قد يقول البعض ، لماذا هذا التجني على على سكان اغنى واعرق بلد في العالم ، اقول للمعترض ، بسبب كون العراق كجغرافية وكموقع وكخزان للثروات، شعبه يريد ان ياكل ولا يعمل ، يريد ان يبقى في مكانه لا يغادره الى امكنة ارحب ، وقبل الخوض في اي تفسير ، اقول لنفسي ولغيري من العراقيين ، اردتم وانا منكم تغيير النظام السابق ، وعمل كل منا جهده للتغيير ، ولكن لم نستطع الوصول الى الهدف ولاسباب معروفة لا تحتاج الى الشرح ، ولكن بغض النظر عن وسيلة سقوط النظام ، فانه سقط ، لانه نظام رديئ ، اليس من الاجدر ان يحل محله نظام احسن؟ ماذا حل بعده ؟ لان القاعدة تقول ، الرديئ المغير لا بد من ياتي بعده الاحسن. والسؤال هنا هل جاء بعد عام 2003 الاحسن والاصوب .؟ الجواب بكل المقاييس لا والف لا . قد يقول قائل ، بدل النظام الشمولي ، جاء نظام الحرية واقتصاد السوق ، بل الحزب الواحد جاءت احزاب ، ومحل القائد الواحد جاءت قيادات ، كل ذلك صحيح ولكن اي حرية حلت محل القيود .؟ هل هي حرية اجتياح كل ما هو محرم ، هل المعقول على شعب يقبل استباحة ماله العام ، مصارفه ،مستشفياته ، اسواقه المركزية ، معامله الانتاجية ، مدارسه ،كل شيئ تعود ملكيته للدولة ، والسبب ان هذا المواطن لا يفهم ان الدولة شيئ والسلطة شيئ اخر ، صدام كان على راس سلطة غاشمة ، وعندما هرب لم تهرب معه الدولة، لانها ليست هو انها كيان منفصل عنه ، انها ملك الشعب ، هو زائل والدولة باقية ، هو شخص سياسي الدولة شخص قانوني، اية حرية تسمح لك ان تحتل الارصفة لتبني عليها الدور والاسييجة والحدائق ، وتجعل منها محلا او ورشة تصليح او محطة لغسل السيارات ، او اي حرية تتمسك بها بعد السقوط لتسير بسيارتك عكس الاتجاه، او ترتشي او تزور شهادة علمية او تقتل الانسان لانك ابن العشيرة او تهدد وانت شيخ العشيرة بدك مواقع عشيرة اخرى بسلاح الجيش العراقي السابق ، اي احزاب حلت محل الحزب الواحد لتحمل نفس امراضه بل تفوق عليها بمراحل ، احزاب احلت لنفسها احتلال عقارات الدولة لتجعلها مقرات لها ، او احزاب مكنت العضو الامي فيها يحتل مواقع متقدمة في اجهزة الدولة، بدل القائد الضرورة الواحد حل قادة بالمئات كل منهم هو التاريخ وهو العراق ، تميز عضو الاحزاب الجديدة بكل شيئ ، وترك المواطن غير المنتمي بلا عمل لانه ليس بعثيا لانه ليس من حزب الدعوة او ليس من التيار الصدري او الاتحاد الوطني الكردستاني او لانه لم ينال رضا البرزاني، حل فلان محل صدام يصفى كل معترض باماءة من هذا القائد او ذلك الزعيم ، بنى صدام القصور وبنى القادة الجدد الفيلات والقصور لا في العراق فحسب بل في الخارج ، قادة لا يربطهم بالوطن غير الجنسية الصدئة ، فالجنسية الامريكية والجنسية البريطانية والاسترالية ، هي الجنسية اللامعة هي المخلص من وطأة القوانين العراقية ، ومخالفات تتلوها مخالفات ، نعود بها اي المخالفات الى المقدمة والعنوان ، الاحزاب وفق منطق علم السياسة ، هي متكونة من النخبة ، اي انها تحتكم على اعضاء يتقدمون المجتمع بمراحل ، ما بالكم باحزابنا تتخلف عن مجتمعها بمراحل ، فاذا كانت الاحزاب هي وسيلة المجتمعات في التقدم فان احزابنا اصبحت هي وسيلة للتاخر والتخلف ، ولما كان المواطن قد قبل بهذه الاحزاب فانه يعمل دون ان يدري على تخلف وتاخر بلاده ، والا بماذا نفسر اوتفسر انت ايها الحزبي اسباب التوقف الذي اصاب العراق بعد السقوط ، او بتعبير اخر ، اما كان الاجدر بنا نحن العراقيين بعد زوال نظام صدام ان نبني نظاما اصلح واحسن منه .؟السنا جديرين بحياة افضل ،؟ لماذا نعمل بكل قوانا على ان لا نتقدم ، .. ؟ هذا السؤال ، سوف يبقى قائما دون منازع ما دامت احوالنا هي هي بلا تغيير…