18 ديسمبر، 2024 9:39 م

العراق .. و حلٌّ غير قابلٍ للحلّ آنيّاً !

العراق .. و حلٌّ غير قابلٍ للحلّ آنيّاً !

صورة الموقف السياسي الراهن غدت شبه مكتملة المعالم والقسمات لدى المراقبين وعموم الرأي العام , داخل وخارج العراق .. ملامح الصورة تكاد تتجسّد وتتمحور في معادلةٍ او نحوها , ومفادها أنْ اذا جرى تشكيل حكومة اغلبية سواء يرأسها السيد الكاظمي ” بالدرجة الأولى ” او حتى سواه بدرجةٍ ثانية , فإنّ الأحزاب الخاسرة في الأنتخابات سوف تشكّل جبهة معارضة سواءً عبر مجلس النواب او سواه , وستتولّى هذه الجبهة وتشكيلاتها وفصائلها , العمل ما بوسعها لعرقلة ووضع العقبات الكأداء أمام الحكومة الجديدة المفترضة , والى حدٍ يدنو بخلط النابل بالحابل .! سواءً برلمانياً او بأنفرادٍ خاص ! . أمّا بأفتراض تشكيل حكومة توافقية , فذلك يعني عودة المحاصصة والطائفية وتقاسم الوزارات والقيادات , وهو ما يعني < عادت حليمة الى عادتها القديمة او عادت ريما .. الخ وفق المثل المصري > , وما قد يفرزه ذلك من التهاباتٍ سياسية للشارع او المجتمع العراقي .

يكمن الجوهر الظاهري لهذه المعضلة السياسية هو أن لا بديل لهذين الإحتمالين الواردين او القائمين , وهو يتجاوز ويعبر من فوق اجساد وجثث شهداء الحركات الإحتجاجية السابقة في مختلف محافظات العراق , وكأنها لم تستشهد ولم يجري اغتيالها من طرفٍ لا يراد تسميته , لكنّ الجوهر ” الباطني ” او الفعلي وعلى صعيدٍ Super Strategy فيتمثلّ ويتجسّم بالكم الهائل من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي تمتلكها احزاب الفصائل والمجاميع المسلحة , وهذا ما يتحكّم بمصير ومستقبل العراق في المدى المنظور , وربما ابعد منه او اقصر قليلاً وفق مجريات العلاقات الدولية , وخصوصاً فيما يجري من مجرياتٍ مستجدة بين طهران و واشنطن والتي تحمل تفاؤلاتٍ على صعيد الدولة العراقية وسيادتها , ودونما خوضٍ في غمار تفاصيلٍ وجزيئياتٍ تتحدّث عنها الصحافة العالمية < وما مترجم عنها عراقياً بمحدوديةٍ يؤسف عليها > .!

بعيداً , وبعيداً جداً وماراثونياً عن كلّ ما في اعلاه وسواه , فقد اثبتت التجارب السياسية – العراقية , فإنه ومنذ < ثورة – انقلاب 14 تموز 1958> وما اعقبها من مختلف الحكومات المتعاقبة , ولا سيّما بعد احتلال العراق في سنة 2003 , وما كان مخططاً امريكياً , وما انقلب عليه ” ايرانياً وتوابعهم ” بشكلٍ معاكس وبإتجاهٍ معاكس , فإنَّ السبيل الأمثل البعيد المدى , هو ان يغدو مصير العراق محدداً بتشكيل نظام حكمٍ جديدٍ ” مؤقت ” يمنع تشكيل ووجود اية احزابٍ ما .! , ريثما تستقرّ الأمور الى أمورٍ اخرى , وهذا حديثٌ سابقٌ لأوانه , والعلاقات والمصالح الدولية – الإقليمية بمقدورها قلب الأوضاع الى اوضاعٍ اخرى , لو تمّ إجادة الأدوار من قِبلِ لاعبين سياسيين مقتدرين , لا يبدو انهم مؤهلين على كلا الصعيدين المحلي والإقليمي .!