لا تستغرب عزيزي القارئ لعنوان هذه المقالة , فبعد خسارة منتخبنا الوطني وخروجه المبكر منها في ذيل قائمة الفرق الثمان المشاركة وهو خروج مخزي بضوء كل الاعتبارات , فقد فاز العراق من خلال الحكم الدولي العراقي مهند قاسم الذي قاد المباراة الاخيرة التي اقيمت امس على استاد الملك فهد الدولي في الرياض بحضور 60 ألف مشجع اغلبهم من السعوديين , فقد استطاع الحكم العراقي من قيادة المباراة بدون اية شائبة تذكر ولم يلتفت او تهزه اهمية المباراة والارض التي تقام عليها وجنسية الفريقين , واتسمت مواقفه بالشجاعة والموضوعية واثبات قدرة العراقيين بجدارتهم عندما تتوفر لهم الفرص المناسبة لذلك , لقد حاول الجمهور التأثير النفسي على الحكم لاحتساب ضربة جزاء للفريق السعودي لتنقله من حالة الخسارة 2-1 أمام قطر الى التعادل لكي يستفيدوا من الوقت الاضافي او ضربات الجزاء ولكنه لم ينظر الى الجمهور بل نظر الى مجريات اللعب وضميره المهني وسمعة بلده غير مكترث لأية ضغوطات , وانتهت المباراة بوقتها الاصلي بحقها المشروع ولم يتردد قط في اظهار البطاقات الصفراء لكل اللاعبين الذين استحقوا ذلك ولم يعترض احدا على قراراته لأنها كانت بمحلها الصحيح , وبذلك حضر العراق في النهائيات باحترام الجميع رغم غياب منتخبنا الوطني الذي لا يزال القائمين على شؤونه مختلفين في اسباب الاخفاق بالخروج المذل والمبكر والذي لا يتناسب مع مكانة بلدنا كرويا وسمعته في بطولات الخليج بالذات , واثار اداء حكمنا الوطني ارتياح لجنة الحكام بالبطولة التي حرصت بالتنسيق مع اللجنة المنظمة على اختيار طاقم تحكيم خليجي لإدارة المباراة النهائية ، ليكون خليجيا خالصا وعدم الإستعانة باي من الحكمين البولندي مارسيل فيليب والأوزبكي فالنتين كوفالينكو اللذين أدارا مباراتي الدور قبل النهائي , ان نجاح الحكم العراقي في هذا المحفل الذي تحسب له ملايين الحسابات لدى الاشقاء في الخليج تثبت بان العراقيين لديهم قدرات فائقة في البروز في الاداء الفردي سواء في كرة القدم او في الفنون والعلوم والآداب ومختلف مجالات الحياة , ولكن عطائهم وابداعهم يقل في العمل الجماعي ولعل ذلك يعود الى سوء الادارة والقيادة التي يبدو اننا نعاني منها منذ عقود وليس سنين , نقول هذا لمن يعنيه الامر في حالة توليه زمام الامور في العراق في يوم من الايام اذا كان يريد ان يشخص المشكلة الحقيقية في اسباب عدم حدوث التطور في بلدنا , وبغض النظر عن هذا التشخيص نبارك للعراق بحكمه الناجح مهند قاسم كما نبارك للمساعدين الذين آزروه من تحقيق هذا التفوق من الطاقم التحكيمي , ونتمنى ان يستفيق الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم من كبوته الاخيرة فيحقق انجازا يليق بالكرة العراقية على اساس الاستحضار والتدريب وليس الاناشيد و (…..) في نهائيات امم آسيا 2015 في استراليا وسط الانشقاقات والانسحابات التي يشهدها هذه الايام .