ساعات فقط كانت مدة زيارة رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الى قطر، ولم يغادر الجبوري الدوحة حتى اعلنت غالبية دول الخليج ودول اخرى مقاطعة دولة قطر في ازمة حادة لم تشهد منطقة الخليج لها مثيلا.
ربما كان الجبوري يحمل حلا او مبادرة للصلح؟ لكنه بالتاكيد وصل في الوقت الضائع، ولم يتمكن من نزع فتيل الازمة التي ربما تاخذ خلال الايام المقبلة مديات اخرى اكبر واوسع.
من تابع بيانات الجبوري الصادرة حول زيارة الدوحة والتي نقلت لقاءاته مع امير دولة قطر ووزير خارجيتها يجد انها تشير الى محاولة لا بأس بها لانهاء حالة الخلافات في المنطقة ودعم الاستقرار، لكن يبدوا ان الازمة الخليجية صعبة جدا ولها جذور عميقة وليست وليدة اليوم.
لكن؛ على الرغم من اخفاق مسعى الجبوري في حلحلة المشكلة، الا انه دليل على اهمية وحضور العراق في مثل هذه المواقف، وانه لم يعد الحلقة الاضعف او الغائب عن المشهد العربي والاقليمي، وان وصول الجبوري الى الدوحة لانقاذ الموقف في لحظته الاخيرة دليل واضح على ان العراق بدأ يلعب دوره الحقيقي القادر على التاثير المباشر في كل الظروف والمواقف.
نحن بحاجة الى ان نكون مؤثرين في الداخل والخارج ومع جميع الاطراف، خصوصا وان العراق هو البلد الوسط الذي يمكن الاحتكام اليه او قبول دوره الريادي في تدعيم السلم والاستقرار، ولانه لا يميل نحو كفة على حساب اخرى، وهذا ما يدعونا الى ان نثق بانفسنا وبقدرتنا اكثر لان المستقبل حافل بالكثير.
وحتى ان لم تنجح وساطة الجبوري في الدوحة ، يظل العراق هو البلد الذي بذل جهدا ودورا ايجابيا في الازمة حتى ساعاتها الاخيرة، وهذه منقبة ربما لم يلعبها العراق منذ زمن بعيد.