22 ديسمبر، 2024 11:22 م

العراق و بايدن وأزمة المنطقة .!

العراق و بايدن وأزمة المنطقة .!

في إشارةٍ عابرةٍ نضطرّها , فكأنّ وسائل الإعلام الأمريكية تكاد توحي للرأي العام بأنّ الرئيس جو بايدن يتحكّم بطريقةٍ انفرادية في ملفات الشرق الأوسط < بدءاً مع طهران ومروراً بالحوثيين وانعطافاً الى المعضلة السورية وحزب الله اللبناني ” او لبنان عموماً ” ووصولاً الى العراق الملتهب > وكأنّ هذا التحكّم بعيداً ومنفصلاً عن المصالح العليا للولايات المتحدة والأقتصادية منها بشكلٍ خاص وما يتفرّع عنها من مبيعات وتصدير نتاجات مصانع الطائرات وتقنيات الأسلحة المتطورة والأيدي العاملة ! والأرباح , بالأضافة الى دور البنتاغون وما الى ذلك من ملحقاتٍ وملاحق , رغم َ أنّ هذه القراءة خاطئة لما ترنو له وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عموماً , لكنّ جزءاً او جزيئاً منها يكاد يغدو اقرب الى الحقيقةِ نوعاً ما …

   ثُمَّ , وبعيداً وابتعاداً عن هذه الإشارة الفاقدة للدقّة المطلقة للوضوح في الملامح والقسمات .! , وبالعودة الى مدلولات ومداخلات العنوان اعلاه , فبعدَ أن كان العراق في آخر اولويات بايدن , ولم يتطرّق ولم يشر له في كلّ خطاباته وتصريحاته وبشكلٍ تجاهليٍ مقصود ولأكثر من سبب ” وذلك ما أكدته كلّ وسائل الإعلام ” , فبدا أنّ صواريخ كاتيوشا الميليشيات التي استهدفت قاعدتين امريكيتين في العراق فضلاً عن السفارة الأمريكية جزئياً ” لحدّ الآن .! ” , قد احرجت الرئيس الأمريكي الى اقصى الحدود , وكانت اولى افرازات هذا الإحراج وبشكلٍ سريع هو زيادة اعداد افراد جُند بعثة الناتو العسكرية في العراق من 500 الى 4000 عسكري وبمختلف التسميات والتخصصات ” الإستشارية والفنية وما الى ذلك ” , وذلك كخطوةٍ تمهيديةٍ خاصّة لما لا يمكن الكشف عنه من ناحية ” النوايا ” او النيّات وفقاً للنحو والبلاغة العربية < المتفوّقة على كلّ ما لدى العرب من اسلحة ونفط واموال .! > .

العراق اوّلاً , وربما لبنان أخيراً .! , واليمن الحوثيّة !! , وحتى بعض دول الخليج ومعها جيوبوليتيك الوضع السوري المعقّد والقابل لقابلية التعقيد اكثر فأكثر وفق المصالح الضيّقة للأطراف التي لها حضوراً مسلّحاً في الساحة السورية < وللأتراك لهم ما لهم من  دَورٍ وثُقلٍ عسكريٍ ستراتيجيٍ > وبدعمٍ بعيدٍ عن اضواء الإعلام من الأمريكان وعموم الأوربيين > .. فإنَّ عموم العرب ” كقادةٍ وانظمة ” وكشعوبٍ مستباحة بالفصائلٍ المسلحة في مختلف وبعض الساحات العربية , فإن العروبة وجماهيرها قطرياً وقومياً هي الضحيّة الأولى المرشّحة جماهيرياً لغاية الآن , مهما آليّات وأدوات التغييب لجلالة العروبة .!

   مرحليّاً , فإنَّ متطلّبات المساومة ” تكتيّكياً على الأقل ” بين طهران والأمريكان تتسيّد الموقف لحدّ الآن .!؟ وكأنَّ لا نِدّ للولايات المتحدة سوى نظام طهران .! , ومع عوامل الشّد والجذب بين ايران والأمريكان ” وما بينهما ! ” , فإنَّ حالة الترقّب والإنتظار السريع لما قد يستبق , فقد تترشّح وتمسى أحداثٌ ما يحدث من احداثٍ وحوادثٍ غير محتملة الحدوث .! , وكأنّ المستقبل الحاضر والقريب مرهوناً بالسيد بايدن ! والأمرُ أبعد من ذلك وبكلّ الأبعاد المختلفة هندسياً .!