23 ديسمبر، 2024 1:48 م

العراق يتصدر

العراق يتصدر

المتابع للدراسات والاستطلاعات والبحوث والتقارير المركزية التي تقوم باصدارهاالمراكز العالمية المتخصصة والامريكية منها بشكل خاص بالتعاون مع المنظمات الفرعية المنبثقة عن هيئة الامم المتحدة والتي تشتمل على دراسة الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية والخدمية والعمرانية وما يدور من اوضاع الفساد المالي والاداري ونسب البطالة والاوضاع الصحية والتعليم .. وما شاكل ، المتابع يلاحظ تصدر العراق فيما هو سيئ وتأخره فيماهو جيد . آخر التقارير التي اصدرها مركز الابحاث الامريكي بالتعاون مع احدى وكالات الامم المتحدة المتخصصة ،ذكر ان العراق جاء في المرتبة الاخيرة في قائمة الدول من حيث التقدم الخدمي والعمراني .وكان  هذاالمركز قد اجرى دراسة وافية ومسح شامل لكافة النواحي المتعلقة بالخدمات والعمران وخرج بالنتائج التالية :
* تأخر النهضة العمرانية وغياب الخدمات الاساسية حيث ان نسب التقدم العمراني والخدمي في العراق تكاد لاتذكر وخاصة في المحافظات الجنوبية .
* ضعف الحكومات المحلية وعجزها عن فهم آليات الادارة الحديثة في التعامل الفني وكيفية انجاز المشاريع العمرانية والخدمية وحسب الاولويات  .
* اخفاق و فشل مجالس المحافظات في استثمار الموارد المالية المخصصة لكل محافظة من الميزانية العمومية والتي تعد بالمليارات واعادتها للحكومة المركزية اوتبديدها فساد واختلاسا ومشاريع تافهة .
* الاعتماد على غير المختصين و عدم استثمار الكفاءات العلمية والادارية والموارد البشرية  العراقبة اوالاستفادة من التجارب الناجحة في مضمار الخدمات والعمران في الدول المتقدمة .
* بعد تلك الدراسة الوافية والتشخيص الدقيق اوصى التقرير بضرورة الاستعانة بفرق ادارية متطورة متخصصةفي حقول العمران والخدمات والاوربية منها بشكل خاص  لتتولى استثمارالموارد البشرية والمالية من اجل تحقيق نسب انجاز متقدمة في كافة المفاصل الخدمية والعمرانية .
لاشك ان مليارات الدولارات تهدر في كل عام  دون تحقيق منجز يذكر وخاصة في محافظات الجنوب : الوضع الصحي بائس ، مستشفيات خاوية تفتقر لابسط الاجهزة الطبية ، لاتتسع لعشر المرضى ، ملاكات طبية قليلة وغير كفوءة ، اساليب بدائية في العلاج وغير اخلاقية في التعامل مع المرضى . المدارس معظمها من الطين والسعف وتفتقر للحمامات وابسط وسائل الايضاح والكتب والقرطاسية وقلة الملاك التدريسي وعدم التزام الكثير منهم بالدوام. الشوارع والبنايات الرسمية متهالكة ، الظروف المعيشية صعبة لتفشي البطالة وغياب المشاريع الاستثمارية التي توفر فرص عمل .تراكم النفايات وتعطل شبكات المياه والكهرباء وعدم وجود شبكات للصرف الصحي .
الافتقار لأبسط مقومات العيش الكريم في ظل الحكم الديمقراطي الذي مات العراقيون صبرا وهم يترقبون هلاله . ان مثل هذه الدراسات المستفيضة والتشخيصات الدقيقة تضع بين يدي المسوؤلين حلولا جاهزة وخطط عمل ناجحة لاتحتاج الاّ الى الامانة والوطنية والاخلاص .