انها ثقافة الاجترار ، وكيف لانجتر ثقافتنا مادامت الاجواء هي هي ، بلى انها اجواء ارضاء الحاكم واشهدوا لي عند الامير سادت بعدما انهارت القيم العراقية الاصيلة امام معاول التحطيم ، ويلي على العراق وويل ابناءه الفقراء والطيبين وهم قلدوا امانة حفظ العراق باعناق ساسته ومثقفيه وعلماءه ومحافله العلمية والاكاديمية ، ويلنا على العراق وهو يشهد غدر من تصدوا للمسؤولية به وبحضارته التاريخية ومكانته في قلوب العالم اجمع ، آه يا الف ليلة وليلة تشرقتي وتغربتي لتصرخي بجمالك الاخاذ بجموع العالمين انا بنت بغداد ، آه يا بابل وياجنائنك المعلقة التي سحرت الباب الشعراء والادباء والباحثين عن الجنة المفقودة ، آه يا تراثنا العظيم كيف ندوسك باقدامنا وننحرك بسيوفنا ثم نبكي عليك….
تصافقنا كعراقيين على حكما مفاده ان ساساتنا ترعرع الفساد بينهم ليصبح الفساد هم وهم الفساد ، وقلنا لاضير مادام علماؤنا ومفكرينا ومثقفينا معنا ضد الفساد وابنائه ، فلابد لليل ان ينجلي ، وحين ينجلي يبزغ فجرنا بكفاءاتنا وعلمائنا ومثقينا لينهنهوا عن نفس العراق ويمسحون عينيه الغرقى بدموعه ، وآه ثم آه وتتلوهما ويلاه اذا ماخفت الامل او فقد ….
جامعة بغداد وما ادراك ما جامعة بغداد ؟؟ انها الام وهي قبلة انظار ابناء العراق ، وكيف لاتكون قبلة والام عبدتها بعض الشعوب وزادها الله شرفا حين وضع الجنة تحت قدميها ، ما بالك يا امي ياجامعة بغداد تهرولين مع المطبلين والرادحين والمتزلفين والمتسولين ؟؟؟!!! ، وليتك هرولت الى الشعب او العراق فهذا مما لاتثريب عليه ، ولكن ان تهرولين الى الامراء والسلاطين تعرضين جسدك في سوق نخاستهم ؟؟؟ فهذه من قواصم الظهر…
كانت ايام الحصار الذي مر على عراقنا المظلوم ابدا جعلت اناس باعوا اثاثهم ليحافظوا على شرفهم ، واخرين باعوا شرفهم للحفاظ على اثاثهم ، والتمسنا العذر لبعض الاوساط الشعبية الفقيرة التي اسقطت قطرة الحياء من جبينها لتتسول حفاظا على افواه جائعة ، ولكن لانستطيع ان نجد عذرا للعالم او الاكاديمي او المثقف ان يبيع شرفه العلمي والاكاديمي ليتسول عطاءا او مكرمتة من لدن الامير والسلطان ، وجميعنا يتذكر كيف انبرى القليل جدا من علمائنا اوهموا اخو هدلة باختراعاتهم وابتكاراتهم الموهومة تسولا لعطاياه واستجلابا لمرضاته….
وذهب اخو هدلة غير مأسوف عليه ، وقلنا ها نحن نتنفس فضاء الحرية وعبق الكرامة ، وقلنا ليفسد من فسد وليخون من يخون وليكذب من يكذب فلاضير بعراقنا مادام امنا جامعة بغداد تزدان بابنائها من العلماء والاكاديميين والمثقفين ، قلنا هي الامل وهي المنجم الذي سيهبنا الكنوز التي تغير حالنا من حال الى حال ، وهكذا كان الامل ثم جائت القاصعة… وما ادراك ما القاصعة ؟؟ ، ذهبت جامعة بغداد تعرض جسدها البض في سوق نخاسة الساسة والسياسة لتدعوا الافاقين الى اغتصابها ، ذهبت تخادع وتكذب وتوهم وتتسول العطايا والمكرمات من ساسة االفساد ، وكيف لا تنال ما تبغي وساسة الفساد ضج الغباء من غبائهم… واليكم القاصعة :
اعلنت جامعة بغداد انها دخلت التصنيف العالمي ، وهلل من هلل وبارك من بارك وردح من ردح بهذا الانتصار العظيم !!! ، ماهو هذا التصنيف وما قيمته وما جدواه ؟؟؟ ، للأسف الكثير الكثير منا لا يعلم ماهو التصنيف الحقيقي المعبر عن مؤشر المسيرة التعليمية الرصينة ، وماهو التصنيف المزيف والتافه الذي هو مجرد فقاعات اعلامية لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تعبر ولا تؤشر على مسيرة رصانة علمية او تعليمية ، بل هي معزوفة تمج الاسماع منها ولا تصلح الا لضجيج الاعراس والاهازيج العشائرية….
والى حلقة قادمة نتناول فيها لعبة الخداع التي مارستها جامعة بغداد وبالتفاصيل العلمية الموثقة….فانتظرونا ومناديل البكاء معكم على العراق .