تحركات دبلوماسية جديدة، مابين طهران وعمان، وآخرها الرياض يخوضها أصحاب الرئاسات الثلاثة. خطوة وصفها البعض بالايجابية، وآخرون تحفظوا عن التعليق. إعادة العلاقات الخارجية من المهام الرئيسية في جدول حكومة ألعبادي الشابة.
لماذا إيران بالنسبة للعبادي؟ لأنها البلد الحليف الأول، من منذ التغيير السياسي عام 2003م. وما تلعبه طهران في السياسة الإقليمية، ودورها البارز، يحتم على العراق بناء جسور ودية ممتدة بين العاصمتين، وذلك للقرب الإقليمي والأيدلوجي بعض الشيء.
أما معصوم واختياره للسعودية، يرجع ذلك إلى شد أوتار الخلاف القديم بين العراق والسعودية، عندما استضافت الرياض، القواعد الأمريكية وتحضيرها لعملية “عاصفة الصحراء”. بالإضافة إلى ترسبات سياسة الحكومة السابقة من قطيعة وجفاء بين الطرفين.
للسعودية أيضا دورا ايجابيا في تهدئة الساحة السنية، وخصوصا المناطق المتأججة أمنيا. وما تراه الحكومة العراقية، في تبادل وجهات النظر بين الحكومتين يعزز الاستقرار النسبي لهما.
الحكمة من العلاقات الدولية، في كسب الرأي العام الدولي، مهم جدا للبلدان المماثلة للعراق. ما شاهدنا في حرب غزة الأخيرة، من تحركات فلسطينية قادها السفير رياض منصور، ممثل فلسطين في الأمم المتحدة، قد قلبت الطاولة على إسرائيل، وجعلتها تخسر الحرب إعلاميا وعسكريا جراء تعاطف الرأي العام العالمي.
أما الثماني سنوات الأخيرة، من عمر العراق، لم نشهد أي تحرك دبلوماسيا مهم قامت به الخارجية العراقية. في كسب التأيد الدولي ونحن نخوض اشد أنواع الحروب قذارة مع العصابات الإرهابية.وكما قال الشاعر نزار قباني قبل أكثر من خمسين عاما للعرب أقولها ألان:
خمسة آلاف سنة
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئ الذباب
يا أصدقائي:
جربوا أن تكسروا الأبواب
فالناس يجهلونكم.. في خارج السرداب
الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب.