التصفيق علامة من علامات الاحترام أو التكريم، حيث كثيراً ما يتم استخدامه عند دخول أو مغادرة المتكلم أو المؤدي إلى قاعة، حيث يواصل أعضاء الجمهور التصفيق حتى يخرج الشخص المغادر، أو يبدأ الكلام بعد وقوفه، أو يجلس بعد دخوله.
و التصفيق حيث يقف الجمهور من مقاعدهم مع التصفيق للإشادة بأداء استثنائي لشخص ما. في روما القديمة، كان يحتفل بالتصفيق بالقادة العسكريين على انتصاراتهم التي لا تحقق تماما متطلبات النصر ولكنها لا تزال تستحق الثناء .
هذا في روما لكن ما يدعو العراقيين إلى التصفيق..؟؟؟
بالأمس وقف الحضور في المسرح الوطني وهم يصفقون ويهزجون للسيد رئيس الوزراء
لكن على ماذا يصفقون لااحد يعلم ذلك …هل حقق الرجل انتصاراً في معركة ؟
طبعاً لا فمعارك الانبار لا زالت بين كر وفر وألامور لا تبشر بخير … الأخبار تخرج قطره قطره .. نواقيس الخطر دقت لتردي الحالة الإنسانية لسكان الانبار والفلوجة .. وان حقق ذلك وانتصر فبدماء العراقيين .
لكن لايعلو صوت فوق صوت التصفيق …وبالروح بالدم نفديك …….؟
في الانبار مهرجان للقتل والدم وفي بغداد مهرجان للتصفيق ..مهرجان لايريد منظموه أن يسمعوا صوتاً غير صوت التصفيق للقائد .منتصراً كان ام مندحراً .
عادت بي الذكريات إلى أيام حرب احتلال الكويت .. وتذكرت براعة المصفقين وعلو أصواتهم حين ذاك فوق أصوات آلاف آلاف أطنان القنابل .التي ألقيت فوق رؤوسهم .. لكن رغم ذلك لم ينسوا ان يصفقوا الى القائد الضرورة مهما بلغت التضحيات .. خرجنا من الكويت وذبح شبابنا على طريق الموت ..ونهشت الكلاب جثثهم الطاهرة … واندلعت ألانتفاضه وما تلاها من أحداث … لكن لم ينقطع المصفقين عن التصفيق .. وعاد صدام يتحدث عن الانتصارات التي حققها .. والمصفقون رغم جوعهم وبؤسهم عادو يصفقون وبحرارة .!!
عاد المصفقون وتناسلوا ونقلو جيناتهم الى من سبقهم واحترفوا التصفيق وأبدعوا فيه حتى اضحو يصفقون لأي سبب كان وحتى بدون سبب ..حتى تقرحت أيدهم وسالت منها الدماء
لكن يجب أن يحافظوا على هذا التراث من الاندثار وصد هجمات التحضر والتطور التي تحاول طمسه وكأنه باب من أبواب رزقهم .. فالعالم تطور ولم يعد الناس يصفقون الى القائد الضرورة
في العالم المتحضر الناس تصفق لمن يبدع في الفن والسياسة للذي رسم الأمل والفرحة على وجوه الأطفال يصفقون لمن أوصلوا بلدانهم إلى أعلى درجات التطور والرقي في شتى المجالات . ونحن عندنا التصفيق مبتذل كالشعر الشعبي .. يهدى لكل من هب ودب .
في كوريا الشمالية اعدم دكتاتورهم زوج عمته ومن أسباب إعدامه مما ذكر في صدر المرسوم الجمهوري للإعدام (((إن الأجهزة الاستخباراتية لاحظت أن المعدوم كان لا يصفق بحماسة أثناء خطابات الزعيم !!)))..
أخشى ممن وقفوا وصفقوا ودبكو لرئيس الوزراء في المسرح الوطني ان يوصلونا إلى اليوم الذي نرى فيه عراقيين يعدموا لأنهم لم يصفقوا بحرارة للدكتاتور !!!
لاعلاج لهذا المرض القاتل في وطن امتهن التصفيق إلى القائد من قبل ان يكتشف الرومان التصفيق .
أرجو من الجميع أن يأخذ اللقاحات المناسبة للوقاية من هذا الداء القاتل والمزمن ..عافانا الله وعافاكم منه ..