23 ديسمبر، 2024 6:45 ص

العراق ودواعش امريكا وإيران

العراق ودواعش امريكا وإيران

هل وصل العراق الى لحظة الانفجار الطائفي السياسي ،الذي يذهب ضحيته المواطن البسيط ، فهناك صراع الارادات في العراق بين مشروعين ،هما المشروع الامريكي الذي ينفذه تنظيم داعش، والمشروع الايراني الذي تنفذه الميليشيات الايرانية ،وحكومة تمسك عصاها من الوسط، لا تريد اغضاب الطرفين، ولا تستطيع ان توقف اجرام الدواعش الامريكية والإيرانية ،بحق العراقيين برغم المعارك التي تخوضها في اكثر من مكان ،الامر اكيد ملتبس علينا جميعا ، وسائل ينتقدني كيف اصف داعش بالأمريكية والآخر كيف اصف الميليشيات بالإيرانية، والإجابة سهلة جدا، وهي ان نتائج الطرفين وأفعالهم وإجرامهم يحقق نتائج باهرة لأمريكا وإيران ، فليس بالضرورة(وهي ضرورة)، ان نؤكد ان من يدعم تنظيم داعش ويلقي لها السلاح ويتواطأ معها ويؤمن لها السيطرة على المدن والاقضية والنواحي صدفة او تخطيطا ،هو امريكا من اجل اكمال مشروعها في العراق وسوريا ، ومن يدعم ويسلح ويمول ويقود الميليشيات في العراق وسوريا هي إيران لان ما يعنينا ليس الاقوال بل الافعال على الأرض فكلها تشير بشكل قاطع ان ادارة اوباما ليس من مصلحتها هزيمة داعش وتحرير المدن في العراق ، وإلا لكانت بساعات تحرر كل المدن العراقية المسيطرة عليها داعش، بوجود مئات الالوف من الجيش والعشائر والحشد الوطني والشرطة والطيران الامريكي والغربي وآلاف الدبابات والصواريخ وغيرها ،وهذه حقيقة يدركها كل العراقيين ويتحدثون بها ، وهي لو ارادت امريكا هزيمة داعش لاستطاعت بظرف ساعات ؟؟، اذن هناك تواطؤ وتخطيط ودعم وسيناريو امريكي واضح لإبقاء تنظيم داعش في المشهد العراقي،اليس هذا صحيحا ان نقول هنا ان داعش صناعة امريكية بامتياز ، عندما تسمح لها بالعبث بالمدن العراقية قتلا وتهجيرا ونحرا وسبيا واعتقالا، تماما كما تفعل ميليشيات ايران الان في ديالى ، على العموم ، ليس هذا موضوعنا الان ، لأنه اصبح واقعا ، ولكن ما يتعرض له اليوم العراق ،من حملة دموية كبرى ينفذها تنظيم داعش والميليشيات ، لقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين الابرياء بنفس طائفي وسيناريو ارهابي منظم ومعلن، فمجزرة ديالى التي مازالت فصولها تتوالى، قتلا وحرقا وسحلا في شوارع المقدادية وغيرها ،من قبل الميليشيات الايرانية قوات فيلق بدر والعصائب وحزب الله ألعراقي في ابشع جريمة لإبادة جماعية كارثية  لأهل ديالى، ومن المكون الاكبر في ديالى وهو المكون السني ، وهذا ما اكدناه ان قوات بدر والميليشيات تنفذ مخططا ايرانيا واضحا، وتعمل على توطين الايرانيين (زوار الاربعينية) ، والأفغانستانيين الذين دخلوا العراق بدون تأشيرة دخول ويقدر عددهم بأكثر من (نصف مليون ايراني وأفغانستاني)، تم تدريبهم واحتواؤهم في معسكرات تابعة لقوات بدر في مدينة الحلة ، وهكذا يتم توطين وتغيير جغرافي واسع في العراق لصالح المشروع  الايراني ،وإفراغ المدن المحاذية لإيران من العرب السنة ، وحزام بغداد الى سامراء ، طبعا بعلم ودعم ومشاركة حكومة وجيش ألعبادي لان الميليشيات تستخدم الزى العسكري وسيارات ألجيش وسلاح الجيش وأوامر الجيش وصلاحياته ، لهذا كانت تصريحات سليم الجبوري رئيس ما يسمى مجلس النواب ،حينما طلب قطع رواتب اكثر من (30000) الف عنصر من الجيش والشرطة ، لعدم استطاعتهم فرض الامن هناك، وإلقاء القبض على عناصر الميليشيات الاجرامية التي تقوم بجرائمها ،صرخة في واد سحيق،فلا هو قادر على ايقاف اجرام الميليشيات ولا هو يمتلك الشجاعة هو وحزبه الاسلامي ووزراؤه وكتلته اتحاد القوى الوطنية من الانسحاب الفوري من الحكومة وتعطيل البرلمان الطائفي الفاشل اصلا ، كأجراء احراجي لحكومة العبادي ولأمريكا ، وهو اضعف الإيمان اما الصراخ والتمثيل على الناس فلا يجدى نفعان ولا يلين قلوب صدئة اجرامية ، هذا من جهة الميليشيات الايرانية الوقحة المجرمة التي تستخدم اسم الحشد الشعبي وفتوى المرجعية كغطاء (شرعي وقانوني) لتنفيذ جرائمها دون ان يطالها القانون والقضاء اما تنظيم داعش السني فهو ايضا يقوم بحفلات يومية لنحر ابناء المحافظات السنية وخاصة في الموصل والانبار، حيث قام ليلة امس وقبلها بذبح ونحر وإعدام مئات المواطنين الابرياء في ناحية القيارة وقراها،وجريمتهم انهم منتسبين سابقا للأجهزة الامنية والشرطة والجيش وقدموا التوبة والبراءة لهم ،ومع هذا تم اعدامهم نحرا، وهكذا يقوم داعش يوميا بإعدام المئات من اهل الموصل واقضيتها ونواحيها ، في برنامج منظم للقتل والذبح ، والأسباب واهية مضللة غير شرعية يلبسونها لباس الشرع والدين ، ويتم الاعدام في مشهد مروع صادم في وسط الاسواق وإجبار الناس على مشاهدة مناظر الذبح ،وقطع الراس واليد وغيرها وبطرق مبتكرة، لا تخطر على بال الشيطان نفسه، وأمس فقط تم اعدام (20) شابا من قرية الحاج علي وسط القرية ،لنفس الاسباب التافهة وهي التعاون مع الاجهزة الامنية والتجسس والانتساب للجيش والشرطة،وهكذا يساق اخوتنا وأبناؤنا وأهلنا يوميا الى مقصلة الاعدام ويتفنن القاتل بطريقة الإعدام سواء كان داعشيا ام ميليشياويا ، فكلاهما دواعش اجرامية تتفن في القتل ، وجريمة ومجزرة ديالى التي نفذتها ميليشيا داعش الايرانية ،تتزامن مع جريمة ومجزرة قرية الحاج علي في القيارة التي نفذها تنظيم داعش الاجرامي ، اذن الاجرام الذي يتعرض له العراقيون من دواعش ايران وأمريكا هو واحد الهدف منه افراغ العراق من محتواه العربي العروبي ، فقبل هذا كان المخطط في تهجير وسبي وقتل الايزيدية والمسيحيين والتركمان والشبك من الموصل ، ونجح المخطط ، والآن نشهد الصفحة الاخيرة منه ، في مشهد التهجير والإبادة الجماعية لأهل العراق ومن مكون السنة تحديدا ،رأس النفيضة في محاربة تنظيم داعش والميليشيات معا ، اي رفض المشروعين الامريكي والإيراني وهذا تقوم به المقاومة العراقية الباسلة وعشائر العراق البسل ممن يقاتل داعش والميليشيات ومن يقف وراءهم ، هذا الاجرام الداعشي برؤوسه المتعددة وأشكاله المتنوعة،تقف وراؤه دولا كبيرة ،ترتكب مجازر دموية يندى لها جبين الانسانية في العراق وسوريا،لأهداف ومصالح ومشاريع قذرة لتقسيم وتجزيء المنطقة وإدخالها في حروب طائفية طويلة ألمدى يدفعها ثمنها غاليا العرب والعراقيين تحديدا، نقول ان العراقيين يتعرضون كلهم الى ابادة جماعية من قبل ايران وأمريكا، في ظل صمت عالمي مريب ومخجل وجبان ، وصمت عربي مخز لجامعة الدول العربية وأمينها  (اللاعربي)، الذي لم نسمع له ولو تصريحا خجولا على جرائم داعش والميليشيات في العراق، وكأن العراق غير مؤسس للجامعة العربية وابرز اعضائها وأهمهم، ما نرى من جرائم الابادة هذه تتحمل مسؤوليتها امريكا وإيران ، قانونيا ودوليا وأخلاقيا وتاريخيا، فذاكرة الشعوب غير مثقوبة ، والجرائم  لا تموت بتقادم ألزمن ولكن ما يهمنا الان كيف نوقف نزيف الدم العراقي ونخلصها من اجرام دواعش امريكا وإيران ،هذا هو السؤال الملح الآن اعتقد ان من يستطيع ايقاف المجازر هم من يقف وراءها ومن يدعمها ويسلحها  ، وخطاب الرئيس الفاشل اوباما يوم امس اعتراف بفشل استراتيجيته في ألعراق والذي يطلب الان من الكونغرس تفويضا باستخدام الحرب البرية على ألأرض بعد الفشل في ألجو ،وهذا لن يتم بعد فوات الاوان وجريان الماء تحت البيت ألأبيض وأصبح الخطر يداهم ألجميع اننا لا نعول على من احتلنا وقتل شعبنا ولا ننتظر منه خيرا ، نطالب بوصاية دولية وعربية لإنقاذ العراق من محنته بعد الغاء قرارات بريمير وتعليق البرلمان وإلغاء الدستور الطائفي وحل حكومة العبادي والذهاب الى حكومة طوارئ تشرف عليها الامم المتحدة ومجلس الامن ، وتخليصه من الاحتلالين الامريكي والإيراني اللذان يتقاسمان قتل وتهجير وتدمير العراقيين وإشعال نار الطائفية بينهم وهي مشتعلة فعلا، نحن بأمس الحاجة الى المشروع الوطني الحقيقي، والدعم العربي الحقيقي، وما التحالف الاسلامي ألعسكري إلا واحدا من عناصر انقاذ العراق من كارثته ومحنته التي اوقعها فيه (العرب انفسهم)، والآن يجنون ما زرعت ايديهم ، ان دعم المشروع الوطني في العراق هو الحل ،والتحالف الاسلامي العسكري المنتظر هما  من يستطيعان مواجهة دواعش امريكا وإيران فقط، وهذا ليس صعبا ابدا الان … وبغير هذا العراق سيتقسم بين داعشين احلاهما مر ، ولات ساعة ندم …