9 أبريل، 2024 6:49 م
Search
Close this search box.

العراق وضريبة الوضع السوري الاخير

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يكن العراق بمناى عن الوضع السوري الحالي بعد التوغل العسكري التركي الجديد في الشمال الشرقي لسوريا , حيث ان كل سلبيات مايجري هناك يكون العراق هو الحاضنة والضحية المميزة لها .
فالقوات الامريكية المحتلة المتواجدة في سوريا انسحبت من هناك وبدلا من الرحيل الى بلادها كما جرت العادة بذلك , دخلت الى الجانب العراقي وكأن العراق الحديقة الخلفية لها او (بيت ابوها ) دون اي اعتبار للحكومة وللشعب , كما ان الدواعش المعتقلين في السجون السورية هناك تم ترحيلهم بصورة وباخرى الى العراق اضافة الى ان المسلحين الاكراد الاتراك والسوريين وعوائلهم تم ايضا ادخالهم وتوطينهم في شمال العراق .
وهذا الامر هو مادفع كتلة تحالف البناء وتحالف الفتح الى مهاجمة عملية دخول القوات الامريكية المنسحبة من سوريا للاراضي العراقية ووصفته بالاحتلال . ووجه تحالف البناء اسئلة الى الحكومة المركزية عمن سمح للقوات الامريكية بالدخول الى الاراضي العراقية والانتشار في قاعدة القيارة والتجول في شوارع الموصل واكد تحالف الفتح دخول خمسمائة عسكري امريكي باسلحتهم الى الموصل وقاموا بالتجول في الشوارع دون اي رد فعل من الجهات الامنية او السياسية العراقية .ناهيك من ان الشمال العراقي تحول الى بؤر للقواعد العسكرية الامريكية والتركية اضافة الى توطين جميع اكراد العالم هناك دون اي علم للسلطات العراقية التي لاتملك اي سلطة في تلك المناطق سوى انها سلة بنوك للمسؤولين والبيشمركة الاكراد .
لا أحد يعرف بشكل دقيق عدد القواعد الأمريكية في العراق، وعديد المستشارين والمقاتلين الأمريكان، لكنهم موجودون منذ عام 2003، حتى الآن، على الرغم من تفسير بعض السياسيين بأن اتفاقية الإطار الاستراتيجي، هي اتفاق للانسحاب الأمريكي، الذي لم يتم بشكل كامل، إضافة إلى كون الاتفاقية في مضمونها تعني إيكال مهام قتالية لقوات عراقية بدل الانتشار الأمريكي الواسع، وربط ذلك بالتزام الولايات المتحدة بصيانة أمن واستقرار العراق.
أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تتضمن تغيراً كبيراً في النظر إلى ما هو أبعد، وليس الاكتفاء بطرد الخصم، ليحل محله خصم آخر أو وكلاء عنه، لا سيما في المناطق التي تم تحريرها من داعش والتي يرى الامريكيون بانها من منجزات الحشد الشعبي الذي يكنون له العداء باعتباره محسوبا على محور المقاومة.
المؤشرات تقول أن مئات الجنود الأمريكيين وصلوا إلى قاعدتي سبايكر وبلد، وهما أكبر قاعدتين جويتين شمال بغداد, اضافة الى نقل 400 جندي أمريكي تم نقلهم من قاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار إلى قاعدة بلد الجوية، الواقعة جنوب مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، في حين تم نقل أكثر من 100 جندي آخرين إلى قاعدة سبايكر الجوية، شمال غرب تكريت, بعد افراغها من عناصر القوات العراقية المتواجدة فيها سابقا.
وذكر موفد إعلامي في الموصل أن القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا، قامت بنشر وحدات لها في نطاق مدينة الموصل وضواحيها، وانتشرت بمعدات عسكرية قتالية، ولوجستية ثقيلة في معسكر الكندي الذي كان مقراً سابقاً للفرقة الثانية للجيش العراقي قبل أن تنسحب أمام داعش, كما انتشرت وحدات أمريكية في سد الموصل وفي منطقة وانة، فيما لا تزال أعداد كبيرة من القوات الأمريكية تصل تباعاً للتمركز في محيط الموصل ودهوك وإربيل، وشاهد أهالي الموصل دخول رتل عسكري أمريكي ضخم إلى مقر اللواء الثامن للجيش العراقي، فيما عبر اعضاء في مجلس محافظة الموصل، عن تخوفههم من قيام الجانب الأمريكي بتنفيذ غايات وأهداف تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.
ويؤكد المراقبون السياسيون أن التحرك الأمريكي في العراق يهدف بالدرجة الأساس ما تسميه إدارة ترامب تصحيح الأخطاء السابقة، ومنع إيران من اتخاذ العراق جسراً إلى سوريا ولبنان لدعم محور المقاومة ومنع الاحتلال الصهيوني من تنفيذ اجنداته ضد دول المنطقة ولمنع الجماعات الارهابية من العودة الى سوريا والعراق .
ويؤكد مراقبون ان امريكا لم تكتف بقواعدها في الموصل وكردستان العراق والانبار وصلاح الدين بل تقوم حاليا بإنشاء قاعدة أخرى في منطقة المنصورية بمحافظة ديالى، ربما سيعلن عنها في الأيام المقبلة
ان التواجد العسكري الامريكي وبهذه الصورة المكشوفة في العراق يثير تساؤلات عديدة عن اسباب تواجده وعن اجنداته , وماهو المطلوب منه , ولماذا يقوم بحماية داعش ويسهل انتشارهم في غرب وشمال العراق, كما يسهل دخول القوات التركية في سوريا مقابل تجميع اكراد العالم في شمال العراق , هل المطلوب هو تقسيم العراق لاقامة نموذج دولة سنية في غرب البلاد , واقامة دولة كردية في الشمال مقابل تمدد تركيا في الشمال السوري كهدية لها لاقناعها بعدم الاعتراض على الدولة الكردية المبرمجة شمال العراق, فيما تشغل امريكا العراقيين في الجنوب والوسط بتظاهرات مطلبية هنا وهناك , مستغلة الارضية الخصبة للوضع المعيشي المتهالك في العراق , والذي هو في الواقع نتيجة السياسات الامريكية التي مازالت ترهن عائدات النفط العراقية في صندوقها الدولي رغم خروج العراق من البند السابع للامم المتحدة بسبب احتلال النظام الصدامي للكويت .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب