يتوهم من يعتقد ان الازمة في تشكيل الحكومة الحالية ، رغم الصراعات الظاهرة بين الكتل والاحزاب الحاكمة على اشدها والتي تنذر بعواقب وخيمة بين اطراف العملية السياسية ،قد تصل حد التصفيات الجسدية والتسقيطات السياسية وغيرها، الازمة هي في نظام الحكم التحاصصي الطائفي،هنا بيت داء الحكومات التي شكلها الاحتلال الامريكي على يد المجرم بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال ، وما يشهده العراق الان من خراب ودمار وتهجير وقتل وظهور تنظيم داعش والميليشيات ،ما هو الا نتيجة طبيعية لنظام تحاصصي طائفي مقيت ، ادخل العراق بنفق الاحتراب الطائفي السياسي،وتسلط داعش والميليشيات ومن وراءهم على مصير العراقيين وتفتيت ، بين قتيل ومهجر ومختطف ومعتقل، نحو تقسيم العراق الى دويلات وطوائف واعراق اثنية وقومية ودينية ، لذلك من الضروري ان يعرف الشعب العراقي الى اين العراق ذاهب وسط فوضى داعشية وميليشسياوية واحتلال امريكي وايراني ، وبين تمدد داعشي، وتسيد ميليشياوي على الامن في العراق ، لهذا فان عملية تشكيل حكومة تكنوقراط التي يقاتل العبادي من اجل تشكيلها مع الفرقاء والكتل السياسية ،لن يحل الازمة ولن ينقذ العراق من التشرذم والاحتراب وتمدد داعش وتغول الميليشيات الطائفية ، وهكذا شاهدنا فشل اجتماع كربلاء بين كتلة التحالف الوطني ورئيس الحكومة ، وكيف خرج مقتدى(غاضبا وناقما ) من الاجتماع واطلاق تصريحات وتهديدات تنذر بالويل والثبور واجتياح المنطقة الخضراء،واصفا التحالف الوطني ب(التخالف)، ومهددا حكومة العبادي بالانتقال من شعار(شلع) الى شعار (شلع قلع)، وهذا دلالة واضحة على تفاعل الازمة ووصولها الى طريق مسدود واقتتال حتى داخل الكتلة الواحدة ،فكيف ببقية الكتل الاخرى ، ووسط هذا الجو الملبد والمنذر بحدوث حدث جلل ما ، تراجع مقتدى الصدر عن تهديداته بعد تدخل ايراني جاء من طهران ابلغه (بتخفيف) لهجة التهديد من (شلع قلع) الى التظاهر في ساحة التحرير ، وكان زعيم التيار الصدري مقتدى قد تلقى او افشل مخططا لاغتياله في ساحة التحرير ، ومن ثم توعده الاخرون بتنفيذ العملية لاحقا، اذن وصلت الامور الى حد التصفيات الجسدية لرؤساء الكتل والشخصيات المؤثرة، لاحداث المزيد من الفوضى، والقاء التهمة فورا( الى مكون السنة) الذي وصفه محافظ بابل( بان كل سني هو داعشي بالضرورة)،وهكذا تتوالى الانهيارات وسط فوضى لم يشهد العراق مثيل لها في تاريخه الطويل الممتد لالاف السنين، انهيار لاشبهه انهيار اخر في العالم ، حيث تقوم عناصر ميليشياوية باسقاط محافظة تحت يافطة عشيرة عراقية كبيرة ومهمة (أسيء لها ) من الميليشيات ان تتحدث باسمها ، وتحدث فوضى داخل مدينة بعقوبة وتحرق دوائرها، وتطرد موظفيها وتعتقل بعض المواطنين خروجا عن القانون ، وتبقى المدينة ساقطة تحت حكم الميليشيات ،دون ان تسطتيع حكومة العبادي وجيشه ان يقول لها (أف) ، فاي انهيار ابشع من هذا الانهيار، وهكذا تتغول الميليشيات على المواطن والحكومة دون ان تهتز لها رقبة، في حين يمضي تنظيم داعش في هجوماته وتفجيراته الاجرامية بحق العراقيين كما حصل في مدينة الحلة ، واحياء بغداد ، او في الاعدامات اليومية لاهلنا في الموصل ومدن الانبار، ووسط اكاذيب امريكية في استهداف داعش بالطيران والقصف كما تزعم ادراة اوباما وتحقق طلعات جوية على مقرات داعش في الموصل والانبار ، ولكنها في الحقيقة لاتستهدف الا المدنيين الابرياء وتدمير البنى التحتية للمدن العراقية، وكما حصلت جريمة القرية العصرية التي ذهب ضحيتها اكثر من (170) بين شهيد وجريح، من النساء والاطفال والشيوخ،علما ان القرية لايتواجد فيها داعش ولامقرات له هناك، ولكنها الوحشية الامريكية التي لاتفرق بين داعش والمواطن البريء ، وتضعهم كلهم في سلة واحدة هي الارهاب ، وتطبيقا لشعار محافظ بابل الفاسد الطائفي (كل سني هو داعشي ) ، هذا هو الحال الان في العراق، فالعراقي اذن بين مطرقة داعش وسندان الميليشيات ، ووحشية امريكا، فكيف للعراق ان يرى الامن والامان في ظل هذه الفوضى الخلاقة ، ارى ان العبادي ماض في ورطته متوهما او يضحك على نفسه ،بان تشكيل حكومة تكنوقراط ينقذ العراق من الفساد والطائفية، ويقضي على الميليشيات وداعش، هذا الوهم الذي رافقه منذ ان حصل على دعم امريكي-ايراني وازاحة نوري المالكي من الحكم،والسبب بسيط جدا هو ان صرعات الكتل وتقاتلها على المناصب ومغانمها هو من يجعل ويسرع الانهيار، ولكن ماذا بعد هذا الانهيار ، وهل تسمح به ادارة امريكا ودول الخليج ،ان ينزلق العراق، الى قاع الحرب الطائفية وتسيد الميليشيات وداعش على العراق ، بالتاكيد لايمكن ان يستمر هذا الوضع الكارثي في العراق ،رغم ان ادارة اوباما ادركت ان تنظيم داعش التي تدعمه هنا وهناك ضد الميليشيات ، كما كانت تدعم الميليشيات ضد داعش، فانها ادركت ان اللعبة انتهت الى هنا وعليها تغيير اللعبة ، والتحول ب180 درجة نحو انهاء فوضى الميليشيات وداعش، ولهذا جاءت اجراءات المملكة العربية السعودية ضد تنظيم داعش والميليشيات ، حيث دعمت وباركت ادارة اوباما انشاء التحالف الاسلامي العسكري، للمساهمة معها في القضاء على الميليشيات وداعش معا ، وهذا معلن على المللأ، وتبع هذا اجراءات صارمة وواضحة في هذا الطريق الا وهي ، ايقاف دعم الجيش اللبناني وجعل ميليشيا حزب الله تنظيم ارهابي ، وتبعتها الدول الخليجية ، وسحبت رعاياها من لبنان ، وطرد الخلايا الايرانية التابعة لحزب الله في الدول الخليجية ، وتوقف التعامل مع حزب الله ، وتبعتها اجراءات اكثر قساوة في اجتماع وزراء الداخلية العرب باعلان ميليشيات حزب الله كتنظيم ارهابي مع تنظيم داعش، والان تعمل على ايقاف القنوات الفضائية التي تنشر الطائفية والتابعة لحزب الله وايران واحزاب ايران في العراق، اذن هناك عمل سريع على الارض تقوم به امريكا والسعودية وتركيا،لتطويق الميليشيات والتنظيمات الارهابية كداعش والنصرة ،والقضاء عليها ، وهذا الامر بدا واضحا في نجاح (الهدنة في سوريا ) والتوقف عن ضرب المعارضة السورية، وعزلها عن تنظيم داعش والنصرة ،واليوم تحضر امريكا لمعركة حاسمة في الموصل وقطع الامدادات عن الرقة تمهيدا لاجتياحها في وقت واحد ، لانها تدرك ان معركة الموصل هي المعركة الاخيرة لانهاء داعش، وان النصر فيها يعني القضاء على داعش الى الابد ، بسبب استرتيجية موقع الموصل واهميته القصوى ، فضلا عن الموارد المالية الهائلة فيها ، والتي تؤهله للقتال سنوات ضد الجيش العراقي،وهذا ما تعمل عليه الان وتحشد لها كل طاقاتها العسكرية واللوجستية ، دون ان تشرك قوات برية لها، او اشراك الحشد الشعبي ،الذي سيبقى على ابواب الموصل (ربما ) دون ان يسمح له بالدخول اليها ، وهذا العمل هو مهمة انقاذ العراق من انهياره الاخير ، اي القضاء على تنظيم داعش والميليشيات معا ، بحلها بفتوى دينية أو ايجاد حلول اخرى لانهاء نفوذها ، نعتقد هنا ان دور ايران الان قد تراجع كثيرا، وان اعتمادها على الميليشيات ارتد عليها ،واصبحت ايران (منبوذة في العالم والمنطقة)، برعايتها للميليشيات ودعمها لهم عسكريا واعلاميا مثل الحوثيين وحزب الله اللبناني والميليشسيات الايرانية في العراق ، لذلك ادركت هذه الميليات ان ايران ورطتها في (دولها ) فتراجع الحوثيين وانتقادهم لايران اصبح علنيا (زيارة قيادي حوثي للسعودية وانتقاده ايران) لاجراء مصالحة في اليمن برعاية سعودية ، وهكذا محاصرة حزب الله اللبناني وتطويقه من كل الجوانب السياسية والمالية والعسكرية والاعلامية وفرض حصار خانق عليه واخضاعه للقرارات العربية والدولية ، وهكذا نعتقد ان المشروع الايراني قد انتهى وفشل في المنطقة بفشل ميليشياتها وسياسيستها العدوانية لدول المنطقة ، وايقاف توسعها وتمددها الصفوي الايراني ، اعتقد ان العراق يشهد انهياره الاخير ، وان تدخل ادارة اوباما والامم المتحدة ومجلس الامن اصبح على الابواب لانقاه من الحرب والاحتراب الطائفي الذي تسعى ايران له بكل قوتها لانقاذ مشروعها الفارسي من السقوط والفشل وانقاذ احزابها وميليشياتها في العراق ، وهذا لن يحصل لان قفات اوان النفوذ والهيمنة الايرانية واصبح من الماضي ، التحالف الاسلامي العسكري حسم الامر تماما ، والدليل تصريحات وزير الخارجية السعودي ضد ايران، والتي تتطابق مع تصريحات البيت الابيض والبنتاغون ضد ايران التي تصفها بانها اصبحت تشكل خطرا على الامن والسلم العالمي في المنطقة ،العراق يشهد حتمية انهيار وانقلاب على الاحزاب الايرانية وميليشياتها وتنظيم داعش في العراق…