19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

العراق و أمن الخليج !

العراق و أمن الخليج !

يوم الأوّل من امس اعلنت او اصدرت الخارجية العراقية بياناً على شكلِ تصريحٍ بأنّ العراق لن يشارك في او ضمن القوات الدولية لحفظ الملاحة والأمن في مياه الخليج العربي , وقد عللّت او برّرت ” ولا نقول سوّغت ! ” وزارة الخارجية موقفها هذا بأنّ وجود قوات دولية في الخليج أنّما يزيد من التوتر او حدّة التوتّر .!

في الواقع فأنّ إصدار او الإعلان عن هذا الموقف او عدمه فهو ذات الأمر .! ولا يحمل ايّ جديد , ولا يفاجئُ أحداً في الداخل او الخارج , وهو موقفٌ معروفٌ سلفاً ومسبقاً , وهو مُدركٌ ايضاً فطرياً وبالغريزةِ ايضاً لإيٍّ كائنٍ مَنْ كان , لكنّ هذا التصريح ربما جاء لإعتباراتٍ بروتوكولية او أشدّ منها .! بعدما اعلنت كل من السعودية ودولة الإمارات لإنضمامها الى قوة التحالف الدولي خلال الأيام القلائل الماضية بعد قصف المنشآت البترولية لشركة ارامكو في المملكة على يد ! طائراتٍ مُسيّرةٍ قاصفة ! او بصواريخ او ايضا بكلتا الأثنتين على الأرجح , ومن الملاحظ هنا عدم انضمام هاتين الدولتين لقوات التحالف طوال الفترة الماضية بالرغم من تعرّض مصالحهما الى الأخطار .!

في إستقراءٍ خاص لموقف الخارجية العراقية التي تمثّل احزاب السلطة الحاكمة والتي تمتلك من السلطة لتتخذ ايّ موقفٍ كان ومهما كان ” وهذا حقٌّ حكومي لمن يحكم ” ويمتلك القرار , لكنه من الزاوية اللغوية < على الأقل ! > ومن النافذة الموضوعية المجرّدة , وحتى من خلال تفكيك المعاني والأبعاد الأمنيّة الصادقة لحفظ الأمن في مياه الخليج , فهل يمكن تفسير عدم المشاركة لتأمين حرية الملاحة بأنه يعني فيما يعني أنه رغبةٌ او توجّهٌ لعدم تأمين وحفظ الأمن في هذه المنطقة البحرية وما يجاورها من دولٍ من كلتا الضفتين .! , ثُمّ أنّ ما تضمنّه بيان او تصريح الخارجية العراقية بأنّ وجود قوات دولية في منطقة الخليج فأنما يرفع او يزيد من درجة التوتر , فأنه اعترافٌ ضمني بأنّ التوتّر قائمٌ وموجودٌ اصلاً مع او عدم وجود قوات دولية لحماية ناقلاتها النفطية وسفنها التجارية .!

ما نقصدهُ هنا او بعض ما نقصده فهو نصحٌ لوزارة خارجيتنا الموقّرة بتبّنّي الدقّة اللغوية والموضوعية في صياغة وتحرير بياناتها وتصريحاتها , وأختيار ذوي الأختصاص الإعلامي المجرّد والمتجرّد في كتابتها , وثُمَّ إدراكنا المسبق بأنّ ما نسجّله عبر هذهنَّ الأسطر هو ليس سوى سفسطة إعلامية – سياسية ولغوية عند قراءتها من قبل ساسة السلطة , لكنّما في الواقع و وفق هذه الوقائع فما نذكره هنا هو للأجيال القادمة في دراستها للتأريخ الحالي , فتدوين التأريخ يتطلّب زوايا نظرٍ متعددة , وقد تتطلب قراءتها بالعدسات المكبّرة , ولربما عبر المايكروسكوب العراقي .!