أجتمعت عاهرات مدينه لعقد ميثاق شرف بينهن مفاده ان لا تسرق عاهرة زبون عاهره اخرى وان تكون نسبة الغش في مشروبات ملاهيهم متساوية ويترك للزبون حرية أختيار الملهى والعاهرة التي يقضي ليلته معها. ولكن لكونهن عاهرات فلا يصمد أي ميثاق شرف يعقد إلا ايام على اعلى تقدير.
وفعلا فقد لاحظت بعض العاهرات إنخفاض سوقهن نتيجه ميثاق الشرف أعلاه فقررن ان يعقدن ميثاق شرف اخر مع لصوص المدينه مفاده ان يقوم اللصوص بسرقة زبائن العاهرات الأخريات لكي يثنوا الزبائن من دخول تلك الملاهي…لكن هؤلاء الزبائن يمثلون واجهة المجتمع في تلك المدينه وهم لصوص نهار محترفين لذلك سرعان ما اكتشفوا اللعبة فعقدوا ميثاق شرف مع لصوص الليل يتم من خلاله توظيفهم كحمايات لهم ليلا ونهارا وبذلك كسب لصوص النهار كل الفوائد المتوخاة من مواثيق الشرف أعلاه وهي مواثيق لا للشرف ناقه ولا جمل فيها إنما هي إتفاقات تتمحور حول الغش والسرقة وطريقة إدارتهما…
في هذه المدينه التي تنزف دما بسب سلوكيات زبائن الملاهي الذين يمارسون نهارا عهرا من نوع أخر هو العهر السياسي, الذي أوصل المدينه لحافة الهاوية وأختلط الحابل بالنابل وكادت خيوط اللعبه تفلت من ايديهم, فضائح تزكم الأنوف أبطالها هؤلاء الرجال الذي يطلق عليهم برجال الدوله, سرقات بمليارات الدولارات من المال العام, فواتير بملايين الدنانير تدفع لهذا أو ذاك من عمليات تجميل إلى عمليات بواسير إلى عمليات أعصاب وكلها على حساب المال العام…فضائح على شاشات الفضائيات الكل يملك على الكل وثائق تدينه فهذا يبرز وثيقة أختلاس بحق الأخر والأخر يرد عليه الصاع صاعين ويبرز وثائق أكثر إدانه, مسرحيات تعرض كل ليله على تلك الشاشات أبطالها زبائن الملاهي الليله والذين يسوقون أنفسهم نهارا على إنهم رجال دوله ورجال دين ورجال سياسه…
ومع إقتراب موعد الحسم الجديد والتي يكون لشعب المدينه قرارا كل أربعة سنوات ببقاء أو عدم بقاء رواد تلك الملاهي سيئة الصيت بالتحكم في مقاديرهم وبعد نثر سيئاتهم وعهرهم في جميع وسائل الإعلام وبعد أقتناع أهل المدينه بإن إيا من هؤلاء لايصلح أن يكون أكثر من سايس لراقصة ليل شمطاء مهما ظهروا نهارا بمظهرهم الذي يريدونه أن يكون محترما أمام مدينه عم بها الفقر والبطالة وإنتشر بها القتل فهذا يقتل ذاك لأنه من الطائفة الفلانية والأخر يرد القتل بالقتل ويعرف جيدا أهل المدينه المنكوبه إن كل تلك الفوضى في مدينتهم سببها زبائن الملاهي الليلية هؤلاء….
هنا كان يتوجب على زبائن تلك الملاهي التحرك بسرعة حيث موعد القرار بدأ يقترب وإن بقاء صورتهم أمام أهل المدينه بهذه البشاعة قد يؤدي إلى سحب البساط من تحت أيديهم وهذه كارثة سوف تؤدي إلى خسارتهم مليارات الدولارات التي يسرقونها نهارا من شعب هذه المدينه بطرق مختلفه مقننه وغير مقننه وكانوا في حيره من أمرهم…كيف الخلاص وما هي الطريقه المثلى التي من خلالها يعيدوا تسويق نفسهم على إنهم رجال دوله وما نوع “الميك اب” القادر على تلميع صورتهم أمام شعب يتلضى بجحيمهم….وبمجرد ذكر “الميك اب” طفر كبيرهم ليقول بصوت عال:
وجدتها…وجدتها
إنتبه الجميع لكبيرهم وهم مندهشون
إستطرد “الكبير أوي” رافعا يده
“ولنا بالعاهرات أسوه حسنه”
سأله الأخر
“يا كبير ماذا تقصد”
أجابه والضحكه تعلو وجهه القبيح
“نعقد بيننا ميثاق شرف أسوه بميثاق شرف العاهرات”
خيم على القاعة لحظة صمت والكل يردد بصوت منخفض “ميثاق شرف العاهرات”
ثم علا تصفيق مدوي في القاعة على إقتراح “الكبير أوي”
وقبل أن يخفت التصفيق إنطلق صوت عالي من أخر القاعة
نطالب بأن تكون فواتير البواسير متساوية بيننا
فردد الجميع
نعم نعم للمساواة
نعم نعم لوحدة فواتير البواسير
أن شر البلية ما يضحك وا أسفي على هذه المدينه عندما يتحكم بها جهالها وا أسفي على شعب ينهش به ذئاب لا تعرف الرحمه ولا الشفقه وا أسفي على مصير مجهول ومظلم يلوح في الأفق إذا طال سبات شعب ولم يتحرك ليقلب الطاوله على فئة تسيدت فسادت وهم ليس أكثر من زبائن ليل يمارسون عهرهم السياسي نهارا ضد شعبهم على إيقاع رقصاتهم ليلا.
وسوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون