18 نوفمبر، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

العراق يرد على العرب ؟

العراق يرد على العرب ؟

في كل قمة عربية تعقد تحاول الدول المتحالفة مع الغرب وإسرائيل إبعاد أي صوت ينادي بالحق العربي هنا أو هناك ، وكانت وما زالت هذه الأصوات تقف أمام أي موقفاً مع هذه الدول أو تلك، وهي تحاول إجهاض أي قرار للدول العربية المنصفة مساند للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيس حراً كريماً ، وحق الشعب اليمني في الدفاع أرضه وحريته باختيار حكومته ، إلى جانب القضايا المصيرية الأخرى ، ولكن موقف العراق هذه المرة كان إثباتا لوجوده ، وعودة لمواقفه الوطنية المشرفة من مجمل القضايا العربية الراهنة ،وأهمها العداء من إيران والذي اعتبره الرئيس العراقي برهم صالح “أن بيانكم مرفوض ، وأن أي مساس بإيران يعني مساس بأمن العراق وشعبه ، إلى جانب موقف وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم الذي كان رافضاً لأي عدوان على طهران ، واستغلال الأجواء والأراضي العراقية ، إلى جانب الموقف الرسمي للرئيس هيئة الإفتاء في العراق الشيخ مهدي الصميدعي والذي أعلن فيه أن هذه القمة هي قمة طائفية ، وهي إعلان حرب على إيران .
أن الموقف العراقي ممثلاً برئيسه ، والذي طلب رسمياً قراءة نص اعتراضه على البيان الختامي للقمة يكشف عن مدى استهتار رؤساء الدول بمواقف بعض الدول الرافض لأي قرار انفرادي ضد أي دولة عربية أو أسلامية ، كما أنه يكشف من الكواليس المظلمة لتلك القمة وأن قراراتها تتخذ في الغرف المغلقة ومن قبل أشخاص محدودين ، فالبيان الختامي الذي تعلق في أكثر بنوده بإيران كان حاضراً ولم يشارك في صياغته العراق ، وكل الأنظمة والحكومات المجتمعة،كما أنه إعلان للموقف العربي المساند للمشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة،وما حضور الرؤساء إلا تسجل لحضورهم ليس إلا وتأييد لهذا الموقف،الى جانب الخنوع والخضوع والقرارات المسلوبة الإرادة التي اتخذها أغلب الحكومات الخانعة ضد قضايا العرب المصيرية، خصوصاً في البيان الختامي وعدم مشاركة العراقي في صياغته .
تأتي هذه القمة في إبراز الموقف العربي الداعم لخطوات ترامب ضد إيران،حتى لو كان موقفاً كارتونياً هشاً لان الغرب لأي يعترف بأي موقفاً كارتونياً هزيلاً ، للنظرة الدونية التي ينظر بها الغرب للحكومات العربية البائسة،ولكنه يبقى حبراً على ورق وقد نفذ الأمر فعلاً في موقف القمة العربية ضد إيران ، والجميع يعلم أن مواقف الأنظمة العربية لا يتعدى كونه حبراً على الورق،وان أي قرار لن يكون عمره بأطول من عمر القمم العربية المنعقدة وقراراتها،وأن المواقف يسجلها التاريخ باحرفاً من ذهب،ويسجلها الرجال لا أشباهها .

أحدث المقالات