السياسة الامريكية في الشرق الاوسط متقلبة وغير متوازنة ،وتخضع لمزاج الرئيس دائما ،بالرغم من وجود الكونغرس الامريكي ومجلس النواب، اللذان يقرران السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية لسنوات طويلة ،ونحن نعلم ان الاستيراتيجية الامريكية قابلة للتغيير حسب المصالح والتقلبات السياسة في اي مكان في العالم ،ولكننا في الشرق الاوسط نعاني من تخبط سياسي وفشل استرايجي امريكي قاتل ،دفعت ومازالت تدفع ثمنه الامة العربية ما لم تدفعه عبر كل تاريخها الطويل ،من ثرواتها ودماء ابنائها ومواقفها القومية وثوابتها تجاه قضية العرب المركزية فلسطين (فشل اطول مفاوضات في التاريخ بين الفلسطينيين والاسرائيليين)،فيما عرفت بمؤتمر كامب ديفيد واوسلو وغيرهما ،لياتي السيناريوالامريكي الجديد في المنطقة العربية ،بغزو العراق وتدميره واخراج جيشه واسلحته الدفاعية من التوازن العسكري الاقليمي ،ثم تلاه غزو وتدمير ليبيا واخراج جيشها واسلحتها الدفاعية خارج المنظومة الدفاعية العربية ،عندها اعلنت بدءاكذوبة الربيع العربي وانا اسميه اكذوبة الربيع الامريكي في المنطقة ،فكانت البداية في تونس وبعدها مصر واليمن والان سوريا،وجميع هذه الدول العربية سلمتها ادارات المجرم بوش والجبان اوباما للاسلام السياسي المتأسلم،لكي تعطي صورة سيئة عن فكر وروح الاسلام المتنور المتسامح العظيم وتشوهه في الحكم امام العالم ،وتقول للعالم هذا هوالاسلام ؟،وهكذا بعد سنة واحدة فقط من حكم الاسلام السياسي انتفض الشعب العربي وازاح هذه الانظمة الاسلاموية ،بعد ان مقتها وكشف زيفها وتبرقعها الاسلاموي الخادع في الحكم ،وحين انكشفت هذه الانظمة انفضحت امريكا امام العالم وانكشف مخططها فاخذت تتخبط في سياستها مع الحكام العرب ،بعد ان اصبحوا في اضعف وارذل حالاتهم وتشرذمهم وتفرقهم ،ولكي نضع القارىء في الصورة الحقيقية الان ، للمشهد السياسي العربي الرسمي العربي،من ضعف ووهن ونكوص،لايساويه الا الفشل الامريكي في المنطقة ،ففي قضية غزو العراق اثبتت ادارة اوباما فشلها الذريع في اقامة نظام حكم ديمقراطي كما كانت تطبل وتدعي (سيكون العراق نموذج في الديمقراطية في العالم )،وعلى العكس تماما اصبح افشل وافسد واسوء نظام عرفه تاريخ العراق ،وكانت الفوضى الامريكية الخلاقة ومازالت احد ابرزمعالم نظام الحكم الطائفي في العراق ،وبعد كل هذا الخراب والدمار الذي احدثته السياسة الامريكية الغبية في المنطقة العربية ،تجيء تخبطات سياسة ادارة اوباما ،والتي اتصفت منذ بدء توليه ادارة البيت الابيض،والتي وصفها اغلب مراقبو وسياسيو العالم بأنها فاشلة وغبية وجبانة ،انحدرت بسمعة امريكا الى الحضيض،فالبرنامج النووي الايراني لم تستطع ايقافه رغم الاتفاقية الاخيرة معها ،والوضع الامني المنهار في العراق لم تستطع معالجته رغم مواجهة المالكي به فبي البيت الابيض قبل اسبوعين واقرارها بفشلها في مواجهة الميليشيات الايرانية والحرس الثوري وفيلق القدس الايراني في العراق ،وفي سورية فشلت ايضا في دعم الثورة السورية وتسليحها في مواجهة النظام وحزب الله اللبناني والحرس الثوري ،بحجة تصاعد دور جبهة النصرة ودولة العراق والشام ،بالرغم ايضا من اعترافها بان اليار الاسلامي المتطرف في سوريا لايتعدى 5% ممن يحاربون النظام مع المعارضة،في حين كانت روسيا وايران والصين هي الرابح الاكبر من فشل السياسة الامريكية في المنطقة ،ان فشل سياسة ادارة اوباما وعدم حسمها اخطر القضايا التي تشغل وتهدد المنطقة ،وهو البرنامج النووي العسكري الايراني ،وانهاء نظام بشار الاسد الطائفي المتمرس خلف ايران وميليشياتها ذابحا ومدمرا الشعب العربي السوري ،بدعمها ثورة الشعب السوري اعلاميا وتسليحها عسكريا ،جعل من المنطقة كلها على فوهة حرب طائفية عالمية ثالثة مؤكدة ،يكون فيها الخاسر الاكبر الشعب العربي في المنطقة، بعد ان تتحول الى دويلات وطوائف اثنية وعرقية وقومية وطائفية حقيرة ،وهذا ماتريده امريكا وايران ،وهو مشروعهما في المنطقة ،كل حسب اجندته السياسية ،فايران لها مشروعها التوسعي في التمدد الصفوي الشيعي ،وامريكا لها مشروعها اقامة الشرق الاوسط الكبير ،على انقاض الدول العربية وحكوماتها ،فهل يتحقق هذا الحلم الامريكي-الصفوي،في المدى المنظر ،هذا ما ستكشف عنه اتفاقية ادارة اوباما مع ايران الاخيرة حول برنامجها النووي العسكري……