23 ديسمبر، 2024 6:28 م

العراق يجني 7 خسائر من الاتفاق الرباعي

العراق يجني 7 خسائر من الاتفاق الرباعي

قلائل من المتابعين للشأن العراقي يرون أن ثمة فائدة للعراق من وراء الاتفاق الرباعي الذي جمعه مع ايران وسوريا وروسيا. غير ان الغالبية من هؤلاء ترى ان الاتفاق أضّر كثيرا ببغداد واعتبرته خطوة غير مدروسة جيدا خطتها حكومة العبادي بما يشبه المغامرة التي أفقدتها مزايا ومكاسب كثيرة ووضعت البلاد في حالة من فقدان التوازن الداخلي والاقليمي.

فالعراق حسب مصادر معارضة لتوجهات العبادي الاقليمية وضع نفسه في مأزق كبير تمثل في خسائر عديدة أهمها:

1 – الاصطفاف مع ايران والنظام السوري علنا دون اعتبار للتوازن الاقليمي أو الاهتمام بحاجة العراق الى محيطه الخليجي والعربي الذي لديه اعتراضات على هذا الاتفاق. حتى ان المصادر تقول ان العراق لم يتشاور مسبقا مع دول الجوار من الدول العربية الشقيقة واكتفى بالسير في الطريق الايراني ـ الروسي، وأنه اعلن سياسيا وعسكريا بانه حليف استراتيجي لايران.

2 – الاعلان صراحة عن وقوف العراق مع النظام السوري مما يعني توريط العراق في الوقوف بمنطقة خلاف كبير مع الشعب السوري والمعارضة ومع الدول العربية التي ترى ان استمرار نظام بشار في الحكم لايخدم مستقبل سوريا.

3 – وضع العراق في مناخ صراع روسي ـ أميركي وفتح المجال السياسي والعسكري العراقي لهذا الصراع وما يترتب عليه من التزامات كان العراق في غنى عنها.

4 – التفريط بالعلاقات الاستراتيجية الضرورية للعراق مع اميركا. لاسيما ان تلك العلاقات ترتبط بقدرات العراق العسكرية والتنموية وأن التفريط بها أو اضعافها تجاه (التحالف الرباعي الجديد) يجعل واشنطن تزيد من درجة عدم الثقة بالحكومة العراقية. وتتباطأ في تنفيذ التزاماتها. وهذا ماتريده جهات عديدة من بينها يران

والتنظيمات الأرهابية.

5 – دخول العراق في نطاق هذا الاتفاق جاء بمشيئة إيرانية وليس بمشيئة وطنية تتعلق بحاجات العراق العسكرية والاقتصادية، ولم يعرض الاتفاق على البرلمان مما يعني وجود خرق دستوري.

6 – قد يكون اندفاع العراق بالاتجاه المعاكس لواشنطن جاء نتيجة رد فعل نفسي جراء تباطؤ واشنطن في أداء التزاماتها أو كرد فعل ازاء التخبط الأميريكي في العراق، غير ان هذا التأثير النفسي لايكفي لتبرير السير في طريق معاكس لمصالح العراق على المدى القريب والبعيد.

7 – قد يؤدي الاتفاق الى تورط الحكومة العراقية بفتح الارض العراقية لمزيد من نفوذ ايراني روسي متنام، خصوصا اذا خطت واشنطن خطوات نحو الرد العسكري بضرب جيش النظام السوري ومراكز ارتباطاته بالعراق.

فأين سيقف العراق من هذه الحرب المقبلة؟.

مع الأسف فات الأوان.. «ولي فات الفوت ما ينفع الصوت».