23 ديسمبر، 2024 6:08 م

العراق وكيفية الخروج من عنق الزجاجة

العراق وكيفية الخروج من عنق الزجاجة

احداث كثيرة وصراعات جمة رافقت العملية السياسية ومنذ ان اطاحت امريكا بنظام صدام وما نتج عنه بعد سنوات من اصطفافات دولية وإقليمية  ” ايران روسيا والصين وبعض من دول العالم الثالث ” ومحور اخر ضم ” السعودية وتركيا وقطر وأمريكا واغلب دول الاتحاد الاوربي ”  بداية امريكا لم يك امامها خيار الا ان تسلم الحكم الى الشيعه وعلى فرض انهم المكون الاكبر  بعد ان رفض السنة الدخول في العملية السياسية في حينها لذا تبنوا مبدأ المقاومة فأسسوا مليشيات سنية ” كتائب ثورة العشرين وجيش انصار السنة وجيش الطريقة النقشبندية وجيش عمر والفاروق وغيرها  ” وهذه من المفترض اسست لمقاومة ما يسمى بالاحتلال الامريكي غير انها عمليا اخذت تقاتل الحكومة العراقية  وتقتل وتهجر المواطنين الشيعة رافقتها عملية تهجير عكسية من المكون الاخر وعلى ايد مليشيات شيعية ايضا خصوصا بعد احداث هدم قبة العسكريين في سامراء .. اذن لماذا امريكا انقلبت على الشيعه والحكومة بعد ذلك ؟؟  وعلى فرض هي من رعى التغيير بعمليات عسكرية كلفت الحكومة الامريكية الملايين من الدولارات وأعطت اكثر من خمسة آلاف قتيل من جنودها من اجل اسقاط نظام البعث ؟ ولماذا راحت تدعم  المجاميع السنية بعد ذلك لوجستيا وإعلاميا ؟؟ .. فماهية مصلحة امريكا جراء تغيير تلك السياسة ..؟ لنأتي أولا على المليشيات السنية ولم غيرت اولوياتها والأهداف لتي انشأت من اجلها ؟؟ كان لتأسيس جيش المهدي وما رافق احداث عام 2005 وصاعدا سببا جعل المليشيات السنية تغير من بوصلة اجنداتها من مقاومة لمحتل الى قتل وتهجير للشيعة وقتل على الهوية والتفجيرات في السيارات المفخخة  هذا اولا..  وثانيا ان تلك المجاميع هي في الاصل لا تؤمن بالتغيير الجديد وحسب ما تحمل من براغماتية فكرية تؤمن ان الحكم لا يليق الا بهم ولهم فقط !! وباقي الرعية مجرد رقم محكوم من قبل رئيس أوحد قوي على شاكلة صدام ومن ثم ان تلك الرعية عليها ان تدافع عنهم وقت الشدائد وبإمرتهم وان لا يتدخلوا في مسالة الحاكمية مطلقا وهم مؤمنون ان الحكم لهم وحتى ان جاء بالسيف والقوة !! .. ثم لنأتي على موقف امريكا من الطائفتين واقصد طائفة الشيعه “الاغلبية الحاكمة” وطائفة السنة المهمشة وحسب ما رددوه ويرددوه الى الان !! هو ان امريكا محكومة بمنظومة اسست وفق مرتكزات ثابتة  تجيد قواعد اللعبة وبأسلوب ممنهج ومخطط ولأهداف استراتيجية موضوعة سلفاً .. السعودية وقطر وتركيا مع دول اخرى داخلة ضمن تلك المنظومة وتعمل ووفق نظام واحد وثابت . على ان لا يستطيع أي من تلك الدول من تغيير سياسته الا اذا حصل على مباركة جميع الأعضاء المنضويين لتلك المنظومة .. وما يهمنا هنا هو المملكة السعودية  صاحبت الثروة والمال والفكر المتطرف المنسجم مع اهداف المنظومة العالمية لذا فمن غير الممكن ان تخرج امريكا عن خط السعودية وليس العكس !! ولهذا نرى ان امريكا تعرضت للانتقادات من قبل روسيا والصين وايران  وبعض من دول العالم المعتدل والخارج عن منظومتهم التي نوهنا عنها . وأظن المواكب للسياسة الامريكية يذهب مع ما ذهبنا اليه . ودليلا على ذلك ما صرح به  وزير الخارجية الامريكي حون كيري حول المالكي وما نوهعنه من وجود تهميش واقصاء للسنة وكذلك توجيهه انتقادات لسياسة المالكي والذي قال ما نصه ” بات المالكي اليوم مختلف عليه حتى من قبل فرقائه الشيعه ” ؟ اي انه اراد القول ” يجب ان يكون للسنة حضور ووجود وقرار في الحكومة المقبلة والا فان داعش ستلتهم جميع المناطق السنية وسيصطف اهالي تلك المناطق معهم بعد ان يتيقنوا من ان امريكا والسعودية والمجتمع الدولي سيقف معهم ويدعمهم ”  ولهذا فإن ما جرى هو عبارة عن ضغط امريكي بمرآة سعودية عكست  تخوفها  من استقرار لدولة شيعية سَتكوّن مع ايران قوة كبيرة مستقبلا يهدد النظام السعودي وبقية انظمة الخليج العربي  وحسب رؤى دول الخيج قاطبة . فما هو الحل إذن ؟؟ .. حتى يُقْطَع الطريق على ما تروم دول الاقليم تحقيقه وحتى يتم القضاء نهائيا على المجاميع المسلحة وايقاف نزيف الدم وحتى لا نتحول الى سوريا اخرى  وان لا يتقسم العراق ومن اجل ان تعيش كافة طوائف الشعب العراقي بسلام وامن يجب ان تتغير السياسات السابقة وأن يحصل تقارب بين السياسيين السنة وبين حزب الدعوة تحديدا اذا ما فرضنا ان كلا من كتلة المواطن والأحرار متقاربة نسبيا مع المكون السني او هي اقرب للسنة منها من حزب الدعوة ومنه ستكون هناك المباركة السعودية والتركية والقطرية حاضرة ومنها سنحصل على مباركة امريكا ودول العالم والأمم المتحدة  “على ان هذا الحل سيكون وقعه مؤلم جدا على الشيعة ” لكن تجربة الإحدى عشر سنة الماضية جعلت من الشعب العراقي شعبا ممزقا الى طوائف واثنيات وقوميات متصارعة فيما بينها . ويجب ايضا ان تكون هناك حكومة اغلبية سياسية ممثلة من جميع الطوائف وليس شرطا ان يكون السيد المالكي هو من يشكل هذه الحكومة حيث ليس من الصعب على الائتلاف الشيعي ان يجد شخصية اخرى قادرة على رأب الصدع وردم الهوة بين المكونات خصوصا وما سمعنا من تصريحات للخارجية الامريكية مؤخراً وما قاله اوباما بان ” المالكي لم يوفق في استقطاب السنة بعد ان اقصائهم وهمشهم وحتى انه همش وأقصى حتى الاحزاب الداخلة معه في الائتلاف الشيعي اشارة الى ” كتلة المواطن والأحرار ” ؟ . فهل يستطيع ساسة العراق من الحاق الهزيمة بالمجاميع المسلحة ومن خلال توافقهم على مبدأ مصلحة العراق اولا وأخيرا ام اننا سنشاهد مأساة اكثر بشاعة من تلك التي اقدمت عليها تلك المجاميع لقتل جماعي لشباب العراق وهتك اعراض الاسر العراقية واستباحة الدم ونحر الرؤوس وفيما اذا اصرت الاحزاب السياسية على مواقفها ودون اعطاء اية تنازلات بعضها الى البعض الآخر  ؟؟ .