في الوقت الذي يعاني فيه العراق من سوء الخدمات والنقص في الكهرباء وشح في المياه وتردي البنى التحتية المتهالكة وعدم بناء مشاريع عمرانية او سكنية جديدة وعدم اصلاح شبكات الطرق والمجاري والجسور وعدم اعادة المصانع والمعامل الحكومية المدمرة ، فان أهم أولويات حكومة السيد عادل عبد المهدي، هي ايران ، فقد منحت الحكومة ايران اربعة مليارات دولار عدا ونقدا، حملها معه روحاني في ختام زيارته الاخيرة للعراق ، ونحن هنا لانعرف لماذا تم اعطاء ايران هذا المبلغ الضخم ، واذا كانت الحكومة تقول انها ديون ، فعن أي شيء ومقابل ماذا وماهي الخدمات او المشاريع العملاقة التي قدمتها ايران للعراق حتى يتم منحها هذا المبلغ الكبير ، كما ان الحكومة العراقية لم تفصح عن اي تفاصيل ، خصوصا اذا ماعلمنا ان العراق كل اتفاقياته التجارية والأقتصادية ، تقضي بعدم دفع المبالغ لاي مشروع دفعه واحد ، وانما على دفعات ، وحتى القروض يتم دفعها على مدى سنوات طويله ، فاذا كان هذا المبلغ الضخم هو عن ديون خط الكهرباء الايراني ، فهذا بحد ذاته يعتبر كارثه حقيقية لان هذا المبلغ الضخم يكفي لبناء اربع محطات كهربائية عملاقة ، تفضي تماما على شح الكهرباء في العراق ، وليس فقط مبلغ لتاجير خط كهرباء متعب وضعيف ، وهنا نتسائل من هي الجهة المخوله بهذا القرار ومن هو الذي قرر وأمر بدفع هذا المبلغ ، ونحن اليوم بامس الحاجة للاموال من اجل اعادة اعمار البنى التحتية واهمها الكهرباء والخدمات الاساسية خصوصا المحافظات المحررة ، التي دمرت بناها التحتية بالكامل ، وان مدينة الموصل وحدها تحتاج الى مايقارب مئة مليار دولار لاعادة اعمارها وان الحكومة العراقية التي لم تعيد بناء اي شي حتى الان ، خصصت مبلغ 150 مليون دولار فقط في ميزانية هذا العام لمدينة الموصل ، لان من اهم اولويات الحكومة هو دفع ديون ايران وليس لتحسين الخدمات والبنى التحتية المتهالكة ، كما ان الحكومة العراقية وخلال زيارة الرئيس الايراني روحاني لم تطالب بالتريث بتاجيل دفع الديون او على الاقل تقسيطها حتى لاتشكل عبئا على كاهل الاقتصاد العراقي ، والحكومة العراقية لم تطالب بحقوقها المترتبة على ايران ، مثل حق العراق بالمياه وعدم قطع المياه عنه من ايران في نهر ديالى ، كما انها لم تطالب الجانب الايراني بأرجاع او تعويض العراق عن ثلاثة وثلاثون طائرة عراقية من نوع بوينغ تابعة للخطوط الجوية العراقية كان العراق قد اودعها في ايران كأمانة بسبب الحرب واستولت عليها أيران بالكامل ونقضت بأتفاقها مع العراق واعتبرتها جزءا من غنائم الحرب التي جرت في الثمانينات ، ووصل الانبطاح الحكومي الى درجة انهم كانوا فقط يلبون شروط ومطالب روحاني دون نقاش وعدم المطالبة بمطالب وشكاوي العراق مع ايران ، وكان ذلك واضحا عندما اجتمع الرئيس الايراني باغلب المسؤولين ، وقد تزامن هذا ايضا مع تصريحات مثيرة لمسؤولين ايرانيون كبار قالوا بأن ايران هي التي أسست الحشد الشعبي، وكانما المرجعية الدينية في النجف ليست هي من اصدرت فتوى الجهاد الكفائي والتي على اثرها تم تشكيل الحشد الشعبي ؛ وكان اولى بالحكومة العراقية التي التزمت الصمت حول كل هذه المواضيع أن لاتدفع لايران هذا المبلغ الضخم على الاقل في الوقت الحاضر ، لان وضع العراق الاقتصادي واستنزاف ميزانيتة على الاعمال العسكرية الضخمة ، لايسمح له الان بدفع اي ديون الى حين اتضاح الصورة النهائية ، او ان تتم جدولة هذه الديون المفترصة والغامضة حتى يتمكن العراق من استعادة وضعة الطبيعي واقتصاده المتهالك. ويبقى الشك والغموض يحيط هذه التنازلات المالية ، لان الحكومه لم تقدم تبريرا لدفع هذا المبلغ الضخم حتى الان .
كما ان الجانب الايراني اكد ذلك وبات يصرح علنا ويفتخر بانه استطاع أن ياخذ من العراق اربعة مليارات دولار دفعة واحدة دون ان يعترض سياسي عراقي واحد على هذا الموضوع ، حيث قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني ، إن بلاده تسلمت 4 مليارات دولار من ديونها على العراق خلال الزيارة التي قام بها الرئيس حسن روحاني، قبل أيام إلى بغداد.
وأوضح محمد جواد جمالي نوبندكاني، في تصريحاته، أن إيران تسلّمت فعلا من الحكومة العراقية 4 مليارات دولار من ديونها ، مبينًا أن بغداد أكدت لطهران أنها لا تقف مع العقوبات الأمريكية القاسية وهناك محاولات كثيرة من قبل الحكومة العراقية للالتفاف حول العقوبات الامريكية لمساعدة طهران ، رغم ان اغلب السياسيين قالوا بانهم سيقفون على الحياد. وكان روحاني خلال زيارته ، التقى كبار المسؤولين العراقيين ، واجتمع بكل مجموعة على حدة وهذا بحد ذاته يوضح لنا الى ان الحكومة العراقية ليست صاحبة قرار ولاتملك القدرة على اتخاذ قرارات وطنية حاسمة .
وقال وزير الطاقة الايراني بشأن الديون المترتبة على العراق، قمنا خلال السنوات الماضية بتصدير الكهرباء الى العراق بقيمة اكثر من 6 مليارات دولار، حيث تم تسديد اكثر من 5 مليار دولار، كما جرى اتخاذ الترتيبات المناسبة لتسديد المبلغ المتبقي ولن توجد مشكلة في هذا الشأن.
وهنا هو السوال الاكبر ،، لماذا دفعت الحكومة العراقية لايران مبلغ اربع مليارات دولار اجور كهرباء ولم يتم بناء محطات كهربائية عملاقه بهذا المبلغ الكبير كما ان الخدمة الكهربائية التي قدمتها ايران للعراق كانت رديئة جدا ولاتستحق هذا المبلغ الضخم ، وان تزويد ايران للعراق بالكهرباء كان فقط لمحافظة ديالى او البصرة ، وليست لعموم محافظات العراق ، والدليل ان اهالي البصرة خرجوا بمظاهرات عارمة في الصيف بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء ، وان هذا الخط الايراني المتهالك ، كان دائم الانقطاع وانه ضعيف جدا ولايلبي حتى تشغيل الاجهزة الكهربائية للمواطنين ، وانه ينقطع لساعات طويله ، فهل هذا الخط الرديء يستحق ان يدفع من اجله اربعة مليارات دولار ، لا بل خمسة مليارات استلمتها ايران عدا ونقدا من العراق حسب تصريح وزير الطاقة الايراني .