اثارت تصريحات السيد مسعود البرازاني رئيس اقليم كردستان ،حول ضم قضاء سنجار، وجعله محافظة الى كردستان ،اثناء حضوره احتفالية الذكرى الاولى على (نكبة سنجار)،الكثير من التساؤلات ،في وقت يعيش العراق على بركان اللهب الطائفي والقومي والاثني ،وتعصف به رياح الارهاب والحرب الاهلية الطائفية من كل صوب،داعش تسيطر على ثلثه الشمالي ،وإيران بميليشياتها تسيطر على الثلث الجنوبي الاخر فيما البشمركة تسيطر على المتبقي منه في ديالى وكركوك والموصل وصلاح ألدين اليس هذا هو وضع العراق الان ،وهذه الاطراف هي من يدير حكم العراق ،كل من مصالحه وأهدافه وغاياته ومشروعه ،(والكل) بدعم امريكي وإيراني وإسرائيلي وإقليمي واضح،فيما يغيب العرب والعراقيين عن هذا المشهد تماما ،وما خروج التظاهرات الاخيرة ،إلا نتيجة ما يجري من ظلم وتهميش وفساد وتدني مريع في الخدمات وردا واضحا على التدخلات الايرانية والأمريكية وغيرها،باختصار شديد ،خرجت لتقول ان العراق ليس هكذا ولا ينبغي ان يكون، وعلى الاخرين الانتباه (لغضبة العراقيين)،فأهدافهم الشريرة التقسيمية ونهبهم لثروات وموارد العراق ،يجب ان تتوقف ،مهما كان الدعم الدولي والإقليمي،فالشعب هو من يقرر مصير العراق لا ايران ولا مسعود ولا امريكا،نعم العراق الان في اضعف قواه ،ولكنه في اقوى تلاحمه الشعبي ،وعيا ووحدة وتماسكا ،فاضحا كل الاعيب الاحزاب الحاكمة ورموزها الدينية العفنة ،وهتافات البصرة والناصرية وبابل والعمارة وبغداد حطمت رؤوس الاصنام التي كانت مقدسة قبل ايام ،والصنم لا يقدس لدى العراقيين ،الصنم يكسر وتدوس عليه ارجل المتظاهرين ،هذه مقدمة لفضح السيناريو الامريكي ما بعد الاتفاق النووي الايراني والذي قلنا في مقالنا السابق ،ان عصرا امريكيا جديدا سيبدأ في المنطقة ،وتصريحات السيد مسعود واحدا منها ،ودخول تركيا في تحالفها مع ادارة اوباما ،واجتماعات دول الخليج مع جون كيري وزير الخارجية الامريكية /كلها اشارات العصر الامريكي ،ما بعد الاتفاق ،هنا رؤية تحليلية سياسية ،لكل هذا ،الحراك الامريكي الذي تلى الاتفاق النووي بدا سريعا، والانفتاح على روسيا حقق اهدافه،بترتيب لقاءات بين (سورية والسعودية،ونقصد به زيارة احد اهم الرموز السورية علي مملوك للسعودية)
بإشراف روسي لتقريب وجهات النظر وتوحيدها تجاه ايران ،وقد تحقق الشيء الكثير حول هذا وستنتج عنه مفاهمات منها ابقاء بشار الاسد على راس النظام لحين اجراء انتخابات لاحقة ،في وقت يجري جون كيري لقاءات هامة جدا في الدوحة مع حكام الخليج للاتفاق على مرحلة ما بعد الاتفاق وكيفية مواجهة تنفيذ برنامج الاتفاق النووي الذي يضمن امن الخليج العربي والمنطقة ،وفي مقدمتها اسرائيل،وهناك قرارات واتفاقيات تم التوقيع عليها مع كيري،وهي تطمينات امريكية ،مقابل دعم المشروع الامريكي في المنطقة بكل قوة،والحجة دائما،داعش والنووي الايراني،وهو ابتزاز امريكي واضح لدول الخليج لشراء المزيد من الاسلحة الامريكية وتنفيذ ما تريده ادارة اوباما لمخططاتها في المنطقة ،اما التحالف التركي –الامريكي ،فيدخل في المفاجآت ،اذا ان تركيا العثمانية ظلت لسنوات ترفض السيناريو الامريكي رغم فشله ،وعندما اطلقت امريكا اشارتها الخضراء للحزب العمالي الكردستاني وداعش ،في اثارة البلبلة وخربطة الاوضاع في جنوب تركيا، بتفجيرات دموية مؤسفة وأعمال ارهابية داخل استانبول والمدن التركية ،علما ان تركيا تعيش ازمة حكومية ،قد تعيدها الى المربع الاول بإجراء انتخابات جديدة ليحصل فيها حزب العدالة والتنمية على ما يريد في النظام الرئاسي،ارغمت اردوغان امريكا ان يفتح ابواب قاعدة انجرليك لطائراتها لتضرب بها داعش في سوريا والعراق،وتقوم تركيا باجتياح الاراضي العراقية والسورية جويا وبريا،لضمان امنها ومنع الارهاب من ان يطال مدنها،هنا يدخل مسعود البرازاني على خط الازمة التركية لينضم الى التحالف التركي-الامريكي،ويقف مع اردوغان ضد حزب العمال البككا ،ويطالب بترحيله من قنديل معقله الاساسي منذ ثلاثين سنة،ومن هنا ايضا ومن موقف المنتصر والمستند الى تحالف تركي-ايراني- امريكي ،اطلق تصريحا غير مسئول ،وليس في محله ،ولا في زمانه ،وربما ورطته ايران وامريكا وحلفاؤه فيه،او ربما يدخل في( البروغاندة) الانتخابية ،والتسويق الاعلامي للازمة السياسية الخانقة ،التي يعيشها مع احزاب كردستان(الاتحاد الوطني والتغيير والإسلامي)، التي تريد ابعاده من رئاسة الاقليم،والسيد مسعود يعلم جيدا ان ضم اية مدينة عراقية او (شبر )
من ارض العراق الى اية جهة خارجية،لا يتم إلا بموافقات دولية وإقليمية ،والاهم يقرر هذا شعب العراق،ولا اية جهة اخرى في الكون،فهل يضمن كاكة مسعود موافقة العراقيين على ضم كركوك وسنجار وخانقين وجلولاء وغيرها ،الى دولته المفترضة كردستان ،نحن نقول ان العراق كله للأكراد وكله للتركمان والمسيحيين والشيعة والايزيديين وغيرهم ،العراق للعراقيين بدون تسميات ودول لا توجد إلا في عقول المرضى،ممن لا يقرؤون التاريخ القريب والبعيد للعراق،فالعراق وعبر تاريخه الطويل العريق ،ورغم عشرات الاحتلالات والغزوات ،لم يستطع احد ان يقسمه كما يريد،ونحن نتفهم تصريحات كاكة مسعود وندرك مراميها،انها تأتي في وقت يحتل داعش سنجار وأطرافها،ويحتاج السيد مسعود دماءا لتحريرها ،ونقول له لماذا سلمها اذن لداعش،الم تكن قوات البشمركة تديرها، منذ الغزو الامريكي ،هذه التصريحات تفقد مصداقية الاخوة الكرد بمن معهم في نفس الخندق،دعونا نحرر مدننا من سيطرة داعش والميليشيات الايرانية والنفوذ الايراني ،وعندها لكل حادث حديث والشعب هنا وهناك هو من يقرر البقاء قفي عراق موحد،ام الانضمام الى كردستان او ايران او تركيا او …كاكة مسعود تصريحاتكم اوجعت قلوب العراقيين واستفزتهم لأنها في الزمن الخطأ والمكان الخطأ من حيث لا تقصد،العراق والمنطقة مقبلة على تغييرات جوهرية مؤكدة ،والحراك الامريكي وسعيه المحموم الى توحيد القرارات السياسية وتوحيد الجهود لدول المنطقة بحجة الحرب على داعش ،يثير الفضول ،هل ان داعش يحتاج الى كل هذا الحشد الدولي لهزيمته ،ام لأهداف اخرى اكبر من داعش ومشروعها الذي بدأ يأخذ شكل دولة في التمدد والبقاء ..اعتقد ان استراتيجية اوباما الجديدة في المنطقة،ابعد مما نقول ونحلل بكثير …