لسنا بصدد تكذيب او تأكيد تصريح رئيس الوزراء محمد توفيق علاوي بأنّ إعداده لتشكيلةٍ من الحقائب الوزارية لوزارته بعيداً عن تدخلات الأحزاب , فذلك هو انجاز تأريخي بحدّ ذاته , حسب قوله .! , انّما فقط نرى ” على الأقل ” أنّ تصريح سيّد علاوي يقع على مسافةٍ بعيدة من دائرة التصوّر , ولعلّها تخلو من الإنارة بسبب انقطاع الكهرباء . ودائرة التصور هذه يشتركون فيها ” بالتساوي ” كلّ المكونات والأقليات والشرائح الأجتماعية العراقية ومعهم كاتب هذه الكلمات , ولابدّ من مشاركةٍ للسفارات في الصور الذهنية الأستباقية . ولو حقّاً حصل هذا لعاد العراق الى موقعه الطبيعي كدولة منذ الشهورالأولى للأحتلال التي افرزت ” مجلس الحكم ” الذي أسّس لنظام المحاصصة والطائفية وابعادها .
واذا ما افترضنا افتراضاً عدم الأخذ بنظر الإعتبار وعدم الإلتفات مؤقتاً لما يجري خلف الكواليس والستائر حول اتفاقاتٍ ما ومساوماتٍ ما لتسليم الوزارات الأمنيّة والسياسية والأجهزة الخاصة الأخرى لأحزاب السلطة الحاكمة فعلياً ” اي احزاب السلام السياسي ” وخصوصاً التي تمتلك فصائلاً مسلّحة بالمدفعية والصواريخ والسكاكين ! , وهذا الخيال الذي من خلال ” ضرب المثال ليس بمحال ” , فأنما يدفعنا او يجرّنا نحو طريقٍ او مَمَرٍّ لا يوجد سواه , وهو أنّ احزاب السلطة ” اذا ما لم تتدخّل او لمْ تُملِ شروطها على سيد علاوي فعلياً , فأنها ستكون قد نَصَبَتْ فخّاً مكشوفاً للعيان ! , عبرَ معارضتها لطبخة او تركيبة كابينة رئيس الوزراء عند عرضها على مجلس النواب من خلال كتلها الحزبية المهيمنة والمسيطرة على هذا البرلمان , وبالتالي فلعلّ إبقاء العراق بلا رئاسة وزراء ووزراء قد يضحى هدفاً مطلوباً في مسيرة المواجهة بين طهران والأدارة الأمريكية , وعلى العراقيين دفع الثمن مهما كان الثمن .! , وهي ايضاً حالةٌ معلّقة الى قرابة نهاية هذا العام حين يحين موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية , ولا ندّعي او نزعم بأنّ الحال والأحوال سوف تتغيّر بنسبة 180 درجة اذا ما جرى ازاحة الرئيس ترامب , وحتى لو كان الرئيس الأمريكي القادم من مرشّحي الحزب الديمقراطي المعارض ! , فالشركات الأمريكية هي التي تحكم كما معلوم ” وربما غير مهضوم للبعض الطيّبين ! ” .
والى ذلكَ كذلكْ , فلا نزعُم ولا ندّعي أنّ كلّ ما حملته الأسطر اعلاه من حملٍ قد يلامس الحقائق ولا حافّات الحقائق , فقد يمسى ما ذكرناه لا صحّة ولا عافية له حتى بأقلّ من درجة الصفر فهرنهايت .!