18 ديسمبر، 2024 11:50 م

العراق وفواتير المعارضة!

العراق وفواتير المعارضة!

الكل يعرف بأن بعض دول العالم وكذلك بعض دول الجوار للعراق قد أحتضنت الكثير من السياسيين وقادة الأحزاب السياسية أبان مدة معارضتهم للنظام السابق والذين هم الآن في قيادة الحكومة والدولة ويشغل الكثير منهم مناصب سياسية وحزبية ودبلوماسية ووزارية رفيعة ومهمة، وأذا كان هذا الأحتضان يعد فضلا أو دينا أو موقفا وطنيا وقوميا وأنسانيا أو لأي أعتبارآخر لتلك الدول كما يرى ذلك السياسيين أنفسهم!، فهو في الأول والآخر يبقى دينا شخصيا في أعناق السياسيين وحدهم الذين كانوا لاجئين ومعارضين في تلك الدول، وليس دينا أو فضلا على العراق وشعبه كله!!، وفي هذا السياق نذكر على سبيل المثال، بأنه:( في الولاية الأولى لرئيس الحكومة السابق نوري المالكي وعلى خلفية الأزمة السورية العراقية حينها،عندما كانت سوريا تصدر مئات الأرهابيين والأنتحاريين الى العراق!، وعندما أضطر العراق في ذلك الوقت أن يرفع شكوى الى مجلس الأمن والأمم المتحدة يتهم فيها سوريا بالأدلة القاطعة والأثباتات بأنها هي من تقف وراء كل العمليات الأرهابية وأنفجارالسيارات المفخخة في العراق، قال الرئيس السوري بشار الأسد لنوري المالكي : لولا أحتضاننا لك أيام المعارضة لما أصبحت الآن رئيسا لحكومة العراق!!). ولا ندري ما علاقة هذه بتلك؟ فهل المطلوب من رئيس الحكومة نوري المالكي وبقية السياسيين آنذاك أن يستمروا بألتزام الصمت المطبق أزاء كل ما يحدث للعراق من سوريا وبقية دول الجوار والأقليم من تدخل ودمار وأرهاب أكراما وأرضاء لمواقف تلك الدول أيام المعارضة؟!. وفي حقيقة الأمر ولا بد أن نذكر ونؤكد هنا بأن جميع الدول العربية ليس لها أي فضل يذكر على العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ومرورا بكل الحكومات التي حكمت العراق من ملكية الى جمهورية والى الآن. فنحن من ضحينا بأقتصادنا وبناء بلدنا وبكل شيء وحاربنا وقاتلنا وسالت دماء شبابنا نيابة عن الأمة العربية المجيدة! بدأ من مشاركة العراق في حروب 73،67،48 ، وأذا كان العراق قد قاتل لمدة ثمان سنوات في الحرب العراقية الأيرانية (1980-1988) نيابة عن الأمة العربية حسب أعتقاد ورؤية النظام السابق وتصريحات وسائل أعلامه آنذاك، فالعراق ومنذ 2003 ولحد الان يحارب الأرهاب وتنظيماته بكل صورها وأشكالها المتمثلة بالقاعدة وداعش وبقية التنظيمات الأرهابية الأخرى، ليس نيابة عن الأمة العربية فحسب بل نيابة على العالم أجمع!!، بعد أن صار العراق مسرح وساحة القتال وجبهة الصد الأمامية الأولى للحرب ضد الأرهاب، ودفع الكثير من موارده المالية والبشرية نظير ذلك الصد والتحدي، وبلا أية كلمة شكر وعرفان وتقدير!،(طول عمره العراق وأهله ماكولين مذمومين!، وحسبنا الله). ولا ندري هل أصبح العراق وشبابه بيد الحكومات السابقة واللاحقة، مشروعا دائما للخراب والموت والأستشهاد من أجل الأمة العربية ومن أجل العالم؟!.أن على سياسيوا العراق اليوم أن لا ينسوا ولا يتناسوا هذه الحقائق والكثير غيرها من المواقف ، التي وقفها العراق لكل الدول العربية ودول الجوار، والتي يجب أن لا تغيب عن ضمائرهم وكذلك عليهم أن يدركوا جيدا بأن أيام المعارضة شيء وأن يكونوا في السلطة وما يترتب عليها من مسؤوليات وألتزامات وطنية أمام الشعب من أجل الدفاع عن حقوقه وتأمين الحياة الحرة الكريمة له هو شيء آخر.أما أن يحاول بعض السياسيين وقادة بعض الأحزاب السياسية خلط الأمور بعيدا عن أية روح وطنية وأعتبار مواقف تلك الدول التي آوتهم وأحتضنتهم بأنه دين في ذمة العراق وشعبه ويجب أن يسدده ماليا وبشريا الى يوم يبعثون! بالصمت وغض النظر عما تقوم به هذه الدولة وتلك حتى لو كان على حساب أستباحة الدم العراقي وتدمير العراق وتخريب أقتصاده وصناعته وزراعته، بالقصد السيء الواضح وبالسكوت على مجمل الأفعال والممارسات والتدخلات بشأنه الداخلي،وسرقة موارده المالية جهارا نهارا بشتى الطرق والأساليب؟!، وأصرارهم على تدمير الحياة في العراق بأعلان حرب المياه عليه وقطعها عنه منذ الأحتلال الأمريكي للعراق وسقوط نظامه السابق عام 2003 ولحد الآن، فهذا ما لا يقبله منطق ولا ضمير ولا دين!. فسياسييونا اليوم مطالبون من قبل الشعب الذي أنتخبهم بموقف وطني واضح وصريح يضعون فيه مصلحة العراق فوق كل الأعتبارات أمام كل دول الجوار والأقليم التي تريد ألحاق الضرر بالعراق، وخاصة في موضوع الأرهاب المائي! الذي تمارسه هذه الدولة وتلك والذي قتل الزرع والضرع وأدى الى هجرة الحيوان قبل الأنسان للكثير من تلك الأراضي الزراعية والمسطحات المائية، حيث لم تبق حرب المياه التي تشن ضد العراق ألا على (12) مليون كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية من أصل (48) مليون!، ورفع كل ذلك الى المحافل الدولية أن أقتضى الأمر!، أن كانوا وطنيين وصادقين في أنتمائهم وحبهم للعراق وشعبه. ونسأل أخيرا: ألم يكفي الحكومات والسياسيين الذين قادوا العراق من بعد عام 2003 ما دفعه العراق وشعبه ماليا وبشريا طيلة السنوات(15) التي مضت لدول الجوار بسبب مواقفهم البعيدة عن الوطنية، كفواتيرلأيام معارضتهم، للنظام السابق وحتى بعد سقوطه!!، حيث أن الكثير من السياسيين أختلفوا مع حكام العراق الجدد من بعد 2003 وأصبحوا معارضين لهم!، وأتخذوا من دول الجوار وبعض الدول العربية ملاذا آمنا لهم؟.