يبقى الأنسان في العراق بحالة ضياع وذهول وسط محيطه الذي أتصف بجحود إخوته وابتعادهم عنه منذ عام 2003 وتركوه يتجرع سم الأرهاب والأذى لوحده متطلعا لانتماءاته التأريخية وروابط علاقاته الحميمية مع الجميع منذ ان أُترع فكره بشعاراتها لسنين خلت جمعت بين القومية والأشتراكية والوحدوية والأسلامية والحيادية بلحمها وشحمها مرددا سمفونية الأهداف ومبادىء الأمة وشعارات القومية التي سرعان ما تبددت بنهاية النظام السابق فلا شعارات نفعت ولا اهداف أُستحضرت ولاقومية أُنتفضت شاهقا رُقبته شاخصا بصره علّ واحدة منها تنجده مما هو فيه ونفذ صبره بعد ان بانت صورتها الهزيلة أو كما يقولون كأنها مزنة صيف أو ومضة برق مرت مسرعة وأفل بريقها مع الذين جمعتنا وأياهم عهودا ومواثيق الأتفاقات بجمهرة المسميات كجامعة الدول العربية التي لم تلتزم بميثاقها وعقد العروبة معها بل أمعن البعض منهم يدعم الأرهاب وأسناده ضد البلد لتبقى ببناءها الكارتوني الشكل وطولها الفضفاض ومحتواها الفارغ دليلا على موتها وابتعادها عن الحياد في تعاملها في حربه الضروس مع داعش واعداء الأنسانية مكتفيا أمينها العام بقوله (( ان تنظيم “داعش” يمثل جيلاً جديداً من منظمات إرهابية تعلن عن دولة، وتستولى على أراض، وتنتهك حدود دول، داعياً الدول العربية الى دراسة هذا الموضوع بعناية )) ,ولم تقدم الدراسه وغاب الدعم وتبدد الأنتماء ,و كذا فعلت دول عدم الأنحياز التي أبقت على موقفها الخامل تجاه العراق وقضاياه وكأنه خارج جسدها وبعيدا عن لحمتها في حين تؤكد الماده القانونية من ميثاق دول عدم الأنحياز التاسعه (( تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل)) فلا مصالح مشتركة ولاتعاون مثمر باي مجال يحتاجه العراق وأكتفت بالأستنكاروالأدانة متنصلة عن ميثاقها ووعودها , والأخر منظمة المؤتمر الأسلامي كسابقاتها التي أُعتبرت أنطلاقتها من القرآن والسنة وتضم تحت جنحها مليار ونصف مسلم لم تعِ لدورها وتنظر للعراق باعتباره واحدا من اعضائها الفاعلين لنصرة قضايا الدول المنتمية لها , ان شعبنا اليوم بأمس الحاجة للمساعدة والعون من هذه المسميات المذكورة التي بقت متفرجة على المآسي والويلات التي يمر بها وهو يعيش ظروفا قسرية بين التهجير والنزوح واحتلال . بعد هذه المواقف المخزية لهم من الثابت في القول والفعل لنا ان لانعول كثيرا عليهم . ندعوا لمن يجسد شعاراته بالعمل والأخلاص بعيدا عن الكذب والأفتراء ليثبت عراقيته وانتمائه لتربته وتمسكه بوحدته ولاعلاقات خارجية وظفت ألا ماندر, العراقيون هم من يقود مستقبله ويعبد ترابه ويشق طريقه بالدفاع عنه والذود عن حياضه ولاسبيل لذلك ألا بالأعتماد على النفس ولاضير بأقامة العلاقات مع العالم حرصا على مصالحنا و ان يدرك الجميع مصالح البلد ويحدد تعامله و بأي اتجاه يكون حواره . ان المسميات الفارغة والشعارات الرنانة التي ابتلعنا طعمها لسنوات عجاف قاربت على الثلاثين سنة لم تنفع بل أضرت .