يسألنا اولادنا وابناء الاجيال التي ولدت في ظروف الحصار ومابعدها ماذا كان العراق بالنسبة لدول الجوار والعالم وهل يعقل دولة حاليا متهالكة تلاقي كل هذا الاهتمام العالمي… فاين يكمن السر هل التاريخ مزور ام ان الحقيقة قد دفنت.. اسئلة كثيرة وكثيرة وهناك اجابة اطول واكثر ولكنني سأختصرها بما رأيته وتعايشت معه اسوةً بمن عاش معي من الاجيال المقاربة لعمري…اختصرها بسطور لان الشرح يحتاج مؤلفات كثيرة وليس مقالة واحدة واسطرها لا يتجاوز بضع كلمات…
لقد بدأت النهضة الصناعية ياولدي في العالم منذ خمسينيات القرن الماضي وكانت دول قليلة جدا ومن ضمنها الدول الثمانية الصناعية الكبرى قد دخل فيها معامل الانتاج والصناعات البسيطة مقارنة بالحاضر كان العراق قد قرر في حينها انشاء في اغلب المدن الرئيسية معامل للغزل والنسيج ومصافي للنفط ومعامل للسكر اضافة لإنشاء طرق وجسور حديثة والاهتمام بالواقع الصحي وارجو الانتباه لهذا الجانب لان العراق اول دولة في الشرق الاوسط تمتلك مستشفيات متخصصة اضافة الى مراكز علاجية للحالات الطارئة وللأمراض التي ظهرت في ذلك الوقت كمراكز مكافحة التدرن او السل الرئوي وكان يعتبر من الامراض الفتاكة واغلب ابناء الشعوب العربية ودول الجوار يأتون لغرض العلاج في هذه المستشفيات التخصصية والى عهد التسعينات من القرن الماضي كان المواطن الاردني واليمني والفلسطيني والصومالي والسوري والسوداني وغيرهم من بلاد اخرى يأتون الى بغداد لغرض العلاج واجراء عمليات كبرى ومنها زراعة الكلى او العمليات الجراحية التي تخص عالم النظر وبصورة مجانية على حساب الحكومة العراقية…اما التعليم ياولدي فلقد اعلنت منظمة الامم المتحدة في عام 1979 خلو العراق تماما من الامية وتم منحه جائزة من منظمة اليونسكو لذلك المجهود…
وعن الصناعات العراقية سأحدثك عن شركات عملاقة تم منحها صفة الامتياز من كبرى الشركات العالمية فشركة سكانيا السويدية منحت الامتياز للشركة العامة لتصنيع السيارات العراقية وتم انتاج سيارة سكانيا وبأحجامها الكبيرة المختلفة في العراق وكذلك شركات مثل الدراجات الهوائية في الاسكندرية وشركة الساحبات الزراعية وغيرها من صناعة للأدوات الاحتياطية…. وفي مجال الشركات الإلكترونية فيعتبر تلفزيون القيثارة خير شاهد على تلك الصناعة والذي يعتبر مضاهي للصناعة اليابانية وفي مجال الادوية والمستحضرات الطبية فالشركة العامة لصناعة الادوية في سامراء لا يمكن لأي دولة عربية الوصول الى المنتجات الدوائية لهذه الشركة من حيث الجودة والمفعول الدوائي.. وكان العراق يملك الاسطول البري والبحري الاول للنقل فيما تأتي تركيا وايران والدول الاشتراكية بالدرجة الثانية واما الزراعة فالكويت والاردن وبعض الدول الخليجية تعتمد على انتاج الزراعة العراقية وهناك مثل خليجي ( يجيك الصيف وتشبع رگي عراقي ) وكان معجون الطماطة العراقية يصدر الى تركيا.. واذا سألتني عن الاقتصاد بشكل عام فالدينار العراقي يعادل ثلاثة دولارات وبعض السنتات.. اما في مجال الجيش والعسكر فكل قائد في جيوش تركيا وباكستان وايران واغلب الدول العربية يتخرجون من معهد عسكري عراقي ضمن قيادة حلف بغداد ولا يعترف بهم عالميا اذا لم يحملوا شهادة الحلف وكان مقر هذه المؤسسة في ساحة الاندلس داخل العاصمة بغداد… والكثير.. الكثير.. ياولدي.. اما اليوم وكما تشاهد ياولدي فلقد انقلبت اوضاعنا رأسا على عقب وهذا كله مدروس مسبقاً وفق سياسة الخوف من حصول العراق على اي تطور علمي يضاهي فيه الدول العظمى..
وللحديث بقية!!!!!!!!!!!