23 ديسمبر، 2024 1:52 ص

العراق (يعلم) الى اين؟؟؟

العراق (يعلم) الى اين؟؟؟

1 ــ الكثير من كتابنا الأفاضل, يتسائلون بمرارة “العراق الى اين؟؟”, من يجس نبض الأرض, يشعر بسخونتها في ساحات التحرير, والأول من تشرين 2019, كان الخطوة الأولى على الطريق, في ارواح ودماء الشهداء والجرحى رسمت الأشارات والعناوين, ونقطة اللحظة التي ستكتمل فيها حتمية الأتفجار, سلمية الأنتفاضة قد ادت رسالتها, ومجانية الموت العراقي لم تعد له ضرورة, بعد ان رسخت الوعي ظاهرة مجتمعية, على كامل الجسد العراقي, حتى بعض المناطق, التي كانت خاملة نسبياً, ايقضتها بسالة الثوار, وحركت فيها دماء التغيير الوطني, فكانت التظاهرات في بعض المحافظات الشمالية, استجابة وطنية غير مسبوقة, لثورة الأول من تشرين, في محافظات الجنوب والوسط, انهم ايضاً “يريدون وطن” يضمن لهم كرامة العيش الأمن, الى جانب اشقاء لهم في العراق.

2 ــ صمت الأر ض يهمس لساحات التحرير, ان كارثة الجوع تقترب من كارثة “الكرونا”, الأندماج بين الكارثتين, ستظهر اعراضه على الواقع العراقي, معها تنضج الضروف الذاتية والموضوعية لحتمية التغيير, اصابات الفوضى والتفكك ستنال من الأجهزة الأمنية, ثم التمدد الى ضميم بيوتات مثلث الأزمة (شيعية وسنية وكردية) فيختل التوازن, ويأخذ التآكل في مفاصلها مأخذه, ولم يعد بالأمكان ترميم البيوتات المصابة, بعضال الفساد والأرهاب المليشياتي, بعكسة الطرف الضحية (الشعب العراقي), فأهدافه واضحة رصينة ومباشرة, هنا يأتي دور ثوار الأول من تشرين, عندما تدق اجراس كارثة الجوع والأذلال, معلنة حتمية التغيير الذي لا يمكن ان يحدث, الا بأسقط حكومة الفساد والأرهاب, حينها سيخترق الذين لا يخسرون في المواجهات المصيرية سوى جوعهم, جدار بيوتات الأنحطاط , ليفتحوا فيها ثغرات نهايتها المخزية..

3 ــ غداً سوف لن يبقى للحرب الأهلية متسعاً, اذا ما حمل الجوع السلاح, خاصة ان اغلب قواعد الأجهزة الأمنية, ومليشيات الحشد الشعبي, لم تجد مبرر للتضحية, وهي ترى عوائلها وقد سقطت في هوة الجوع ايضاً, انذاك ستكون جبهة الجياع, اكثر عدد وعدة, واكثر تنظيماً وثباتاً وجاهزية للحسم الخاطف, في مواجهاتها بيوتات متخمة بفساد المحاصصة, الجياع كغيرهم من افراد المجتمع العراقي, قد لا يملكون رغيف خبزهم, لكن بيوتهم لا تخلوا من ادوات الدفاع عن حقهم في الحياة, وسلاح الجياع في هذه الحالة, لا وقت له لأنتظار الحرب الأهلية, ولا حتى لسلطة القانون, انها لحظة النهاية, التي صنعها الفاسدين لأنفسهم, اللصوصية والفساد باطل لا يملك قضية, كمن خلع الزيتوني ليعتمر عمامة الشيطان, للجياع دائماً قضية, وللمسروق كامل الحق في إسترجاع ملكيته, خاصة اذا كانت وطن.

4 ــ ثوار الأول من تشرين 2019, واضحون مع انفسهم وبعضهم, عندما تصدروا الحراك المجتمعي, سواء ان اصبحوا تياراً او مجموعة احزاب تتنفس برئة الوطن, لا تستطيع مجاميع الأنتهازية القديمة, وصيادي المكاسب السريعة اختراقها, مهما غيرت عناوينها, وبحكم خبث تجربتها في الألتفاف والأحتواء والخذلان, تبقى الأخطر على وحدة الحراك وتماسكه, كفائة الثوار على انجاز ما اوصت به ارواح الشهداء ودماء الجرحى, في التغيير الوطني, تبقى الحقيقة التي لا تنضب طاقاتها, العراق يقف اليوم جاهزاً حول ساحات التحرير, يراقب بوصلة التطورات, ماسكاً خيوط البدايات حتى نقطة اللحظة, ويعرف تماماً ما يريد, وكيف يجمعهم امام عدالة السماء والأرض, وفي حضرة العراق يستنطقهم السؤال, من اين لكم كل هذا وذاك؟؟؟, ويضع العراقيون اخيراً, نقطة النهاية خلف آخر سطر من تاريخهم المحتال, وتنتهي حكايتهم وزيف عقائدهم.