كثيرًا ما تتناقل بعض وسائل الإعلام وأصوات المحللين هواجس ومخاوف عن تهديدات موجهة إلى العراق، سواء بضربات عسكرية أو محاولات لتغيير النظام السياسي. لكن هذا الكلام ليس سوى أضغاث أحلام وأمنيات مدسوسة من قبل الخونة والمتخاذلين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات في أيدي الأجنبي، متناسين أن العراق ليس مجرد دولة عابرة على خارطة العالم، بل هو أمة عريقة ذات جذور تاريخية وثقافية متجذرة منذ آلاف السنين.
فالإرث التاريخي والهوية الراسخة
لعراق قاعدته الصلبة وهو مهد الحضارات الإنسانية، من سومر وبابل وآشور، إلى الدولة العباسية التي كانت منارة العالم الإسلامي علميًا وثقافيًا. هذا التاريخ لم يكن مجرد صفحات مكتوبة، بل هو حاضر في وجدان كل عراقي. شعب العراق ورث عن أجداده القوة والصبر والقدرة على التكيف مع المحن. ورغم كل الغزوات التي حاولت كسر إرادته، من المغول إلى الاستعمار الحديث، بقي هذا البلد شامخًا، لا ينكسر ولا يهزم
في طبيعة العراقيين خاصية فريدة فمهما اشتدت الخلافات السياسية أو الاجتماعية بينهم، تجدهم يتوحدون أمام التهديدات الخارجية. هذا التلاحم يظهر جليًا عند الشدائد، حيث يذوب الفارق بين طوائفهم وأعراقهم، ويعلو صوت الوطن فوق كل شيء. في معركة تحرير العراق من تنظيم داعش الإرهابي، كان هذا التلاحم عنوان الانتصار، حيث توحدت القوات الأمنية بكل تشكيلاتها مع أبناء العشائر والمتطوعين، وقدموا تضحيات عظيمة لإعادة الأمن والاستقرار للبلد
اليوم، تتخذ الحروب أشكالًا جديدة؛ فبدلًا من الدبابات والطائرات، تستخدم قنوات إعلامية ناعمة، تهدف إلى زعزعة الثقة وزرع الخوف في نفوس الشعوب. تُبث السموم عبر الأخبار الكاذبة والتحليلات المشوهة، التي تُصور العراق وكأنه بلد مهدد ومعزول. لكن شعب العراق يدرك تمامًا هذه المخططات، وقد أثبت وعيه مرارًا وتكرارًا، فلا يُخدع بمثل هذه
إن العراق اليوم يمتلك منظومة أمنية قوية ومتماسكة، تضم وزارة الدفاع، وزارة الداخلية، الحشد الشعبي، جهاز المخابرات، والأمن الوطني، مدعومة بعشائر وطنية لا تزال تجسد روح الفداء. هذه المنظومة ليست فقط على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديد، بل أثبتت كفاءتها مرارًا في مواجهة مختلف التحديات.
وعلى الجانب السياسي، تمتلك الحكومة العراقية قيادة حكيمة وواعية تدرك تعقيدات الوضع الإقليمي والدولي، وتتعامل بحنكة مع مختلف الملفات، مما يضمن استمرار العراق كدولة مستقلة وذات سيادة.
منذ عام 2003 وحتى اليوم، واجه العراق تحديات وعواصف متنوعة، من الإرهاب إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية، لكنه تجاوزها كلها بفضل عزيمة أبنائه. اليوم، يعيش العراقيون بكل أطيافهم وأعراقهم تحت راية واحدة، متحدين في حب وطنهم.
لكل عراقي أقول: لا تنصتوا للأصوات المتخاذلة أو للإعلام المضلل. العراق قوي بشعبه، بمؤسساته، وبتاريخه. نحن هنا، مستعدون لكل الاحتمالات، ولن نسمح لأي قوة أن تهدد أمننا أو استقرارنا.
العراق لن ينحني أبدًا، وسيظل شامخًا كشموخ جباله وأنهاره، وكما كان دائمًا، سيبقى منارةً للوطنية والقوة.