23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

يبدو لي بشكل جلي ان السيد ( حيدر العبادي ) يعمل لما فيه مصلحة الشعب والبلد , ولكنه جاء في ظل ظروف صعبة تعيشها البلاد بعد ان اجتزأت داعش اجزاء كبيرة من ارضنا الطاهرة وبسطت عليها نفوذها , وراحت تتحكم بمقدراتها ارضا وشعبا وحضارة حتى غدت حضارتنا التي تمتد الى الاف السنين خرابا ودمارا وترابا فسقط التاريخ العميق بمعاولهم وتهاوت حضارتنا معلما معلما واثرا اثرا .

ولكن الحقيقة التي لا ريب فيها ان القادمين من الخارج على ظهور الدبابات الاميركية بعد العام 2003 من مدعي السياسة والوطنية هم السبب الحقيقي في كل ما حصل ويحصل وسيحصل للعراق وشعبه ,فأصحاب التهافت والاقتتال الشديد على المال والسلطة والخلافات الشخصية والحزبية والفئوية والقومية والطائفية هم الذين باعوا العراق في المزاد لمن يدفع اكثر فدمروا حضارته وقتلوا شعبه وسرقوا ونهبوا امواله .

بمعنى ان هؤلاء يا سادتي ليسوا رجال سياسة وسلطة لان رجال السياسة والسلطة الحقيقيين هم الذين يضحون من اجل شعبهم وارضهم بدافع الوطنية وحب الشعب والوطن ورفع المستوى المعيشى وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتقدم العمراني والحضاري . اما من ينهب ويسرق ويقتل ويضع الصخور في طريق تمرير قوانين مهمة تخدم الشعب فهذا هو الداعشي الحقيقي بعينه . فداعش يا سادتي كذبة كبيرة انطلت علينا , نعم هناك داعشيون على ارض الواقع استباحوا ارضنا ومالنا وعرضنا ولكن السؤال من اتى بهم ؟ ومن دلهم ؟ ومن فتح لهم الطريق ؟ ومن امدهم بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارية ؟ اليسوا هم انفسهم الذين يقفون ضد كل ما يسعد الشعب ؟ اليسوا هم مدعي السلطة والسياسة ؟ اليسوا هم حاملي شعارات الطائفية والعنف والتدمير ؟ اليسوا هم اعداء الحضارة والعلم والتطور ؟ فهؤلاء يحيون بامتصاص دمائنا واكل لحمنا .

لو كانوا فعلا سياسيين وطنيين كما يدعون لوضعوا اكفهم في كف الدكتور العبادي الذي جاء من اجل التغيير الحقيقي ونصرة الشعب وسعادته وبناء البلد ورفع شأنه بين البلدان فلماذا راحوا يحاربونه كما حاربوا المالكي قبله

مع الفارق الكبير في مستوى الوطنية بينهما فشتان بين العبادي والمالكي في الوطنية وحب الشعب ومستوى التعامل الصادق مع شعبهما .

اذن اما كان الاجدر بمدعي السياسة والوطنية ان يشاركوا العبادي افكاره في بناء الوطن ورفع مستوى الشعب في الاتجاهات كافة وتحقيق الرفاهية والعدالة التي ننشد ؟ ولكن لو اشعل العبادي اصابع يديه شموعا لهم لما وقفوا الى جانبه لانهم يجانبون الحق يعرفونه ولا يفعلونه وهم اصحاب هدف واحد هو اسقاط هذا البلد وشعبه بيد من يدفع اكثر من الدواعش او من غيرهم ويقبضون اجور عملهم المشين ويرحلون ليقضوا حياتهم في ربوع اوربا وملاهيها واحضان صباياها وشعارهم ( ليذهب العراقيون الى الجحيم ) . هذه هي سياستهم التي دفعت باميركا الى اصدر قرارها في تقسيم العراق وتحقيق مشروع بايدن الاميركي الاسرائيلي الصهيوني .

هنيئا لكم ايها يا مدعي السياسة تقسيم العراق وهنيئا لكم الاموال التي استلمتموها من اسيادكم الصهاينة في بيع العراق شعبه وارضه وحضارته وخيراته اهنأوا انتم باموالكم من السحت الحرام وغنوا وارقصوا واحضنوا صباياكم ودعوا العراق يحتضر .