20 ديسمبر، 2024 2:40 م

العراق يستورد مركة دجاج ولحم هندي

العراق يستورد مركة دجاج ولحم هندي

الجميع يرى اليوم ان الاسواق العراقية ممتلئة بكل ماهو غريب وعجيب من الوان واشكال ومغلفات وعلب واكياس لم يالفها العراقيون ولم يروها قبل اليوم وخاصة بعد 9-4 في ليلة وضحاها امتلئت تلك المحال والمخازن بأشياء مستوردة لتدخل البيت العراقي على اساس انها سلع للبيت العراقي والغريب والملفت للأمر ان هذه الاشياء المسماة سلع والمستوردة بالعملة العراقية تتميز بأسعار قريبة على الاسعار المجانية بمجرد ان تدخل الى أي محل عطارية لابد لك ان تحتار وتبدا عينيك بالتنقل دون شعور منك وتوجية لتقفز من سلعة او كيس او شكل ملون او مادة غذائية ملفوفة بشكل
هندسي وذات لون قل مثيله الى مادة اخرى وما ان تسأل عن هذه التي حطت عينيك وماهي حتى تفاجأ انها لعبة للأطفال او انها مادة غذائية معلبة او انه مرق دجاج نعم مرق دجاج تصور ان الدول تصدر للعراق مرقة الدجاج (السوب) لكن بدون الدجاج اوعظامه انك ترى بام عينيك التي سافرت الام وبقت العين حيرى في محل البقال ترى العطور تباع في محل البقال ولعب الاطفال في الصيدلية والاجبان عند محل العطار والقماش تراه يباع في محل القصاب مفارقات غريبة وعجيبة تراها هذه الايام داخل محلات العطارية الصغيرة اما مانراه من مواد في محلات السوبر ماركت كما يحلو للبعض
تسميتها فلا تستغرب اذا رايت الفيتر او الضلاع(البنجرجي) او الصائغ في ذالك السوق لاباس ان يرى العراقي وتمتلء عينيه الذي افرغوها من الخير واصبح يطلق علية(الفكر او الماشايف)لاباس ان يتمتع ذالك المواطن المسكين في ضل ارتفاع المدخولات المالية وليس عيبا او كثيرا عليه كل ذالك فقدره هكذا ان يكون كل شيء في متناول يده لأن العراقيون والعراق يتمتع دونا عن باقي العالم ودوله بالخير الوفير والنعمة الالهية التي اودعها الله على ارضه لذا عندما نتكلم عن مثل هذه الاشياء لا يعني الحسد او زوال النعمة لكن نعني ان تقول كما يقول المثل الشعبي
العراقي(هلله انهلله بالناس)في نوعية المادة واصلها وفصلها وتاريخها والجهة المصنعة ومن اللذي اتى بها الى العراق واستوردها ..
صحيح ان السوق حرة في العراق والحدود مفتوحة على مصراعيها للاستيراد ولكل المواد لكن هذا لا يعني ان ما يدخل الى العراق يدخل بدون رقابة ولا متابعة ولا سيطرة نوعية او فحوصات طبية وبيطرية وصلاحية ,,,ابدا ابدا هذا غير ممكن ثم من اللذي يستورد هل المفروض كل من لديه مبلغ من الدولارات يذهب لياتي بعجلة محملة بعشرة اطنان من اللحم الهندي او الدجاج الامريكي او البيض الايراني ومن سمح لكل من يريد الاستيراد ان يستورد وبدو رقابة لياتي بالبيرة الاسلامية او يملء السوق بصفائح ملونة تسمى المشروبات الغازية التي لاتترك صاحبها الا وهو في صالة الانعاش هل
مجرد ان تكون تلك المواد ملفوفة بصفائح ملونة او اوراق غريبة يسمح لها بالدخول ومن ادخلها لا يسال عن فترة صلاحيتها أواعتماد وشهرة المصنع ,,,
امر غريب هذا الذي يجري في العراق من استيراد انواع رديئة كل يوم نكتشف انها غير صالحة للاستهلاك الحيواني وليس البشري حتى انك ترى علبة من معجون الطماطم بسعر زهيد وحجم كبير وباسم تجاري رائع تشتريها لكنك تفاجا انها مجرد صبغة من الالوان الحمراء لاعلاقة لها بالمعجون ولا بالطماطة ولا تستطيع كل تلك العلبة ان تعطي اللون المعروف للمعجون .ان هذه الفوضى التي تحصل اليوم بشراء هذه السموم من الاسواق العربية والاجنبية وهي رديئة جدا وغير صالحة شاهدنا مثل هذه الفوضى يوم فتحت حدود العراق على مصارعها لأستيراد السيارات ودخلت للعراق مئات الالاف من
هذه الخردة واصبحت عبا على الحكومة وعلى المواطن وعلى الشارع وليومنا هذا لاتستطيع الدولة العراقية ان تعالج هذه الظاهرة الخطيرة التي ادخلها التجار بغفلة وبظرف معروف ليمتصوا اموال العراقيون ويفرغوا جيوبهم من الدنانير لتصبح بعد ذالك مجرد اكوام من القمامة الثقيلة المزعجة على العراق…
نفس الامر يحدث اليوم مع المواد الغذائية لكن هذا الموضوع اخطر بكثير من تلك السيارات لأن هذه المواد الغذائية هي بتماس مباشر بصحة الفرد والعائلة ولها ايضا تاثير كبير في نقل الامراض وتاثيرها على البيئة العراقية سواء اكانت الزراعية او الحيوانية او حتى الصناعية…
العراق ليس هو البلد الوحيد الذي يعتبر سوقه حر لكنه البلد الوحيد الذي تدخل اراضيه مواد غذائية وسلع صناعية بدون رقابة صحية وصناعية وزراعية المعروف وفي كل العالم وعند أي مدخل حدودي توجد هناك لجان رقابية اختصاصية تراقب وتفحص مايدخل الى البلد ونفس تلك اللجان لديها قائمة بالمحضورات تمنع دخولها مهما كانت نوعية الضغوط والرشاوي الذي يتعرض لها الموظف المختص ,,رقابة صارمة لابد لها ان توجد على كل سلعة داخلة للبلد وخاصة الغذائية منها والتي اليوم نرى ان المواد الغذائية المستوردة الى السوق العراقية ذات نوعيات رديئة ومن مناشئ اقل مايقال
عنها انها حثالة المصانع ثم ان هناك مواصفات لكل شيء داخل الى البلد ابتداءا من الاجواء العراقية وصلاحية تلك المادة في الظروف العراقية مثلا انت تشتري نوع من الجبن مصنع هذا الجبن في مصر ويجب ان يكون هذا النوع دائما وحتى وصوله الى المستهلك مخزون في درجة حرارة معينة وثابتة أي اختلاف في تلك الدرجة يعني ان الصلاحية الغذائية كمادة للمستهلك البشري قد انتهت لذالك يجب ان يرمى في حفر خاصة او يحرق او يتلف بطرق علمية قبل وصوله الى المستهلك وعلى الحدود …من المؤكد ان المواد الغذائية المستوردة وخاصة السريعة التلف ومن مناشئ بعيدة عن العراق
نوعما يجب ان تدقق الصلاحيات الغذائية والتاريخية والفترة التي يجب ان يتوقف الاستهلاك بها مثلا نستورد من الهند اللحوم المعلبة ان مجرد حساب بسيط للوقت من المصنع ووصولها الى العراق وبهذه الاجواء الحارة والخزن الرديء وبدرجات مثبتة نرى ان هذه المادة فاقدة لصلاحياتها البشرية او البيض او الدجاج او الاجبان او حتى المشروبات الغازية كل تلك المواد تصبح مواد سامة بعد نفاذية الوقت وتعرضها لدرجات حرارية غير درجاتها.بل ان هناك قبل مدة النفاذية مدة يجب اتلاف المادة قبل الوصول لوقت انتهاء الصلاحية
الامر الاخر والذي لابد من الانتباه له هو من المستورد لهذه المواد وهل هو ممنوح اجازة استيراد معترف بها او انه قد ملكها من سوق مريدي ثم التخصص بالاستيراد فالمستوردين ليسوا احرارا باستيراد ما يحلو لهم بل يجب ان يستورد ماسمح له ان يستورده بإجازة استيراده كذالك يجب ان يراقب هؤلاء المستوردين رقابة شديدة ويوضع من يخالف الشروط والتعليمات بالقائمة السوداء هو والمصنع او الشركات المنتجة لذالك المنتج …
لابد للحكومة العراقية ان تهتم ايما اهتمام بهذا الامر الخطير لحماية المستهلك العراقي من الغش الصناعي ولو امكن حماية المنتوج المحلي ودعم المصنع العراقي وجعله والمنتج الزراعي وجعله ينافس المستورد حفاظا على ارواح الناس اولا وعلى الاقتصاد العراقي ثانيا.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات