19 ديسمبر، 2024 2:46 ص

العراق يشكو همه الى أمير المؤمنين عليه السلام

العراق يشكو همه الى أمير المؤمنين عليه السلام

بين الأمس واليوم كنا ندعو ونتضرع, متى نخرج من قهر النظام البائد؟ سنوات كأن لا صبح بعدها؛ نسير فيها بطريق مظلمة ملئ بالعثرات، نتحسسها بأقدامنا؛ خشينا السقوط، أو أن نعثر بحجر لا نبصره, لا نرى فيها حتى بصيص النور فننظر بعقولنا، لعلنا نعثر على سراج أو قبس, كنا في عالم لا يُبصر فيه إلا الأموات, ونحن أحياء فيه هائمون، وإذا بالصبح قد تنفس، ونحن فيه مبصرون, فإذا الفجر آت وكنا له طالبون.
انجلت غمة النظام البائد بصَدامه وصِدامه, وذهب مجانين البعث أدراج الرياح, وإنبلج الصبح وإذا بنا كالأسود منتفضين من أقاصي الجنوب, ننفض تراب الحكم الجائر؛ مشمرين عن سواعدنا, نقصد بر الأمان والإطمئنان، أو مَن كانوا بين الظلمة والنور، منتظرين الفرح والسرور يدخل قلوبنا مستبشرين؛ وما أن آلت الأمور الى الأحياء الذين يوالون علياً أمير المؤمنين,”عليه السلام” يطلبون عدله ودولته وعدالته؛ ويقصدون الحق، ويفرون من الباطل إليه.
لكن علياً هو الحق فهل تعرفون؟ الحق الذي قال فيه النبي صلواته تعالى عليه وآله: ( يا علي، لا يعرف الله إلا أنا وأنت, ولا يعرفني إلا الله وأنت, ولا يعرفك إلا الله وأنا ) مدينة المعاجز (ج2ص69( محال ما تقصدون يحسبه الظمآن ماء فقصدتم إمرأة طلقها علياً بثلاث، فهل أنتم مطلقون؟ بل قصدتم المرأة المطلاق, تطلبون متاعها، تلهثون ورائها؛ وتزوجتموها بشرطها، والعصمة بيدها, وما أن قضت حاجتها منكم, طلقتكم فبانت سوأتكم.
إستأثرتم بالمال العام بالباطل, شرعتم القوانين والإمتيازات لكم حصراً, وتركتم الشعب، يلتحف الفقر والعوز, وجعلتم مال الله بينكم دولاً, كأن دمكم أزرق ودمنا أحمر أفلم يأتكم أن علياً أمير المؤمنين “عليه السلام”, ساوى بين نفسه، وقنبر خادمه في العطاء, حتى خرج عليه طلحة والزبير ناقمين؛ بأن لهم الفضل والسابقة في الإسلام فتركتم عيال أمير المؤمنين, وأخذتم بالعطاء بينكم, بعد إفراغكم خزينة العراق، وجعلتموها خاوية, بين صفقات الأسلحة المريبة, ورواتب لكم بأرقام فلكية.
بالطول والعرض يستوقف الحديث، والشعب بين فقر مدقع, وبطالة، ونساء أرامل، وأمهات ثكالى, وأيتام دون رعاية كل ذلك من سوءاتكم وفسادكم, واليوم جئتمونا تعالوا لنتقشف تباً لكم وصبر جميل, والله المستعان على ما تصفون، وإنا نشكوكم الى علي أمير المؤمنين “عليه السلام” لما وجدنا منكم, يا ساسة الصدفة, ولا نبرئ ذمتكم, والآخرة لن تنالوا جنتها، لأن علياً قسيم الجنة والنار، فعندما يتعلق الأمر بالشعب، يكون هناك شح ونفاذ، ألا ساء ما تحكمون. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات