى فَمِكَ النشيدَ وطُشَّنا
قَمحا على صَدرِ الزّمان
3
إنّ عنوانَ البقاءِ…
طلقةٌ أخرى على راسِ خريفِ الارتباكْ
فالصبا ولّى
وما وَلّوا عَليهِ غيرُ أولادِ الذئابْ
كم خريفٍ طعمهُ العلقمُ والموتُ الزؤامْ
منذُ ان شدّوا على اُنثى الكلابْ
سَرجَ اِكسيرِ الاماني والخداع
مثقلٌ انتَ بمتراسِ البقاءْ
وهُمُ الديكُ الذي يَعلنُ في كل صباحْ
رَبنا زِدْ فَحشنا يُسراً لنَثري
سعةً في طمعِ الدنيا
وتِيهاً وغِوايةْ
**
طارق الحلفي
ــــــــــــ
* القِلى: الحقد؛ البغضاء؛ الشحناء
** من قول للإمام علي وهو يخاطب أهل الكوفة