23 ديسمبر، 2024 10:32 ص

واقعنا يتأزم ويتغير من خارجنا, لا دور لنا في حراكه, مصيرنا مقرر في غيابنا, الوطن ورقة يلعبها الجميع, بين خاسر لها او رابحها, ان كنا على قدر مقبول من المسؤولية والوعي الوطني, علينا ان نمسك بالخيط الذي يشدنا الى حتمية المتغيرات التي ستكون حاسمة في بعض مفاصلها ومؤجلة في بعضها, العراق مقبل على هزات ومتغيرات لا خيار له فيها, هذا سيحصل في هيكل العملية السياسية, تفكيكها واعادة تغيير مواقع البعض منها والغاء البعض الآخر مع اضافات جديدة, مسعود البرزاني وعائلته وحزب عشيرته, ستوضع نقطة في نهاية سطره وينسى, كتل التحالف الوطني الشيعي ستهتز بهم ارض المتغيرات ويترك مدها بعضهم على شواطيء الأفلاس التام, كتل المكون السني خذلت جمهورها وتركته يعاني الهاوية وتركتها التطورات تتعثر خلف الأحداث.
عندما تسقط الفأس على رؤوس رموز الفساد والخذلان فالشعب ليس لديه ما يخسره او يأسف عليه لكنه وبالضرورة ان يُكيف ادواره لتغيير الممكن في مجرى رياح التحولات ويفرض ارادته الوطنية واقعاً لا يمكن للمتدخلين القفز عليه, وهنا تبرز بعض الخطوات التي يجب اتخاذها منهج ودليل عمل.
1 ـــ بعد سقوط مرحلة مسعود البرزاني, المتاجر الأكبر بالكراهية والفتن, على النخب الوطنية من مثقفين وسياسيين ومنظمات مجتمع مدني ورأي عام عراقي, ان تبادر لفتح صفحة جديدة للتسامح والتأخي بين مكونات المجتمع والأهتمام بأعادة نسيج الروابط المصيرية وتمتين تقاليد التضامن ووحدة المشتركات بين عراقيو الجنوب والوسط واشقائهم عراقيو الأقليم الكردي في بيئة وطنية تلتقي داخل خيمتها جميع المكونات العراقية في اجواء صحية من الثقة ورغبة التعايش السلمي والصدق والعدالة والأمان.
2  ـــ هناك كتل من داخل التحالف الشيعي, لا يمكن تحديد هوية علاقاتها الخارجية وادوار تبعيتها لكن اليقين يتهمها, بعضها لعبت ادوار الطابور الخامس لدكتاتورية العائلة البارزانية اضافة لشراستها في سرقة وتهريب الثروات الوطنية واصبحت مراكز نافذة في منظومة مافيا الفساد وفقدت ما يستر عورات انحطاطها, هنا على المتبقي من الأعلام الوطني ان يمارس دوره في فضحها بالوقائع وتهميشها وتسفية المتبقي من ارصدة اعلامها ومسرحة علاقاتها الكاذبة مع التاريخ الكربلائي لـ اهل البيت (ع).
3 ـــ العمل النشيط الرصين اعلامياً للوصول الى عمق الحراك الجماهيري المتظاهر من اجل الحقوق المشروعة وتحرير صفوفه ومطاليبه الوطنية من تاثير العناصر المدعية ذات التاريخ الأنتهازي والوجوه المتعددة والتي الحقت اضراراَ فادحة بالشرف الوطني لمتظاهري بغداد والجنوب والوسط واصبحوا غطاء للتستر على همشرية وغطرسة وفساد مسعود البرزاني وحزب عشيرته ولعبوا دور بيشمركة ثقافية تحت التصرف, تلك الكتيبة المؤدلجة بالغباء والأنتهازية والذيلية يجب تفكيكها بأدوات الوعي الوطني.
4 ـــ في سياق التحولات, على الوطنيين من مثقفي وسياسيي العراق وبشكل خاص من خارج الوطن وبالتنسيق مع داخله, ان يلعبوا ادوارهم التعبوية المناسبة في تحريك الأوضاع في الأتجاه الذي يخدم شعبهم ووطنهم, ان تصب مقالاتهم وتحليلاتهم وبحوثهم وجميع وسائل اعلامهم في سواقي التسامح والتضامن ووحدة المشتركات والأخاء الوطني بين جميع مكونات المجتمع وفضح تجار الكراهية والفرقة والتقسيم ونبذ الفساد واللعب على حبال الأرهاب.
هناك صراع مدمر بين المصالح الأمريكية والأيرانية, كما ان هناك استهداف للعراق الذي تشكل جغرافيته وثرواته والعمق الحضاري لشعبه قلقاً تاريخياً للأنظمة الأقليمية, اطراف العملية السياسية, تشكل اختراقاً خطيراً للمشاريع الخارجية, عائلة مسعود وحزب عشيرتها اختراق تاريخي منهك للدولة العراقية والسيادة الوطنية, النخب التي تدعي تمثيل المكون السني احتل شرايينها الخبث الطائفي, اغلب الرموز التي تنتحل تمثيل عراقيو الجنوب والوسط جعلت من العراق علفاً للمذهب, عندما ندرك تلك الحقائق, سندرك معها حجم المهام التي ستنهض بها الحركة الوطنية العراقية, في هذه الحالة على بنات وابناء العراق ان يجففوا بؤر الفساد والأرهاب وزيف التقوى ونفاق سيماء الأيمان وكذب دموع تماسيح البيوتات المبجلة ويجففوا مستنقع العملية السياسية فالعراق يغرق بها وبهم .