تتجه حكومة المالكي واحزاب السلطة الطائفية ،الى تطبيق مشروع بايدن التقسيمي ،من خلال استحداث محافظات جديدة تقوم على اسس طائفية وعرقية واثنية وقومية ،وقد بدأها نوري المالكي رئيس الوزراء في اعلان قضاء تلعفر وطوزخورماتو محافظتين ،ورفض اي اعتراض على هذين الاجراءين ،بالرغم ان هذا الاعلان غير (دستوري ولاقانوني )، كونه لم يأت من خلال طلب مجالس المحافظات تحويل القضاء الى محافظة حسب دستور بريمر سيء الصيت الذي رسخ الوصف الطائفي ورسخه وثبته فيه ،لذلك وردا على نوري المالكي واحزاب السلطة الطائفية التي تدعم قيام محافظات ذات البعد الطائفي ،جاء طلب اقضية عراقية اخرى في البصرة وتكريت ونينوى وديالى لتحويلها الى محافظات اسوة بتلعفر وطوزخورماتو ،وذهب محافظ نينوى اثيل النجيفي الى ابعد من هذا فاعلن في مؤتمره الصحفي الى قيام اقليم الموصل كاستحقاق دستوري ورد فعل طبيعي على اعلان المالكي الغير دستوري ،وهكذا فعل محافظ صلاح الدين ورفض اعلان المالكي رفضا قاطعا ،وشاهدنا الكثير من التصريحات الاخرى التي تصل حد السخرية والنكتة، لانشاء محافظات اخرى لاحياء في المدينة الواحدة والقبائل والعشائر والاقليات الاخرى مثل المسيحيين واليزيدين والتركمان في اقضية ونواحي نينوى وغيرها ،وهكذا جرى الامر في محافظات اخرى مثل البصرة وميسان وكربلاء والقادسية وديالى ،فكانت ردود الافعال استهزائية واستنكارية وهناك من يصر على تحويل عشرات الاقضية الى محافظات ،مثل قضاء الرفاعي والزبير وخانقين والفلوجة وطوزخورماتو وتلعفر والحمدانية والشيخان وبعشيقة والمسيب وغيره ،بمعنى سيصبح العراق (الاف المحافظات ) ،وهذا ما تريده ادارة اوباما وما نص عليه مشروع بايدن الخبيث،فماذا سينتج عن هذا ،اكيد سيتحول العراق الى فوضى من الحرب الاهلية الطائفية والعرقية والقومية والمذهبية والدينية والعشائرية وغيرها ،نحن نرى ان ادخال العراق في الصراع الطائفي من خلال اقامة المحافظات والاقاليم وغيرها امر في غاية الخطورة على مستقبل العراق وتقسيمه بكل تاكيد الى طوائف واقليات طائفية تحكم المحافظات وصراعات طائفية داخل حتى العشيرة الواحدة ،ونرى في اجراء نوري المالكي في استحداث محافظات على اسس طائفية هو اجراء سياسي ودعائي انتخابي ،يروم من خلاله تحشيدالمحافظات طائفيا وتهيتها الى الوقوف بجانبه في الانتخابات القادمة ،بعد ان خسر قواعده وحلفاءه ومريديه وجمهوره وطائفته في اغلب مناطق ومحافظات العراق ،بسبب حربه على اهل الانبار بحجة محاربة داعش ،وتورط جيشه في معركة خاسرة مفترضة هدفها طائفي لاوطني ، تم فيها قصف مدن واقضية ونواحي اهل الانبار بالصواريخ والطائرات والمدفعية الثقيلة ،وشاركت فيها كل الميليشيات الطائفية المسلحة مثل العصائب وقوات بدر وميليشيات البطاط وحزب الله وغيرها وحتى فيلق القدس الايراني والحرس الثوري ،فاعلان المالكي تحويل قضاء تلعفر وطوزخورماتو الى محافظات هو مغامرة سياسية غبية ،انفتحت عليه ابواب الفتنة الطائفية على مصراعيها ،لايمكنه غلقها بسهولة دون تقديم خسائر سياسية وجماهيرية سيرى نتائجها قريبا جدا ،كما تورط بحربه على الانبار تحت ذريعة الحرب على داعش ،اما اعلان الاقاليم فهي ايضا مجازفة يقوم بها محافظ نينوى بجعل نينوى اقليما ،وهو مشروع يدعمه الحزب الاسلامي ويروج له ويثقف له منذ سنين في نينوى والانبار وديالى ،وجاء الوقت ليتطابق مع دعوة محافظ نينوى ،نحن نقول ،هذا المشروع على (قانونيته الدستورية )بالرغم من تحفظاتنا على الدستور المسخ ورفضه ،الا من الناحية الدستورية ،فهي خطوة نحو المجهول ،فماذا يفرق عن مشروع نوري المالكي تحويل الاقضية الطائفية البى محافظات عن دعوة اثيل النجيفي الى اقاليم طائفية ،الا يؤدي كليهما الى تقسيم العراق ،ثم اين اقليم نينوى ،16 قضاء تحت سلطة الاحزاب الكردية هل سيحكم المحافظ (الدواسة وباب الطوب ودجة بركة ووادي حجر)،اذا قامت محافظة تلعفر (وستقوم رغم عنه ونكاية به ) ،لذلك ارى ان المشروعين الاقاليم والمحافظات سيلقى الفشل لانهما ينطلقان من نفس طائفي وتقسيمي لكلا الطرفين ،وهذه المشاريع الطائفية لعبها المحتل ايام الغزو وقبله ولم تنجح ،والسبب دائما تصدي شعبنا العراقي وكشف الاعيب السياسة ،التي تريد تقسيم البلاد لاغراض سياسية ومصالح ونفوذ ديني وسياسي لايخدم العراق ،هكذا هم امراء الحرب وامراء الطوائف وذيول الاحتلال ونهازي الفرص التاريخية ،فالعراق والعرب ،يعيشان اضعف حالاتهما وتفككهما وتشتتهما ،لذلك سهل على ادارة امريكا وعملائها من تنفيذ ماربهما السياسية وخططهما ومخططهما ،في جعل العراق ضعيفا هزيلا مقسما الى الاف الدول والدكاكين والطوائف ويتركونه نهبا للسراق والحرامية والمفسدين والطائفيين والظلاميين والاقطاعيين من سقط المتاع وسياسي الصدفة ومراهقيها ،ولكن شعب العراق ،وبكل طوائفه وقومياته واقلياته واديانه ،تتصدى ببسالة الى هذا المشروع الجهنمي بكل وعي وتوحد وانصهار مع تاريخ العراق وحضاراته ،في مواجهة المشاريع التقسيمية الطائفية والقموية والاثنية التي يريدها اعداء العراق ممن يروجون للاقاليم والمحافظات الطائفية الحقيرة ،اطمئنكم ان العراقيين سيسقطون مشاريعهم ويرمونها في مزبلة التاريخ ،كما رمى من قبلها مشروع هنري كيسنجر والمجرم بوش اقامة الشرق الاوسط الكبير ،فهل نسيتم .؟؟