إجتمع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمس ، مع قادة الحشد الشعبي ، وبعض قادة الميليشيات، وإتفق الطرفان على مواجهة إنتشار القوات الامريكية في العراق، وإخراجها من العراق ، بمعركة سياسية بديلة عن المعركة العسكرية ، التي يلوّح لها قادة الميليشيات والفصائل المسلحة التابعة لإيران،فإلى أي مدى ستنجح حكومة عبد المهدي، في تحوّيل المعركة العسكرية مع ألإدارة الامريكية، الى معركة سياسية ،والى أي مدى يمكن لعادل عبد المهدي، أن ينجح ويروّض الحشد الشعبي ،والميليشيات والفصائل، التي تهدّد ألجيش الامريكي في العراق يومياً، بالويل والثبور، إذا لم تنجح المعركة السياسية ،هذه المقدمة أسوقها لحيثيات الإجتماع المشترك بين الحكومة وقادة الحشد ، لنزع فتيل أزمة أو حرب مفتوحة حتمّية مع الأمريكان في العراق، ولإقناع قادة الحشد والميليشيات بضرورة إلقاء السلاح ودمجهم في المؤسسة العسكرية، وحصر السلاح بيد الدولة تماشياً مع رغبة وتصرّيح المرجعّية في النجف ، في المقابل هل توافق هيئة الحشد الشعبي والميليشيات ،أنْ تسلّم سلاحها للحكومة برعاية أمريكية، وتندمج مع الجيش ،وتتحوّل من مؤسسة وجيش، يملك أفضل وأحدث الاسلحة التي لايملكها الجيش العراقي، الى مؤسسة سياسية.؟ أم ستمارس ( التقية)، مع الحكومة ومع الامريكان ، وتوافق على مضض كما فعل فيلق بدر الذي يتزعمه هادي العامري، في بداية الإحتلال الامريكي وأعلن تحوّيله الى ( منظمة سياسية وهميّة)، وبعد أن رحل الامريكان ،عاد الى وضعه العسكري، كأكبر قوة عسكرية وسيّطر على جميع محافظات الجنوب، هل تتّكرر هذه اللعبّة ثانية مع الأمريكان،( وتقشمرهم) حكومة عبد المهدي وقادة الحشد الشعبي والميليشيات ، وتمرر أكذوبة ( حل الميليشيات والحشد) ،والتحوّل من العمل العسكري، الى العمل السياسي ،ألإجتماع قرر بالإجماع على خوض معركة سياسية مع أمريكا ، وتأجيل المعركة العسكرية، هكذا صرّحوا بعد الإجتماع، ولكن ماذا يقصدون بالمعركة السياسية، يقصدون بالمعركة السياسية، انهم وبعد جمع تواقيع أعضاء الكتل الرافضة للوجود الامريكي، والمسماة أجنحة إيران في البرلمان ،لأستصدار قرار برلماني يُلغي به الاتفاقية الأمنية التي عقدها المالكي مع الجانب الامريكي عام 2008،والتي بموجبها تقرر( إبقاء الجيش الامريكي لمدة 99 سنة في العراق، ولايحق للجانب العراقي المطالبة بإخراجهم أو إلغاء الاتفاقية، وبناء قواعد عسكرية، ودخول المسئولين الامريكان للعراق دون الرجوع للحكومة، والتجوّل في المدن، والمحافظات بحرية كاملة دون الاعتراض عليها)، وغيرها من الشروط المهينة التي تكبّل الحكومات المتعاقبة ، كما سيصوّت البرلمان على قرار إخراج القوات الامريكية من العراق، ومنع إستخدام أرض العراق كمنطلق للعدوان على دول الجوار، ويقصدون إيران،هذه هي المعركة السياسية التي تريدها حكومة عبد المهدي وقادة الحشد والميليشيات، مواجهة أمريكا بها ،إضافة الى الضغط الدبلوماسي وفرض شروط إقتصادية وسياسية وشعبية ودينية أخرى على الاتفاق ، وتحشيّد الرأي العام ، تحت حجة واهية ( أن العراق لايسمح بحرب مع ايران يكون العراق ساحتها)، في حين يرفض رفضاً قاطعاًعادل عبد المهدي( وبضغط إيراني )، والاحزاب الايرانية الموافقة على حلّ الحشّد وتسليّم سلاح الميليشيّات التي تنضوي بإسمه ، وحل هذه الفصائل غيرالرسمية والخارجة عن القانون والدستور، كما يقول ويصفها دائما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ويوافقه الرأي مرجع النجف السيد السيستاني ، بقولهم( يجب حصر السلاح بيد الدولة وهذه ميليشيات وقحة)،إذن هناك إصرار وإتفاق ووثيقة عهد بين عادل عبد المهدي وقادة الحشد والميليشيات، على القيام بلعبة مع الامريكان ،هي المواجهة السياسية ، قبل المواجهة العسكرية ،ولكن في مقابل ذلك يعمل الامريكان بهدوء، وعدم إستفزاز الطرف المقابل ، بالقيام بإجراءات عسكرية تمهيدية تدريجية، لتحقيق هدف مركزي لها في العراق، دون الإلتفات الى تهديدات وتصريحات وهمبلات الحكومة وقادة الميليشيات، فماهي هذه الخطوات التي ستمكّن الادارة الامريكية، من تحقيق أهدافها بتحجيم الميليشيات وحلّ الحشد الشعبي، وإجبارها على تسليّم سلاحها للدولة، كما تريد المرجعة ومن خلال فتواها،وعلى أساسها ، زار وزير الخارجية الفرنسية المرجع الاعلى، وإتفقا على هذه الخطة لتفادي المواجهة العسكرية، مع الجيش الامريكي والتحالف الدولي على أرض العراق، وهكذا تقوم القوات الامريكية بالإنتشار بسرّية تامة في جميع المحافظات والمدن العراق ، وتنشيء قواعدها العسكرية فيها، تحت نظر الحكومة والميليشيات المسلحة، ومن يتابع الإجراءات الامريكية السياسية والعسكرية، يتأكد كم هو حجم الإصرار الامريكي، على تنفيذ السيناريو العسكري لمواجهة الميليشيات وايران، واصرار أمريكا وحلفاؤها على انهاء نظام طهران بالقوة العسكرية أو بدونها، عن طريق الحصار، والإنهاك البطيء لإقتصادها ، فتغيّير السفير الامريكي، وإرسال سفير متشدّد جداً ضد إيران وميليشياتها ، له دلالة واضحة ، وزيارة الوزير الفرنسي للمرجع الأعلى، أيضاً له دلالته، ولإستدعاء رئيس الوزراء عبد المهدي لواشنطن بعد إسبوعين أيضا له دلالته، والاستحضارات العسكرية في الخليج العربي والدول الاقليمية ، لها رسالة واضحة ايضا، فعلى ماذا تعوّل ايران وميليشياتها ، كي تتجّنب المواجهة العسكرية مع الدول الكبرى، وتحالفها الذي تقوده أمريكا، إيران تعوّل على أذرعها لتورّطها في حرب ،تعرف هي أنها خاسرة مع أمريكا، وستتّخلى عن أذرعها، مع إطلاق أول رصاصة ضد القوات الامريكية، وأذرعها في العراق تعوّل على المواجهة السياسية مع أمريكا، وأمريكا لاتشتري هذه المواجهة السياسية ( بفلسين)، لأنها أذكى من يُمرّر عليها هكذا الاعيب وأكاذيب( بتقّية) سبق وأن مارستها معها الميليشيات في بداية الإحتلال ، وهي ترى صواريخ الميليشيات موجهّه لقواعدها العسكرية، والاقضية والنواحي تشهد تدريبات عسكرية لمتطوعي قتال الأمريكان، في مناطق تسيطر عليها هذه الميليشيات، بعد أن رفضت المدن المحرّرة، (ترهيب وترغيب) حكومة عبد المهدي وقادة الحشد الشعبي وقادة الميليشيات والدولة العميقة لصاحبها نوري المالكي، قتال الأمريكان، بل العكس كان الرّد الترحيّب والتهليّل بعودة القوات الامريكية، لتخليّصها من بطش الميليشيات عليها، وزجهم في سجونها السرّية ،وحتى البرلمان العراقي سيشهد معركة من نوع آخر، وهي معركة بين مَن يرفض الوجود الأمريكي، ومن يرحب بالوجود الامريكي وانتشار جيشه في العراق، وأعتقد سوف يفشل البرلمان بالتصويت على قرار خروج الامريكان من العراق، والغاء الاتفاقية الأمنيه مع أمريكا، لأن الكثير من البرلمانيين وحتى من الأعضاء والكتل الشيعية ،تدرك حجم الخراب والدمار الذي سيحلُّ بالعراق وسيدفع الثمن هذه المرة أهلنا في الجنوب، وحشية الحرب مع الامريكان، إذا مَرّر البرلمان التصويت ،ونجحت أجنحة ايران في إلغاء الاتفاقية وإخراج الامريكان، بقرار برلماني ،من اجل سواد عيون ايران، التي تريد ان يكون العراق، وارض العراق، وشعب العراق وقوداً للحرب القادمة عليها، وتورّط العراقيين بها ،وتُحملّهم وزّرها الباهض، لذلك نرى أن المعركة السياسية، التي تريدها حكومة عبد المهدي وقادة الميليشيات والحشد، ماهي إلآ (فخ إيراني) لإيقاع العراق فيه، وتوريّطهم بمعركة عسكرية خاسرة، وهذا ما يرفضه العراقيون كلهم ، الحلُّ المطلوب تفوّيت الفرصة على الأجنحة الايرانية، من إدخال العراق حرباً بالانابة عن إيران، والإصرار على تفكيّك الأزمة مع الادارة الامريكية ،بالموافقة على شروطها ، وإلا ستُعطي هذه الاحزاب والميليشيات فرصة أخرى لعودة داعش، واستثمار الصراع مع الأمريكان، في وقت ستُعلن أمريكا الأسبوع القادم، القضاء على داعش في العراق وسوريا ،‘ فهل نشهد بعد ذلك فصلاً جديداً، من الصراع في المنطقة مع الميليشيات والحشد الشعبي في المنطقة ،هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة ….